فسيفساء سياسية, جمعت بألوانها الزاهية, مستبشرة فرحةً, رُسمت بريشة فنان عراقي أصيل؛ محب صادق مع الخالق, وساعِ لجمع الناس, أستطاع أن يكون الفيصل, بهذا الوقت العصيب, ولو أردنا إنصاف وصفه, لقلنا دون تردد؛ أنه المعجزة, في زمنٍ فقدنا فيه المعجزات, إنه الإمام السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف).
عالم رباني, صامت ناطق, بحر لُجيٌّ مقدس, بيده عصا المرجعية؛ تفوح ورداً زنبقاً, وعلماً خافقاً بالدرر والجواهر, يسحر الألباب, أبٌ دائم الحضرة والحضور.
حين يتعهد المربي تُختصر المسافات الزمنية, بعنفوان القيم الأخلاقية, ليصبح مركزاً للبصر والبصيرة, فها هي البصائر ترنو لترى هذا الرجل الرباني, بصورته العملاقة, وهو ينسى روحه ذائبةَ في خدمة عامة الناس, والمذهب, والعقيدة, لكونه من شجرة طيبة, أصلها في أرض النجف, وغصنها في السماء.
صمته كان مرعباً حين مرت عليه الأزمان الغابرة, لاسيما أن صداه أُرهب الأعداء, وأدهشَ الأصدقاء, فاهتزت عروش الظالمين, وأُخاف المستكبرون والحاقدون, وعندما نطق, أُستقيم الاعوجاج؛ وأُزهق الباطل, فكان كلامه دواءً شافياً للعلل, مبعداً للسأم, قال كلمته متحدياً الطغاة, لنصرة الحق, رغم أنهم أشد طغياناً من فرعون.
صدح صوته بالحق, مطالباً بالتغيير السياسي؛ والعدالة, والمساواة, ونبذ العنف الطائفي, والخطاب المتطرف, ورفع الأعلام والشعارات الحزبية في ساحات الوغى, واستبدالها بعلم العراق الغالي, ليكون الجيش عراقياً كلَّه دون تمييز, هكذا هو السيستاني؛ نظرته ثاقبة, وعِلمه يُدّرس في زمنٍ ضاعت فيه الحقوق والواجبات بأفواه الوحوش, لكون توجيهاته ورسائله كونية شاملة, ساعية الى لملمة الجراح, ووحدة الصف.
فلسفة الحياة لديه بدون حدود, وعطائه بحر لُجيُّ لا ينضب, إنه الصقر السيستاني, إنه الملجأ الذي يتحصن فيه الشعب المظلوم.
بسريرته الهادئة, ونيته الخالصة, دعا الى وحدة الكلمة, وكلمة الوحدة, لدرء مخاطر الفكر التكفيري الإرهابي؛ الذي يسعى للسيطرة على عقول الضعفاء, من أبناء الشعب, داعياً الجميع الى أخذ الحيطة والحذر, من التشتت والانقسام, بسبب مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة, وتجنب سمومهم, لزرعها في جسدنا وإضعافنا حتى نصبح صيداً سهلاً لديهم, ولهذا أصبح صماماً للأمان, حظي بالمكانة السامية, لدى جميع أطياف الشعب العراقي, كنز وطني, ومفتاح للصبر في عهد الطواغيت, وأفكارهم المتطرفة.