19 نوفمبر، 2024 7:29 ص
Search
Close this search box.

العراق والصراع السياسي بعد داعش

العراق والصراع السياسي بعد داعش

تشهد العملية السياسية في العراق ،إحتضارا وموتا سريريا واضحا، تجلّى هذا ،في الانشقاقات داخل الكتلة الكبيرة،التي يمثّلّها التحالف الوطني، والتي حل السيد عمار الحكيم مجلسه الاسلامي الأعلى ، وشكل تيار الحكمة الوطني،وظهرت تصريحات لأعضاء المجلس الاسلامي، كجلال الصغير وباقر صولاغ، تنتقد تفرد الحكيم بالقرار وأطلقت جماعة صقور المجلس ،نقدا لاذعا وتهجما شديدا على سياسة رئيس المجلس، وإستحواذه على ممتلكات المجلس وتحويلها الى تيار الحكمة، كالقصور والمقرات والأبنية والفضائيات وممتلكات المجلس في بغداد والمحافظات ، وسحب أعضاءكتلة المواطن للتيارفي المحافظات، وهكذا الامر مع السيد مقتدى الصدر وصراعه مع دولة القانون ، وإنشقاقه من التحالف الوطني، وفي الطريق ،إنسحاب حيدر العبادي من حزب الدعوة ودولة القانون وتأسيس تيارالبناء ، وهكذا (تهيكل) التحالف الوطني، وتحول الى جثة هامدة تتقاذفها التصريحات والتخوينات والاتهامات بنهب ثروات البلاد ، وتنذر جميعها ،بعد زيارة الصدر للسعودية ، ونقد طهران والتحالف الوطني لهذه الزيارة ، بحرب شيعية – شيعية ، خاصة بعد تصريحات الصدر لجمهوره وتياره ،في كلمته أمام العراقيين في تظاهرات الجمعة ، بأنه إذا (قتل واغتيل)، فأمضوا في الاصلاحات مهما تكن التضحيات ، وهذا يعني أنه مصمم على الاصلاحات ،وإلغاء مفوضية الانتخابات، المتهمة بالتزوير الفاحش لصالح نوري المالكي، كما دعا الى حل الحشد الشعبي ودمج بعض عناصره المنضبطين في الجيش،أن المؤشرات السياسية داخل التحالف الوطني ،خاصة بعد زيارة الصدر للسعودية وحل المجلس الاسلامي وانشقاقه ، هي الذهاب الى صراعات سياسية وحرب شيعية – شيعية ،

وإن الخلافات العميقة بين إصرار رئيس الاقليم السيد مسعود البرازاني ،على الاستفتاء الذي يرفضه التحالف الوطني بتوجيه من ايران ، وتهديدات قادة الميليشيات العراقية التابعة لولي الفقيه، بإعلان الحرب على كردستان ،إذا ما تم الاستفتاء ، وخاصة في المناطق المختلف عليها ، وهذا أحد نتائج مرحلة مابعد داعش ، التي قلنا عنها هي مرحلة تصفية الحسابات داخل العملية السياسية ،بين الكتلة الواحدة ،وبين الاحزاب نفسها، في حين يشهد اتحاد القوى الوطنية فشلا ذريعا وتفككا واضحا ،وصراعا على الزعامة والنفوذ، بين أعضائه ، وبهذا يعلن موته السريري ،كما يريده خصومه في العملية السياسية ونعني به،التحالف الوطني الذي عمل المستحيل من اجل افشال عقد مؤتمر للقوى الوطنية من الانعقاد في اربيل أو بغداد، متذرعا بحجج واهية وبضغط ودهاء إيراني ، إذن بقي التحالف الكردستاني ، وهو الاخر يعاني ويشهد تفككا وصراعا مزمنا منذ سنتين ، بين جناحي الحزب، وبين كتلة التغيير والحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الاقليم مسعود برازاني، وهذا الصراع يتجسد بتوزيع حقول النفط في كركوك ، والخلافات العميقة حول آلية انتخاب رئيس الاقليم وإعادة عمل البرلمان ،والتفرد في الحكم وخلافات اخرى ،حول توقيت الاستفتاء ونتائجه على مستقبل الاقليم ،كما ترى كتلة التغيير، إذن جميع الدلائل ،تشير الى إنهيار وشيك في الحكومة والعملية السياسية ، في ظل تنامي خطر الميليشيات وتغولها في الشارع العراقي،الذي يشكو الويل منها ،في الملف الأمني المنهار رئيس الحكومة حيدر العبادي،دون ان يستطيع الوقوف بوجهها ، والحد من تصرفاتها وانتهاكاتها ، أليس هذا هو واقع العملية السياسية في العراق،بعد الخلاص من داعش ، نعم هو الواقع الخطير بعينه ،

