23 ديسمبر، 2024 4:05 م

العراق والكويت ومعادلة الحوار

العراق والكويت ومعادلة الحوار

ان اثر علاقات اي دولة مع دول الجوار تكمن في سر النجاح الذي تحققه هذه الدولة او تلك ونعتقد ان حكمة العقل والحرص الانساني لقادرة ان تلعب دوراً فاعلاً في استقطاب حواجز وموانع الالفة وخلق لوحة مؤطرة باطار متين يحفظ تفاصيل الصورة المراد لها تكوين اسس الثبات بصدق مكنون اللوحة.
ومن سياق هذا التصور تستدعي الحالة الركون لما هو وجداني يبعث هالة من شحذ الهمة لبناء اواصر متحدة مع دول الجوار بالاعتماد على مدلول ونجاح بعض الدول التي تبنت التفوق في ميدان العلاقة مع الجوار وامامنا تجربة (سلطنة عمان ) اذ يورد السلطان قابوس في احدى كلماته انه يتفاخر بكون سلطنته تمتلك علاقات مع كل دول العالم ولا توجد عندها حساسية او مشكلة مع اي دولة وبالتأكيد فان هذه المعادلة هي الاوفق والاوفر حظاً بتجميع اسس نجاح السلطنة.
ومما تتطلب الاشارة اليه في صلب الموضوع اننا نريد لعراقنا كل العافية والخير والسلام سواء داخل بيتنا او خارجه.
والسؤال هل ان الحكومة او الدولة العراقية تمتلك الارادة والعزم على جعل العراق قبلة سلام ويكون وطننا واحة اممية لكل مشارب الدنيا وبنظرة جادة وواقعية على ضوء حجم وامكانياتنا وعلى ضوء الاستنتاج العلمي الموضوعي لرغبة ما يجاورنا وبالذات تركيا , الكويت , ايران , سوريا ان من بديهيات العلاقات الدولية هو وضع حسن النية بالتعامل اذ هو الركن الاساسي في تلكم العلاقات وبناءها على اساس :-
• لا يوجد ثوابت تاريخية تحليلية لفترات القرون السابقة حيث لا يوجد ما يعتد به كوثائق اذ انها توثق من الطرف الاقوى.
• الجغرافية متغيرة بالاستناد ولمبدأ القوى والصراع.
• بناء الحاضر برؤية بحثية وموضوعية وعصرية وبشكل مجرد من النزعات الطائفية والعنصرية.
من هنا ومن خلال تجارب العراق مع دول الجوار نراه في الحقبة السابقة كان يتحرك بشكل غير موضوعي جعل من دول الجوار تكن العداء اليه وتضم لمستقبله الكثير ومما يتطلب الامر ان نخطط لحسابات جديدة اساسها السلام وبناء مصالح ستراتيجية دون المساس بالتعالي والكبرياء ان كان ذلك امام الدول الكبرى او الصغرى اذ ان العصر الحديث جعل من صغار الدول كبيرة وذات شأن كما هو مع اسرائيل او قطر وهذا ينم عن قوة السياسة وان محاولة رسم الخطوط لسياسة مستقبلية تقوم على تفعيل المصالح الاقتصادية والانسانية ليس بصعوبة في ظل معطيات الحياة.
   واذا اخذنا العلاقات مع تركيا وايران فاننا نضعها في كفة متعادلة من ناحية قوة وامكانية الدولتين والعراق وان كان جريح فبأمكانه تجاوز هذه الصعاب بالدبلوماسية والسياسة الواقعية وان ديمومة اي فعل اقتصادي هو المحرك الرئيسي للنهوض بمستوى العلاقات وتطورها سيما ونحن نرتبط وبقوة مع الولايات المتحدة الامريكية والتي تدعم العراق حيث يستطيع ان يطور علاقاته الاقتصادية مع تركيا وبوساطة امريكية سيجد ان الصعاب التي تواجهه يمكن ان تحل وهذا ينطبق ايضا على ايران رغم اختلاف المواقف الا ان الجانب الذي يملكه العراق من قوة لارتباطه بامريكا يجعل قراره اكثر قوة ومنعه.
وللكويت خصوصية في العلاقات مع العراق وقبل الخوض في هذه الخصوصية فان العراق دولة كبيرة ومدعومة كما قلنا باتفاقيات امنية مع امريكا فعليه ان لا يخشى من الكويت اذ هي الاخرى ترتبط مع امريكا باتفاقية فالكفتين متساويتين فكيف لو اخذنا بنظر الاعتبار متانة اواصر الاخوة مع الشعب الكويتي على مر التاريخ وعلينا اثبات تفهمنا لما جرى للكويت من احتلال والاستمرار بالمفاوضات الاخوية مع اعادة توثيق المصالح الاقتصادية وتطبيق قرارات الامم المتحدة ومد الجسور ونسيان الماضي من الطرفين اذ ان حتمية الاخوة بين البلدين هوو ضرورة انسانية واخلاقية تشذب اعاصير الماضي وتجعل المحبة والسلام شعار الدولتين.وكلاهما ومن معطيات الواقع يتضح انهما لايمكن ان ينفصلا ابدا ومن خلال ما مر في السنوات الماضية هناك رغبة كويتية عراقية بتوطيد اواصر التعاون ومد جسور العلاقات الاقتصادية وتسهيل اجراءات التنقل والزيارات المتبادلة بين الشعبين لتناسي اهات الحكم الماضي  واني ارى لنكهة العلاقه مع الاخوة الكويتين ذكريات محبة وسلام