العراق الآن في عين العاصفة الطائفية ،التي يتاجر بها بعض أركان العملية السياسية والأحزاب الطائفية الحاكمة،لمكاسب فئوية وحزبية وصب النار على الزيت المشتعل تحت رماد الحكومة ،في مواجهة التظاهرات المليونية الغاضبة ضد الاستبداد والظلم والطغيان والفساد والإقصاء والتهميش والتفرد بالسلطة بدكتاتورية طائفية واضحة عبر عنها أكثر من نائب صدري وزعيمهم مقتدى الصدر وأعضاء في التحالف الكردستاني والعراقية ،والتي تشهدها اغلب المحافظات العراقية،فكانت مظاهرات الرمادي ونينوى وسامراء واقضيتها وبعض أحياء بغداد وقسم من محافظات أهلنا في الجنوب بعشائرها العراقية الأصيلة ،ترفع شعارات وطنية ومطالب مشروعة ،في حين شاهد العالم التظاهرات التي أخرجها رئيس الوزراء وحزب الدعوة الحاكم ترفع شعارات تقطر طائفية و تصف تظاهرات الرمادي والفلوجة( وهابية وبعثية وارهابية) وترفع صورا استفزازية طائفية، وهتافات تعبر عن نفس طائفي بغيض ،يؤجج الحرب الأهلية ويغذيها ،بل ويعلنها ،فهذا رئيس الوزراء يصف التظاهرات ب(بالنتنة والفقاعة ومدفوعة الأجر بالدولار مع تهديد بقمع المظاهرات بالقوة(وهو يحضر لها الآن) ويرفض الاستماع وتلبية مطالب الجماهير العراقية المشروعة والتي لا تتعارض مع الدستور)،وكل العالم شاهد ايضا خطاب سماحة السيد الملك السعدي الذي ابهر العراقيين والعالم بهدوئه وكلماته العراقية الأصيلة وتوصياته للمتظاهرين بعدم رفع أي شعار طائفي وجرح أية شخصية عراقية بالهتافات وعدم التعرض للجيش والشرطة وعدم وعدم وعدم ،وكلها توصيات تحافظ على النسيج العراقي وتنبذ الطائفية وقتلها في مهدها من أناس يحاولون إشعالها لإغراض انتخابية وأجندة إيرانية ،لقد كان خطاب الشيخ السعدي بلسما على قلوب أهلنا في الجنوب قبل الشمال والوسط وأعلن من خلاله (موت وقبر الطائفية في العراق)،على عكس رجال دين شيعة يعملون لأجندة سياسية معروفة ،وهناك مراجع محترمة في النجف وكربلاء باركوا وحيوا خطاب الشيخ السعدي المتوازن والوطني،إذن الطائفية منهج وسلوك عدواني تنتهجه جهات وأحزاب حاكمة تريد بالعراق أن يبقى ضعيفا متقاتلا أبناءه تنفيذا لأجندة إيرانية ،وهناك من يقول لا توجد طائفية في العراق، وأقول بل توجد طائفية واضحة لدى السلطة الحاكمة ،والأحزاب التي جاءت مع الدبابات الأمريكية الغازية ،وتعمل على ترسيخها في طوائف الشعب العراقي كله لتنفيذ أجندتها وأجندة من وراءها ،فجميع الطوائف والأديان والأقليات الأخرى تعاني من سياسة الحكومة والأحزاب المتنفذة والتي تعاملها بانتقائية طائفية وتهميش مقصود ،ومن ينكر من العراقيين ،إن وزارات بأكملها تعود لأحزاب السلطة الحاكمة ،فهذه الوزارة للتيار الصدري وتلك للأحزاب الكردية وتلك لحزب الدعوة والأخرى للمجلس الإسلامي الأعلى وهكذا ،وهذه الوزارات لا يتعين فيها إلا من يتبع هذه الأحزاب ومن منتسبيها حتى فراش الوزارة ،بسبب المحاصصة الطائفية التي أنبنى عليها دستور بريمر سيء الصيت ،في حين يمسك رئيس الوزراء جميع الوزارات السيادية (الدفاع والداخلية والأمن الوطني والأجهزة والاستخبارية وقيادات العمليات التي تمسك المحافظات العراقية كلها ،فكيف إذن تكون الدكتاتورية الطائفية بعد، كل هذا يجري في العراق وأمريكا تتفرج والأمم المتحدة تتفرج ومجلس الأمن يتفرج ويغضون الطرف عن ما يجري في سجون الحكومة من تعذيب واغتصاب وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد الذي وصلت الى روسيا رائحته النتنة وأبطالها مسؤلون كبار في الحكومة ،ولم يلتفتوا الى المظاهرات المليونية لشعب العراق الأبي ،والتي تطالب بأبسط حقوق الإنسان وهي العدالة والمساواة ورفع الظلم والطغيان عن الشعب.الدكتاتورية الطائفية التي أنشأها الاحتلال الأمريكي وترك العراق على طبق من ذهب لإيران وميليشياتها وأحزابها ،للانتقام من شعب العراق الجريح لأحقاد تاريخية بدكتاتورية طائفية ،العراق يعيش دكتاتورية طائفية ويتجه بها الى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وموقف حكومة المالكي من التظاهرات تؤكد هذا بوضوح ،والعاقل من يتعظ من دروس التاريخ …………