ثبت بما لا يدع مجالا للشك ،أن منطقة الشرق الأوسط تتجه نحو الحرب العالمية الثالثة ،التي تريد إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة على أسس طائفية وعرقية واثنيه وقومية ،بعد أن كانت خارطة في سايكس بيكو على أسس جغرافية ،لذلك نرى السيناريو واضحا الآن لكل متابع ،وان ما جرى من تغييرات سياسية وثورات ربيعية عربية مزعومة إلا مدخلا أوليا لهذا التغيير وتهيئة الرأي العام العالمي لتقبل هذا السيناريو ،فالأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة، ابتداء من غزو العراق وإخراج جيشه العظيم خارج التوازن العسكري في المنطقة ، وتدمير أسلحته التقليدية الدفاعية البالستية والكيماوية،ثم التوجه الى ليبيا وتفكيك ترسانتها النووية والكيماوية ،ورفع شعار الفوضى الخلاقة في الحكم ،وإعلان موسم الربيع العربي المزعوم في مصر لإزاحة مبارك عن الحكم بعد أن انتهت صلاحيته في الخدمة الأمريكية في المنطقة وأصبح(expire)هو وزين العابدين بن علي في تونس ،وهلل كل العرب بهذا التغيير لان الاسلامويين هم من استلم الحكم ،واعتقدوا إنها فرصة تاريخية بالنسبة لأمريكا والغرب إنها سلمت (المتاسلمين في تونس ومصر والعراق وليبيا ) الحكم، ليس لسواد عيونهم ولا لحبهم للإسلام (عدوهم الأوحد ) ،ولكن لكي يسقطوا هيبة الإسلام وفكره العظيم ومنهجه ألتسامحي وروحه السمحاء ،بتسليم هؤلاء السلطة في هذه البلاد وغيرها ،فبلع المتاسلمون الطعم وفشلوا في امتحانهم بتقديم أسوء صورة عن الحكم (الاسلاموي لهؤلاء) أمام العالم ،في حين نجحت أمريكا والغرب وأوقعتهم في فخ وشر أعمالهم ونزوتهم للسلطة ،والدليل أن الشعب العربي في هذه الدول ثار على حكم الاسلامويين واسقط قسما منهم(مصر وتونس)، وسيسقط الباقي حتما ،بعد أن كرههم الشعب ولم يعد يطيق أن يسمع بهم (وبهذا حققت أمريكا هدفين في آن واحد )، هما إسقاط الاخوان المسلمين والحكم الاسلاموي المتطرف في نظر شعوبهم ،وتدمير سمعة الإسلام الحقيقي المنفتح على كل الأديان في العالم، من خلال حكم هؤلاء وإظهارهم بأنهم يلهثون وراء السلطة وإنهم تكفيريون ومتخلفون ، هذا السيناريو الأول لأمريكا ،والآن تغير التكتيك الأمريكي والغربي وتحول الى مرحلة اخطر ،وهي مرحلة إشاعة وبث وزعزعة امن المنطقة، وإدخالها في حروب داخلية طائفية وعرقية واثنيه (ما يجري في العراق –سنة وشيعة –كرد وعرب،تركمان وكرد ويزيدية وكرد شبك مع بعضهم البعض )،أما في سورية (حرب طائفية بين سلطة بشار العلوي وحزب الله اللبناني وأتباع ولي الفقيه وجيشه الذي يقاتل في سورية مع سنة سورية وهم الأغلبية الساحقة (معذرة لهذا التقسيم المقيت و البذيء جدا ولكنه الحقيقة التي تريد ترسيخها أمريكا واغرب مع الأسف ونجحت بهذا )،وهكذا في البحرين طائفيا ولبنان طائفيا وليبيا بين تيارات اسلاموية متطرفة وعلمانية وإسلامية معتدلة وسلفية متنورة وصوفية ،إذن إسقاط الإسلام السياسي المتمثل بالإخوان المسلمين والمتاسلمين والأحزاب الدينية ، ممن يتبرقعون باسم الإسلام والإسلام منهم بريء وهم لا يمثلونه أبدا فالإسلام أوسع فكرا وأعمق نهجا وفلسفة،وما حكم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، إلا صورة مضيئة ووهاجة للإسلام العدل والإنصاف والتسامح والإيثار والمحبة ،والتي أوصلته الى كل بقاع الارض شرقا وغربا ، هو هدف أمريكي واضح (مصر نموذجا )والآن لم يبق إلا إعلان الحرب العالمية من خلال ما يجري في سورية تحديدا والتي ستكون هي منطلق هذه الحرب (وربما الحرب النووية والكيماوية ) ،فحزب الله والحرس الثوري الإيراني أعلنا بشكل لا رجعة عنه إنهما في الخندق السوري(تصريحات الرئيس الإيراني الجديد روحاني وتصريحات حسن نصر الله الأخيرة الساخنة جدا في وسط تصعيد كيماوي وصاروخي تدميري لنظام بشار الأسد ضد شعبه المنتفض ضده منذ أكثر من سنتين وإحالة المدن السورية الى خرائب مدمرة تماما وقد احرق كل المراكب خلفه وهو يتجه الى مؤتمر جنيف 2 خالي الوفاض )،ولا ننسى المحور العراقي المتخندق سرا وعلنا مع الخندق الإيراني –السوري بكل قوته وانعكاس هذا على الوضع الأمني المنهار كليا في العراق ،ومن يتابع تصريحات قادة إيران وحزب الله ورئيس وزراء العراق وحكومته يتأكد بما لا يرقى الى شك أنها كل تصب في التصعيد الطائفي والتحشيد الطائفي والتوتر الطائفي تمهيدا لتفجيره في المنطقة كلها ،وهذا اخطر ما تواجهه المنطقة الآن والتي لا تفضي الا الى الحرب الطائفية التي تخطط لها ادارة اوباما والغرب تمهيدا للتدخل العسكري (تصريحات الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا وألمانيا) بعد( جريمة الغوطة الكيماوية )،إذن العراق يقع في وسط الحرب العالمية ومسرحا لها بدون أدنى شك ،وزيارة رئيس الوزراء الى كل من إيران وأمريكا والهند لا تدخل في نزع فتيل الحرب في المنطقة إن استطاع ،ولكن لكي يعزز ويضمن لولاية رئاسية ثالثة في العراق وهذه الطامة الكبرى ،وقد أعمت السلطة والمناصب والمكاسب والنهب وسرقة المال العام العراقي بصيرة كل الاحزاب والكتل وأعضاء البرلمان ،لما يمكن أن يكون مصير العراق بعد تجديد فترة رئاسية أخرى لرئيس الوزراء ،العراق وما يجري فيه من عنف وإرهاب وتصعيد طائفي خطير جدا (عملية ثأر الشهداء) والتي يدفع ثمنها أهل المحافظات الغربية تحديدا وحزام بغداد ،هو باب الحرب الطائفية التي تدق طبولها جهات تتناغم مع ما يجري في سوريا ،وهي المدخل الى الحرب العالمية الثالثة ،التي نوه عنها نوري المالكي قبل أسبوع من الآن …