ان مرض الخمول السياسي بأن واضحا على مستوى أحزاب وكتل برلماني لم تسمع اصواتها طول فترة جلسات البرلمان، ولم تعمد على تشريع او مطالبة بتحقيق قانون يدر بمصلحة البلد، فقبل الانتخابات كانوا يتوعدون المجتمع بالبناء والعمران والازدهار بالمستقبل، والان تكلل بالحروب والمعاناة والمجاعة وانحدر بمنعطف اقتصادي مفاجئ سبب حالة التقشف الحاد واضعا أسس غير مقبولة للمجتمع، قوله تعالى {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)} من سورة الشرح، فالمحاولة الجادة والإصرار وقوة العزيمة تنمي المشاعر الوطنية ببناء وتوحيد البلد نحو مستقبل مزدهر.
ان سلسلة الخطايا لا تنتهي ولن تنتهي لأننا خلقنا بها منذ صراع قابيل وهابيل، فمن صفات الكسل اهمال العناية بشيء وعدم المبالاة بتحقيق الهدف والفتور، فأعد فتنة روحيه مثبطة لعزيمة الناس على القيام بعملهم لنهوض برفاهية المجتمع، فأصبح مستوى العناية مقتصر بالحالة الشخصية فقط التي ينفرد بها المسؤولين بتشريع القوانين وتنفيذها ليناسب مستوى الاستفادة والتربح من خمول المجتمع وحالة التقشف والسياسيين المتخمين بعبق الراحة والاستجمام بمنتجعاتهم، فانهيار البلد وحكومته سببه الخمول مما أدى لانهيار المجتمع ودخوله بحالة من الفوضى والتزعزع بجميع جوانب الحياة حتى وصل لحالات جديدة من السرقات والنهب والسلب بين أبناء المجتمع، فالتكاسل مرض تفشى بمؤسسات الدولة واربك حالة التقدم النسبي والتمحور على أسس جديدة بحالة من الاستثمار والازدهار، فالتوعية شبه معدومة شبيهة بالعفن الذي ينضج على قوت غيره ويسلبه راحة باله، فقلة الخدمات الرئيسة خلقت جو يسوده التركيز للرجوع للوراء وليس التقدم لان الاضمحلال تركز بنفسية الفرد او المجتمع ودوره ببناء طبقات واساسات يحتدم عليها نهوض الدولة وصنع قرارات وقوانين يبنى عليها أصول الوحدة الوطنية، فخلافات الساسة داخل البرلمان وتعدد طوائفه ومذاهبه الدينية خلق مشكلة من الإرادة الشخصية واطاحة بالإرادة العامة وقام بعرقلة جميع المشاريع والاعمال والمخططات لرفع من نسبة حالة الازدراء الاقتصادي مما أدى العكس بدوره احدث الكثير من الحروب بين مكونات الشعب العراقي لأغراض طائفية ولعقد صفقات لبيع السلاح لجهات المتنازعة ولغرض رفع اسهم البورصة المشتركين بها وبمليارات الدولارات، وكما قال ستيف تشاندلر” الإرادة هي السبيل إلى السعادة القصوى والكسل هو السبيل إلى الموت المحتم ” فالنجاح يقتصر على الإصرار وقوة العزيمة لتحقيق المستوى المطلوب وانجاح العملية السياسية حتى ولو بشيء قليل لتعميم الكلمة الواحدة وعدم التكاسل بها.
ان النجاح منوط بالسعي المستمر وهذا شامل لجميع اطيافه لتعزيز الثقة بالنفس وخلق حالة من الاستقرار الامني وكذلك تفعيل الدور الرقابي لمحاسبة المتكاسلين وتفعيل المشاريع التي توقفت بسبب الحروب واضرارها وبناء البنى التحتية وإعطاء حقوق الافراد التي اقتصرت سابق بظلم والطغيان وتشريع القوانين التي تصب لمصلحة المجتمع وارتقاءه نحو سلم المستقبل الجديد واضافة دور التوعية وخاصة بموضوع الوحدة الوطنية المسلوبة منذ عقود.