وهو يوشك على إعلان الحرب بين الكتلة الواحدة ،وبين الكتل السياسية والاحزاب، بدفع إيراني واضح، وهذا ما تريده إدارة الرئيس ترمب تماما ، وتعمل عليه ، والدليل أنها لم تتدخل في الصراع السياسي هذا، ولم تعلن موقفها منه، بل تسعى الى تأجيجه بتصريحات نارية لصب الزيت على النار،كما حصل في تصريح وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون حول رفض امريكا للاستفتاء في كردستان، وتلقفته الفضائيات الصفراء لتزيد الطين بلة ، نعم موقف امريكا متناقض وفضفاض ،حتى مع تصريح بريت ماكغوررك مبعوث الرئيس ترمب للعراق، وأزاء كل هذه الفوضى، تعمل ادارة ترمب بصمت ،وتخطط بروية ، وتنفذ على الارض بشكل يتزامن وانتهاء معاركها مع داعش ،في الموصل ، والان تلعفر والحويجة ، ولكنها ، ترسل الاف الجنود للقواعد العسكرية الامريكية ال(11) التي أنشأتها في العراق، لعودة إحتلال العراق ثانية تحت يافطة الاعمار مقابل النفط في خطة ترمب المرتقبة ، وهو الاحتلال الناعم للعراق ، إن زيارة مقتدى الصدر للسعودية ،هي بوحي وتوجيه أمريكي واضح لتحجيم الدور الايراني ،وليسهل الانقضاض عليه وعلى ميليشياته في العراق بعد القضاء على داعش نهائيا ، وتحييد التيار الصدري واعادة العراق به الى الحاضنة العربية ودعم دول الخليج للعراق، ثم هناك تسريبات ودعوات أخرى ،بعد ضمان دخول العبادي والصدر الى الخيمة الامريكية،وخروجهم من المظلة الايرانية ،والنفوذ والسطوة الايرانية ، هناك دعوات للسيد الحكيم واياد علاوي لزيارة السعودية ،لضم شيعة العراق العرب وفصلهم عن اجنحة شيعة إيران ، وبالرغم من أن الحكيم (حيا وشكر الخامنئي وإيران) على (دورها ) في العراق، وهي إشارة واضحة، لإسترضاء المرشد وقادة طهران ،على إنه ما يزال ولاؤه لهم ، إلا أن الانشقاقات وحل المجلس الاسلامي، وتصاعد حدة الخلافات والتصريحات والتهديدات، بين صقور المجلس الاسلامي الذين يحظون بدعم وإسناد المرشد شخصيا ، وبين السيد عمار الحكيم،قد كان (القشة) التي قصمت ظهر المجلس الاسلامي ،وأنهت العلاقة بين عمار الحكيم وقادة طهران ، والصراع على أشده الآن بينهم جميعا، وينذر بفضائح وحرب قادمة على النفوذ والممتلكات والعقارات والمقرات والقصور والأموال والفضائيات وووو، أليوم الادارة الامريكية، أعادت قوات النخبة (الدلتا ) إلى العراق، ونشرت لأول مرة ،قواتها على طول الحدود والمعابر العراقية مع الاردن وسوريا ، لضمان الطرق الخارجية والمعابر والسيطرة على الحدود مع الجوار ، وتنتظر الانتهاء من معاركها مع داعش ،لتنفيذ كامل خطتها في العراق ،بعد داعش ، ومن ضمن عملها هذا ،هو (وضع العراق في الفصل السادس) للامم المتحدة ورفعه من الفصل السابع، بمعنى التحكم بمستقبل العراق كله وجعله بيد أمريكا ومجلس الامن الدولي وتحكيم النزاعات سلميا ،أو أن الادارة الامريكية ،

ستنفذ ما تريده يتماشى مع مصالحها ومشروعها الاستراتيجي في المنطقة والعراق تحديدا، وتذهب الى تأجيل الانتخابات وإنشاء حكومة طوارىء، تحت الفصل السادس بقرار من مجلس الامن الدولي، الذي تحضر له أمريكا لتقويض لعبة الانتخابات ،التي يصر عليها المالكي بحجة حكومة الاغلبية السياسية ،لتسحب البساط من تحت أقدام إيران وأحزابها في العراق، التي تسيطر على مفوضية الانتخابات لتزويرها الانتخابات لصالحها ،وتبقى الى أطول فترة في السلطة ،وهذا ما لا تريده إدارة ترمب وترفضه كتل داخل العملية السياسية ،وكذلك إصرار الاحزاب الايرانية وحيتان الفساد الى التمسك بنظام(سانت ليغو)،الذي يسمح لها بالبقاء الى ما لانهاية في السلطة ، وهكذا تقوض الادارة الامريكية ،ما تخطط له إيران ونوري المالكي في دولته العميقة ،للعودة الى السلطة وأنشاء حكومة الاغلبية السياسية ،الذي يصر عليها منذ سنتين لتتيح له ،تشديد قبضته الحديدية على السلطة ، نحن نرى الخيارات تضيق على الاحزاب والعملية السياسية ، وسون لن ترى النور ،إلا في ظل إعلان حرب وصراع سياسي ،على شكل إنقلاب يعتمد فيه جناح نوري الماكي على الميليشيات المسلحة ،التي تهدد بتفجير حرب مع كردستان بحجة الاستفتاء، أو مع مقتدى الصدر ،الذي يصر على تغيير مفوضية الانتخابات ، وكلها مؤشرات على أن الخيارات العراقية السياسية ،هي الصراع الى النفوذ والسلطة بعد داعش في حروب داخلية …

أحدث المقالات