14 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

العراق وامراض الحكومات المزمنة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعاقبت على العراق منذ تاسيس دولته عام 1921حكومات تغيرت بشخوصها وتوحدت بدرجات متبايينة في اداءها ، والمتتبع للمشتركات بين كل هذه الحكومات يجدها كثيرة وكثيرة جدا بغض النظر عن وسيلة استلامها السلطة ، بالانتخاب في بداية العهد الملكي او عن طريق الانقلاب منذ تدخل الجيش في السياسة بفعل الانقلاب الاول للجنرال الكردي بكر صدقي عام 1936وقيامه بقتل وزير الدفاع الجنرال جعفر العسكري والمشتركات هذه ناتجة عن دوافع ذاتية (شخصانية الهدف ذاتية النزعة)وهي من الامراض الاجتماعية الناتجة عن حب الذات، يقول الدكتور علي الوردي في كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ص 389 ،، لا يخفى ان الحكومةت العراقية مصابة بعيوب وادواء شتى فهي انبثقت من المجتمع الذي تعيش فيه واستمدت طبيعتها منه ، فاذا كان المجتمع مصابا بالعيوب والادواء فهي لا بد ان تكون مثله مصابة بها ، لقد خلفت الزعامات العراقية نتائج سيئة على الدوام باستثناء زعامتي عبد الكريم قاسم وعبد الرحمن عارف ، وكانت نتيجة اخطاء المجتمع ، فهو من خلقها وظل ينتقدها وهو اي المجتمع من خلق فيها روح المكابرة وظل يصفق لها رغم اخطائها ، ولا ينسى اي منا شعارات بالروح والدم نفديك يا ابو.. ولقد صدق من قال الشعوب تصنع ديكتاتوريها ، ولا زالت مشتركات كل الحكومات شاخصةمثل التبرير تلو التبرير والكذبة تتلوها الكذبة ، واخرها كذبة امينة بغداد حين تقول الماء مقطوع فقط عن المناطق العشوائية ، وان الامانة توصله اليها بالتانكرات ، في حين ان الماء مقطوع ولا زال مقطوعا عن الكثير من مناطق العاصمة يا امينة العاصمة ، ان الامانة تنفقد بمجرد ان يستلم المسؤول السلطة وكان الشيطان وراء باب مكتبه ، ويظل هذا المسؤول قابعا في مكتبه يحيك مع هذا الشيطان خيوط الاخفاق تلو الاخفاق، وتنقضي مدة وظيفته وهو يضيف الى السيئ الاسوأ وهكذا تراكمت السييئات وتاخرت البلاد وتصدر المشهد ابناء هذا المسؤول اوذاك وظل الناس يلهثون وراء موكبه عاش ابو فلان ، هلا بيك هلا، وتمر السنون والمدن تتاكل ، والناس تتقاتل من اجل هذا القائد الخائب او ذلك الزعيم الفاسد ، واستمرت المنكرات الحكومية وهي تشترك في استغلال المنصب وتقريب القريب وابعاد الصالح الكفوء، وظل القانون معطل يبكي حظه العاثر امام المسؤول الفاجر ، الكل يشكو ولا يبادر ، وتبودلت السييئات بين المواطن والمسؤول، والمواطن ما ان يتحول الى موظف مسؤول يبدا هو بدوره يقلد المسؤول في كسله وكثرة فساده واذا به يرتشي ويزور الصحيح ويركض وراء عفن الريح، وبالمحصلة اصبحت السلطة مدرسة للافساد وخربت البلاد ، والله ما كان للارهاب من منفذ لولا هذا الفساد ، فساد النفوس الايادي والذمم ، وسنظل نسير الى الوراء اذا ما ظلت قاعدة الحكم مبنية على الوطني الغبي والعميل الذكي ، والسياسي مصر يقول السلطة انا وليس من بعدي من فتى ، وهو فارغ لا علم له بادارة الدولة او حتى مبادئ الاقتصاد اذن كيف تبنى البلاد اجيبونا ايها العباد…

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب