يشتعل المحيط الاقليمي للعراق بتحديات وصراعات وحروب تأخذ اشكالا متعددة منها السياسي والاعلامي والاقتصادي أضافة الى الصراعات الدموية بين الشعوب وحكامها كما يحدث في سوريا والبحرين وغيرهما من دول المحيط الاقليمي المقبل على أنفتاح دموي وحروب واسعة النطاق كما يبدو للمتابعين وتحشيد الاستقطاب الدولي والتعبئة العدائية في بعديها السياسي والاقتصادي تحضيرا لحرب الهيمنة وبسط النفوذ ومحاولات تغيير الخارطة الجيوسياسية .
الصراعات الواقعة على مقربة من العراق تحاول مد حبال الوصل والترابط مع بعض الملفات الداخلية في العراق ولعل ابرزها ملف الطائفية او الاصطفاف الطائفي مع الاقطاب المتصارعة ، كما صرنا نسمع بوسائل الاعلام العربية عن تورط جهات عراقية في الصراع الدائر في سوريا وكذلك في البحرين وهو مايحفز الخوف من تورط الدولة العراقية في صراعات وحروب ليس لها فيهاناقة ولا جمل ، كما يقول المثل العربي ، واذا ما خلصنا من منطق أحكام المصلحة الوطنية الى الجانب الاستراتيجي في الصراعات التي تقودها عوامل موضوعية واخرى ذاتية مرتبطة بصميم الاشكاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاثينية لهذه الدول ومايترشح عن سلوكها السياسي أزاء شعبها ومحيطها الخارجي والدولي ، فأن حضور الأجندة العراقية في هذه الصراعات يكون طارئا ومتطفلا على حقائق ترتبط بتربة الاوطان المادية و الروحية وقوانين صراعاتها الداخلية ومشروعية مطاليبها وقوة الارادة الوطنية التي تتحدى وتغير كشرط أجتماعي ناتج عن جدل منطقي ينتج تطور مجتمعي على الاصعدة كافة ..! ومن هنا فأن اقحام الاجندة العراقية بهذه الصراعات لايعطي لها منافع بل اضرار وخسائر ودور سلبي يطبع في الذ كرة السياسية وعلاقات التجاور بين البلدان التي تقوم على احترام ارادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية او نصرة طرف على حساب آخر .
الحقائق الموجودة في الداخل العراقي تشير الى فشل ذريع في تحقيق وحدة الاجماع الوطني ازاء قضايا كبيرة ومصيرية تعرض لها العراق خلال السنوات التسع الماضية ، ومنها الموقف من الاحتلال او ملف الطائفية اوالدستور اوالمصالحة الوطنية وغيرها من الملفات العالقة والشائكة التي تهدد الوطن العراقي بصراعات لها اول وليس لها آخر ، ناهيك عن ملف الارهاب الذي يهدد جميع العراقيين بلا استثناء ، ومن هنا صار بحكم المنطق والرؤية الحكيمة للامور ، ان ينشغل الداخل العراقي بتنظيم صفوفه وتنقية أجوائه من الشوائب ، واستثمار هذه اللحظة التاريخية التي تنشغل بها دول الجوار عن العراق لحل الخلافات الداخلية والاتفاق على برامج عمل تخرج البلاد من أزماتها التاريخية بعيدا عن التشرذمات الطائفية والعنصرية وصراع المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية التي لم تعط للعراقيين سوى الخراب والفقر والموت والتهجير والضياع وفقدان الامل بالمستقبل ، نعم مطلوب من العراقيين ان يتوقفوا بالنظر للماضي القريب ويتذكروا كيف تكالبت جحافل الارهاب من الدول المجاورة مصحوبة بفتاوى القتل والتخريب وكيف تسلل السلاح والعبوات والكاتم من الجوار الاسلامي والعربي ليجعل الموت يتحرك في الشارع العراقي بصمت مرعب ، عليهم ان يتذكروا بأن الشعب صار يرفضهم لانه كلما اقترب منهم يبتعدون عنه ، والكلام هنا للقادة السياسيين ، ويسمع ان ناديت حيا …!