بعض الدول تتفنن بإقتفاء أثر الإنسان؛ بمعنى إنها تسلك سلوك الفرد, مهنياً, لتحقيق مصالحها, وليس لها سياسة معينة تجاه القضايا المطروحة؛ إذ عادة ما تختفي مبادئ هذه الكيانات, ولا توجد لديها تعريفات واضحة للمفاهيم التي تشغل الشعوب, كالإرهاب, أو الإحتلال..
أغلب دول المنطقة العربية تمثّل دور السمسار؛ إلا الأردن, فهي العاهر التي تغفى بإحضان من يدفع, ولعلها تقارب بين المتناقضات بيومٍ واحد فقط؛ فمن جلسة حميمية مع الفصائل الفلسطينية, إلى إجتماع أكثر ودية مع الكيان الصهيوني!..يبدو إن “أيلول الأسود” هو نقطة الإنطلاقة لممارسة الدعارة الأردنية..!
منذ ذلك التاريخ, والأردن, تتقلب بين أحضان البغاة, بيد إن الحضن الأكثر حناناً, هو الكيان الصهيوني, الذي ترفرف رايته دون وجل, في سماء عمان..!
الراية الصهيونية, لها أفرع, ورايات ساندة؛ (داعش) أهم تلك الرايات في هذا الوقت..لا غرابة من قيام الدواعش بمظاهرة في مدينة (معان) الأردنية, فالصديق (يهوذا) سيبارك هذه الخطوة الداعمة لأحد أهم منتاجاته في العالم الأموي..!
السؤال؛ أو الغريب, أو النتيجة العكسية, أو أي شيء؛ لماذا لم تلبي الأردن حضن العراق؟! لماذا لم يحظى العراق بليلة دافئة مع الأردن؟! الجميع أخذ منها وطراً, وبأبخس الأثمان, فلماذا العراق يدفع ولا يحظى بالوصل؟!
لا ننتظر إجابة من عاهر, بل هي كلمة عتاب لإبننا الذي أراد وصلاً مع بائعة هوى!..أما كان الأجدر أن تستغل تلك الأموال, لمنع مانمر به اليوم؟ لو أستثمرت الأموال التي نتصدق بها على (الأردن) في تدعيم الجبهة الداخلية, لقضت على الإرهاب بأزمان قياسية؛ للأكراد مثلاً, أو للمناطق السنية, لتأسيس جيش بمعدات أقوى؛ لحماية تلك المناطق, سيما إن الخلاف يحل بالأموال, وأية أموال, فهي تمثل نسبة كبيرة من ميزانية دولة جارة؟!
لم يفت الوقت بعد, جزء من تلك الأموال, كفيل بإعادة السلام والأمن لربوع العراق, ولتمزيق فاتورة الدم التي ساهمت الأردن ولا زالت تساهم بكتابتها..بنفس الوقت, ستلقنهم درساً بليغاً, فالعاهر بحاجة دائمة لدافعون, والعراق كان أكرمهم..
لا يمكن أن نقبل بإن تستباح دمائنا, وتتغنى حفلاتهم, المقامة من أموالنا, بتلك الجرائم..إقطعوا النفط عن الأردن؛ فهل من مجيب؟!