بعض المراقبين السياسيين يُشبّه الساحة العراقية كأنّها ساحةُ ملعب تنزل فيها الفرق غير الرياضية – العسكرية والإستخبارية , وهي فرقٌ متعددة الجنسية , وتشتمل على الأعاجم والإفرنجة والأعراب وأعراق اخرى .
نزول هذه الفرق ” بكاملِ معدّاتها الحربية ” يضحى تارةً رغماً عنّا , و بأخرى برضا السلطة سواءً بحياءٍ او بدون حياء ” إذا ما كان هنالك حياء ! ” , ويمسى بتارةٍ غيرها جرّاءَ الإضطرار, وعدم الإمتلاك لخياراتٍ اخرى , إذ نحن بلدٌ مغلوبٌ على أمره , ونحن بلدٌ لاترضى فيه حتى احزاب السلطة على السلطة .!
وبعيداً عن هذه التشوّهات السياسية التي حلّت بالبلد جرّاء المشوّهين الذين يتحكّمون بمقدّرات الشعب وأمنه وسيادته , فأنَّ
مسألة الصواريخ الروسيّة التي تُطلَق من البحار” تحديداً ” دونما تعليقٍ على القنابل والصواريخ التي تلقيها القاذفات والمقاتلات الروسية على داعش وأقاربها من التنظيمات المعارضة الأخرى داخل الأراضي السورية ” , ففي قلب الحدث : أنّ هذه الصواريخ والتي تمرُّ في دربها عبر الأجواء الأيرانية والعراقية , فأنها وفي اطلاق موجتها الأولى من بحر قزوين متّجهةً الى سوريا , فقد سقط بعضٌ من هذه الصواريخ فوق الأراضي الأيرانية , ثُمّ مؤخّرا طلبت روسيا من حكومة العراق او بالأحرى والأدق من القيادة الكردية للأقليم , أن تُغلق مطارات اربيل والسليمانية ” وربما هنالك مطارات سريّة اخرى لا نعرفها ” , وذلك كي ولِئلاّ تصطدم الطائرات التي تقلع او تهبط من تلكم المطارات بأيٍّ من الصواريخ الروسيّة المارّه في ايّ لحظة < ولا ريبَ ولا شكّ أنّ الطلب الروسي هذا هو فقرةٌ او بندٌ متميّزٌ من قانون شريعة الغاب الدولي > .!
ماذا لو سقط أحد الصواريخ او مجموعةٌ اخرى من هذه الصواريخ الروسية فوق احدى المدن الآهلة بالسكان في كردستان .! كم سيبلغ عدد الضحايا والشهداء جرّاء هذه الصواريخ العملاقة .! وماذا سيغدو موقف الكرملين أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة اذا ما حدث ذلك .! , وهل سيقوم السيد بوتين بتعويض اُسر الضحايا , والتعويض عن البنى التحتية اذا ما سقطت عليها الصواريخ .!
اليس من المفروض او المفترض أنْ تحصل روسيا على موافقة مسبقة من الحكومة العراقية وحكومة كردستان للسماح لها بأستخدام الأجواء العراقية لمرور هذه الأسلحة المجنّحة الفتّاكة وكذلك إعلامها بالتوقيت الدقيق لإجتيازها او تجاوزها على الأجواء .!
من الواضح أنَّ الروس يستغلّون ضعف الحكومة العراقية وحكومة كردستان , وصحيحٌ أنَّ السلطة الحاكمة في بغداد تتعاطف ” لأكثر من سببٍ ” مع نظام الحكم في سوريا والى حدودٍ بعيدة , لكنّه لا يمنع ولا يتعارض لو تصرّفتْ الخارجية العراقية ” ومَنْ يوجهها ” وفق السياقات والقانون الدولي , ولا نتحدث هنا عن الحرص على سلامة المواطنين . !
وفي هذا الصدد الصاروخي , فمن الملفت للنظر عدم انتباه وسائل الإعلام العالمية او الغربية لخطورة تسيير صواريخ حربية ” وهي في حالة انطلاق ” لتجتاز اجواء دولٍ ومدنٍ وحدود دولية , وهذه من الحالات الفريدة في الصراع الدولي والعصر الحديث , وقد كان بوسع الولايات المتحدة ودول اوربا الغربية استخدام هذه المسألة كورقة ضدّ الروس .!