قبل كل شيء لابد من التاكيد في بداية هذه الحلقة بان انتصار العراق على الدواعش هو انتصار لايران والعراق على الصهاينة وانتصار الدواعش على العراق لاسمح الله هو انتصار اسرائيل على ايران والعراق. كما ننوه هنا على ان هذا الامر وما يرافقه من تداخلات من دول الخليج على شاكلة التصريحات الحاقدة التي اطلقها مؤخراً وزير خارجية السعودية قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة وسنعرج على ذلك بمقالة منفردة.
وكما اكدنا في الحلقة الاولى والثانية فاننا نبين في هذه الحلقة الاخيرة ان الذي مهد للتخطيط لهذه المؤامرة العالمية الكبرى, امور ثلاثة:
* انتهاء الحرب الباردة.
* ظهور قوة كبرى في الشرق الاوسط الحيوي للمصالح الغربية تتحدى الوجود الصهيوني وتهدده بشكل جدي وهي الدولة الاسلامية الايرانية وزوال عميلها المعتمد الاكبر وهو شاه ايران, فهم يدركون جيداً مسعى ايران كي تكون اللاعب الاساسي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
* تماشياً مع ستراتيجية الحفاظ على المصالح الغربية فلابد من تغيير الخطط والآليات التي تبقي وضع العالم الثالث تحت سيطرة القوى االعظمى.
وهم يعتقدون ان الوقت قد حان في الشروع بتحقيق الحلم الازلي لدولة اسرائيل من الفرات الى النيل بعد اثارة موضوع الربيع العربي الذي كان احدى حلقات هذا المخطط الرهيب لتفكيك العالم العربي على ما يبدو واشغاله بمشاكل اضافية جديدة ولهذا نرى ان قسم من الدواعش وصلوا الى سيناء وبدأوا باعمالهم الشريرة ضد مصر في هذا الوقت بالذات لانها الرقعة التي تقع ضمن الدولة الاسرائيلية المزعومة ( من الفرات الى النيل ) فبوصول الصهاينة الى الموصل هذا يعني انهم قد بدأوا فعلاً بتحقيق هذا الحلم الازلي.
لهذا علينا ان ندرك في أي زمن وفي أي وضع نعيش نحن؟!!!.
وقد شرعت امريكا بتنفيذ مخططها الرهيب الجديد الذي تطرقنا له في الحلقة الاولى لتحقيق ثلاثة اهداف :
* خلق خط حماية جديد لدولة اسرائيل بعيداً عنها وملاصق لايران حيث استنفذ دور الاردن الذي كان يقوم به منذ تاسيس اسرائيل في حمايتها ولعب دور الجاسوس الاسرائيلي السري على العالم العربي وهو ما اتضح عبر السنوات الماضية واصبح لايتوائم وهذه المرحلة.
* تفكيك دول المنطقة وايجاد خارطة جديدة بديلة لخارطة سايكس بيكو.
هذا الامر يتضح جلياً من خلال تصريحان مهمان كما نوهنا في الحلقتين السابقين هما تصريح بايدن بُعيد سقوط الطاغية صدام حيث اعرب عن وجوب تقسيم العراق, والتصريح الثاني جاء في وقته المرسوم له وهم يتصورون ان الوقت قد حان لقطف ثمرة هذا المخطط بعد تسهيل دخول الدواعش حيث تم اعدادهم ذلك الاعداد الاستثنائي الذي يلائم تنفيذ هذا المخطط التاريخي فخرج علينا مسعود بارزاني بمقولته الشهيرة ( ان الحدود الجديدة سترسم بالدم ) حيث انه على علم تام وتوافق اتم مع الصهاينة في تطبيق هذا المخطط.
فمن المعلوم ان تكوين دولة تتزعمها وحوش داعش وبجانبها دولة يتزعمها الاكراد سيمثلان خط صد يحمي الصهاينة من ايران بشكل لم تحلم به اسرائيل ابداً, كما ان المرسوم لهذا المخطط هو ان يتحقق قبل امتلاك ايران للقنبلة النووية.
لهذا نرى امريكا تناور هي ومجموعة الدول الخمسة لكسب الوقت وتاخير امر امتلاك ايران للقنبلة وهم يسيرون بتنفيذ هذا المخطط على قدم وساق حتى وصل الامر الى تنفيذ مؤامرة الدواعش التي تستهدف الفئة التي من المحتمل ان تعاضد ايران ضد اسرائيل وهم الشيعة في العراق.
* تامين وصول ما يحتاجه العالم الغربي من النفط وفي نفس الوقت تسويق اكبر مايمكن من السلاح الى العالم العربي الساذج. فهذان الامران وهما النفط والسلاح يعتبران من الامور التي لن يتخلى عنهما الغرب باي حال.
من هنا يتضح مدى اهمية ادراك ايران لهذا الامر وهي بالتاكيد متفهمة لهذا المخطط الجهنمي ولذا وجب عليها التدخل في العراق لانها معركتها بالاساس ولكن العراق اصبح ضحية مع الاسف الشديد والسبب في ذلك بكل صراحة هو تواجد بعض قيادات الاكراد الذين عملوا ولازالوا كسكينة خاصرة للعراق وكذلك الخونة من الطرف السني الذين لديهم كامل الاستعداد للتعامل مع العدو كما اسلفنا في الحلقتين السابقتين.
ولا نرانا بحاجة لسرد الكثير من الدلائل التي تؤكد هذا المنحى ومنها ممارسات وتصريحات مايسمى بدول التحالف وعلى راسها امريكا وبريطانيا وفرنسا والتي تطرقنا لها في اكثر من مقال واهمها ( ماذا وراءك ياهولاند وماذا يحاك لنا ؟) وسوف يكشف المستقبل القريب بعد انتهاء الازمة انشاء الله كم هنالك من العجائب والغرائب والخيانات التي رافقت هذا المخطط.
وقد ظهر بعضها قبل يومين بالاضافة الى دور تركيا القذر في تمرير الدواعش وسياسة امريكا المفضوحة ودور الاردن المخجل الذي سنتطرق له في مقالة منفصلة.
خرجت علينا الصحافة بفضيحة بريطانية مفادها ان المخابرات البريطانية هي التي قامت بتاسيس ما يسمى “منظمة اولاد شمال لندن” حيث تقوم بتهيأة اعداد كبيرة من الشباب لهذا المخطط وتدريبهم على الذبح, ولنا في هذا كلام في المقالة التي ستخصص لدور الاردن.
اما الدور الكردي فوجود السلع الاسرائيلية في كردستان وبيع نفط العراق للكيان الصهيوني خير دليل على هذه العلاقة الحميمية.
بقي ان نعرج على تصريح مسعود البارزاني لنقول له, نعم ان الحدود سترسم بالدم ولكن عليك ان تعي مصلحة مستقبلك ومستقبل شعبك الكردي, هل من الافضل لهم البقاء مع بلدهم الام ام الذهاب الى دويلة استقلال لتكون عرضة لايران وسوريا المستقبلية والعراق ولاشك بانها ستكون مطية لليهود, نقول هذا القول لاننا ندرك ان جل الشعب الكردي لايريد الانفصال ويرى مصلحته مع العراق والامر لهم اولاً واخيراً.
والله تعالى من وراء القصد.