العراق والكويت وقرار مجلس الأمن 2732

العراق والكويت وقرار مجلس الأمن 2732

لا زالت تداعيات غزو (صدام) للكويت عام 1990 ، تعكر صفو العلاقات بين البلدين ، والذي يزيد من تعكر تلك العلاقات وتعميق الخلافات هو التدخل الأمريكي بالموضوع!! . أن ملف الخلافات بين البلدين لازال مفتوح  وفيه الكثير من الفقرات المعقدة والتي تحتاج الى مواقف ونوايا صادقة لكي تحل! ، ومنها ملف الحدود البحرية والبرية وموضوع الملاحة في خور عبد الله ، وملف الأبارالنفطية المشتركة . ومن الجدير أن نذكر هنا أن العراق قد سدد كامل المستحقات المفروضة عليه من الديون للكويتكتعويضات عن الغزو والبالغة 4/52 مليار دولار (أثنا وخمسون مليار وأربعة ملايين دولار) ، وبعد التسديد تم غلق مبلغ الديون من قبل مجلس الأمن في فبراير / شباط / 2022 ، ولكن مجلس الأمن الخاضع لسيطرة وأرادة أمريكاوالكيان الصهيوني!! ، لم ينهي موضوع العقوبات المفروضةعلى العراق !! ، بل نقل العراق من عقوبات الفصل السابع الى عقوبات الفصل السادس!! . ورغم مرور 35 عاما على الغزو وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالعراق من جراء ذلك الغزو والتي لا زال العراق يدفع ثمنها الى الآن! ، والتي تعادل أضعاف مضاعفة للأضرار التي لحقتبالكويت ماديا ومعنويا وأقتصاديا وما الى ذلك ، فأن الكويت حكومة وشعبا ومع الأسف ، لازالت تضمر للعراق كل الشر والسوء والكره والحقد وقد لمسنا ذلك بأكثر من موقف وموقف! ، رغم معرفتهم بأن (رئيس النظام السابق) ،هو من قرر غزو الكويت وليس الشعب العراقي! . المشكلة بموضوع الخلافات بين العراق والكويت هو التدخل الأمريكي اللئيم بالموضوع والى جانب الكويت ليس من باب أحقاق الحق! ، ولكن نكاية بالعراق ولألحاق المزيد من الضرر به ، ووضع الكثير من العقبات والمشاكل والأزمات أمامه! . فقد نشرت الصحف المحلية ووكالات الأنباء خبرا ،عن عقد جولة سادسة من الحوار الستراتيجي بين أمريكا والكويت للفترة من ( 9 الى 11 كانون الأول الماضي/ 2024 ) ، والحوار يأتي لتأكيد أهمية تعزيز الشراكة التاريخية والستراتيجية بين البلدين! حسب ما جاء بالخبر ، ومما جاء في ذلك الحوار الذي جرى عبر الأنترنيت حسب ما قالته وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها ، هو ((دعم البلدين لقرار مجلس الأمن 2732 لعام 2024 ، والذي يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة التقدم في حل القضايا العالقة بين الكويت والعراق)). ولربما سيتفاجأ الجميع عندما يعرفون أن المطلوب من العراق في قرار مجلس الأمن أعلاه هو شيء تعجيزي ويستحيل تنفيذه!!. حيث ينص القرار أعلاه على ، أولا : ضرورة أعادة المواطنين الكويتيين ،ورعايا الدول الأخرى الذين تم أسرهم أثناء الغزو،  أو أعادة رفاتهم في حال تم أعدامهم!!؟؟ ، ثانيا : ضرورة أعادة العراق لكل الممتلكات الكويتية التي تم نهبها أثناء الغزو، ومنها الأرشيف الوطني الكويتي!!؟؟ . وحتى يعرف العالم أولا ، قبل ان يعرف العراقيين والكويتيين ذلك نقول : ( حدّث العاقل بما لا يعقل ، فأن صّدقك فلا عقل له)! ، فأي عاقل يمكن أن يصدق بمثل هكذا طلب؟؟ ، لا سيما وأن الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن يعرفون تماما بأن أمريكا وبريطانيا عندما غزو العراق سرقوا تاريخ العراق وأرشيفه كله القديم والحديث! ، من وثائق ومخطوطات تاريخية مهمة، ومن كنوز ونفائس أثرية دينية يهودية لا تقدر بثمن! ، وتم نقلها مباشرة بصناديق محكمة الى أمريكا وأسرائيل (هذا ما أظهرته وسائل الأعلام وفضائيات غربية وأمريكية بعد سنوات من الغزو!!؟) ، ثم أن الكثير من الأسرار ظهرت بعد الغزو تؤكد ، على أن الكويتيين الذين دخلوا مع القوات الأمريكية والبريطانية أثناء الغزو، هم من قاموا ونهبوا دوائر الدولة العراقية بكل ما فيها ، أن كان أرشيف أو غير ذلك ،ومن ثم أضرموا النارفيها ، فعن أي أرشيف وممتلكات تطالبنا الكويت ويؤيدها مجلس الأمن بقراره الجائر أعلاه!؟؟. أما موضوع إعادة الأسرى الكويتيين ورعايا الدول الذين تم أسرهم من قبل الجيش العراقي حسب أدعاء الكويت ، فهذا هو الأجحاف بعينه! ليس لمضي 35 عاما على الغزو فحسب ، بل لأن الكويت والعالم كله يعرف، أنه وبعد الغزو بأيام أرسلت الكويت بعثة مختصة وبمساعدة الأمريكان للبحث عن المفقودين !! ، وتم الأطلاع وتفتيش كل المقابر الجماعية التي وجدت في العراق بعد سقوط النظامالسابق ، ولم يعثروا على رفات من يبحثون عنهم!؟ ، وظلت البعثة تعمل وتبحث بالعراق الى أشهر طويلة وفتشوا العراق من الشمال الى الجنوب!! ، ولم تذكر الأخبار أنهم وجدوا ما يبحثون عنه!؟ ، والمضحك المبكي في هذا الأمر أن هناك الكثير من العراقيين فقدوا في زمن النظام السابق بسبب معارضتهم للنظام ولم يستدل على أي أثر لهم!! ، ولا حتى على بقايا من رفاتهم ومنهم  الكاتب والمفكر الكبير ( عزيز السيد جاسم)!! .  والسؤال هنا : ألم تستطع أمريكا التي تدعي كذبا بأنها تدعم العراق! ، أن تغلق هذا الملف اللامنطقي واللامعقول وتضغط على الكويت بذلك حتى يتم أخراج العراق من أية فصل من العقوبات !؟ لا سيما وأن الكويت هي صنيعة أمريكا ، ألم يكفي الكويت تجاوزها على حدودنا البرية والبحرية حيث أخذت عشرات ومئاتالكيلومترات وضمتها الى حدودها؟ ، ألم يشفي غليل الكويت وحقدها على كل ما جرى للعراق من موت ودمار وخراب ولحد الآن ، من جراء ذلك الغزو المشؤوم؟! . أخيرا نقول : أين وزارة خارجيتنا في كل ما ذكرناه!؟ ، والذي هو الحق والمنطق الذي يصّدقه كل صاحب عقل! ، والذي تستطيع أن تحاجج به ليس الكويت فحسب ، بل حتى مجلس الأمن نفسه!؟. ولكن ماذا نقول ، فنحن نعيش فيزمن البلطجة والقوة والباطل الذي تقوده وتتزعمه أمريكا. والله المستعان على ما يفعلون ، وللعراق رب يحميه.