لم يقف الاحتلال الامريكى للعراق على انهاء الدوله وتدمير الجيش وسياسة الفوضى الخلاقه, وانما ايضا اصبح مبدأ الطائفيه معززه ومشرعنه دستوريا وتحولت وحدة الشعب العراقى الى مكونات, وبات لكل مكون له حصه فى الثروه الوطنيه, فى تشكيل الوزارات, السفراء, المستشارين والدرجات الخاصه….الخ حقوقا, ملكية خاصه للمكون تتمتع بأستقلاليه لايحق للاخرين التدخل والمساس بها. لقد تم تقسيم العراق, فى حقيقة الامر الى مكونات قبل ان يقترح الرئيس بايدن انذاك تقسيم العراق الى ثلاث دويلات.
كانت ولادة العمليه السياسيه فى ظل الاحتلال صعبة جداوذلك لانهاتمثل وضعا جديدا يحتلف كليا خاضة حول تنظيم, توزيع وصلاحيات مراكز القوى. ان الشيعه وفقا لاغلبيتهم السكانيه قد اخذوا موقعا جديدا فى السلطه لم يحلموا به ابدا, مواطنى الدرجة الثانيه, مشكوك بولائهم وعروبتهم, ذيول الفرس المجوس, وتاريخ مثقل بـ “المظلوميه” والقهر والارهاب, من الناحية الاخرى ان النخبه التى تصدرت الموقف الشيعى كانت من المبعدين من رجال دين ومعممينيحسبون من معارضى النظام الدكتاتورى ولهم علاقات وارتباطات ومرجعيه بالدولة الاسلاميه وولاية الفقيه وكان غالبيتهم يقيمون منذ سنين طويله فى دول المهجر واللجؤ, الدول المجاوره والاوربيه.
ان القيادات السنيه رفضت فى البدايه المشاكه فى العمليه السياسيه, الا انهمقد وافقوا على الاشتراك بها خوفا من فوات الفرص , بالاضافه الى توفر فرص افضل ان تكون مع العمليه السياسيه صباحا وتعمل ضدها مساءا. ان هذه القيادات لم تكن مقتنعه لحد الان بهذا التغير الكبيرفى موقعها السياسى والاجتماعى وكذلك المواطن العادى لم يكن راضيا بوضعه الجديد. ان الاراده والعمل من قبل النخب القياديه وكذلك الرغبه والطموح من قبل مواطنى الطائفه كانت قويه الحضور نحو افشال العمليه السياسيه التى لم يكن لديهم تصورادقيقا حول ابعاد التغيرات التى سوف تحصل فى اوضاعهم السياسيه والحياتيه بشكل عام.
ان النخب الشيعيه التى استلمت السلطه بشكل عام لم يكن لها تاريخ نضالى كبير ولم يكن لهم حضور تقافى , مهنى وسياسى فى جملة الحركة الوطنيه, وكان لارتباط اغلبيتهم مذهبيا وسياسيا مع الجمهوريه الاسلاميهكانت اتجاهات حركتهم مرسومه سلفا.