23 ديسمبر، 2024 8:30 م

يبدو أن حكومة المالكي مصرة على توتير الوضع الأمني وتصعيده تمهيدا لإشعال حرب أهلية في العراق ،يحرق اليابس والأخضر لا يبقي ولا يذر،سواء كانت مخططة لهذا أو لم تخطط له ،ولكن كل الدلائل تشير الى ان الوضع الأمني وصل حافة الانهيار والانفجار في عموم محافظات العراق  ،نتيجة فشل وتخبط الحكومة في معالجة الوضع الأمني وتقديم تنازلات حقيقية في حل مطالب المتظاهرين ،وإنهاء ساحات التظاهر بالتوافق والتراضي والرضوخ للمطالب المشروعة ،والتي تماطل وتسوف حكومة المالكي في تنفيذها بالرغم من إنها تعترف بها  ،يضاف الى  أن الصراعات السياسية بين الكتل والتقاتل على المناصب ونهب ثروات البلد ،جعل من الفساد يصل الى حد لا يمكن تصوره وفضائح عقود التسليح ، وغيرها من الفضائح الأخرى ، كالتي كشفها الاتحاد الأوربي  بتهريب العملة الصعبة وغسيل الأموال في البنوك العراقية ،وفضيحة أجهزة كشف الأسلحة والعبوات والصواريخ ،هذا الفساد  عطل وشل العملية السياسية  برمتها وجعلها ميتة سريريا ،إذن نحن أمام عملية سياسية ميتة وحكومة فاشلة ،تلعب بها الأهواء والأمزجة للأحزاب الحاكمة ومصالحها الشخصية والفئوية والحزبية ،إلا التدخل الإيراني وميليشياته الطائفية التي عاثت بالعراقيين قتلا وتهجيرا واغتيالا واعتقالا تحت أغطية حكومية  واضحة، لم يعد يغطى بغربال كما كان يصرح به بعض السياسيين الجهلاء والموالين لها من أن إيران لا تتدخل بالشأن العراقي وهو يسمع ويرى التصريحات الإيرانية يوميا تؤكد وتتباهى بهذه التدخلات الوقحة ،التي أشعلت العراق من أقصاه الى أقصاه ،وكل هذا (والمالكي لا يستطيع أن يقول لحكام إيران اف) لخوفه على الكرسي ومصلحته في الترشح لولاية ثالثة وخوفه من زعل ولي الفقيه ،الآن العراق على فوهة البركان بسبب عدم معالجة الوضع الأمني، وفشل الخطط الأمنية وضعف أداء الأجهزة الاستخبارية  الأمنية وضعف كفاءتها ،والتفرد بالحكم وعدم وجود توازن في الوزارات السيادية جعل من الوضع العراقي كله على حافة الانهيار والانفجار بأية لحظة (ما حصل ويحصل الآن في الرطبة والقائم وديالى ونينوى والفلوجة والبصرة والناصرية وكربلاء والسماوة ،كل ما يجري يعبر عن فشل ويقترب من الانهيار وإشعال الحريق الذي سيطال الجميع وستغرق سفينة العراق ومن فيها ولن يبقى من يتفرج ،الاحتقان الطائفي بلغ سيله الزبى بسبب التصعيد الطائفي الخطير من جهات تريد غرق سفينة العراق (تظاهرة المدعو ثائر الدراجي الطائفي ورفع صور خميني وخامنئي وتقديم قانون الأحوال الشخصية الجعفرية وتهجير أهل ديالى وضواحي بغداد  في حملة ثار الشهداء  وتهجير الشبك بالموصل  وغيرها ) كلها استفزازات تدفعها جهات إيرانية لا تريد إلا إشعال العراق طائفيا  وإغراقه ببحر من الدم ثأر لثارات تاريخية وأحقاد تاريخية طائفية  ومصالح إيرانية توسعية وتحقيق مشروعها التوسعي في المد الشيعي ألصفوي انطلاقا من العراق رأس الحربة ،في هذه الفوضى الطائفية المؤججة والتي تنفخ فيها أطرافا عراقية وأحزابا عراقية متنفذة ،جعلنا نقول أن العراق يعيش حربا أهلية ،وان مسألة إطفاء هذه الحرب أصبح عسيرا جدا لإصرار هذه الاحزاب الموالية لإيران ،وتنفيذها أجندة إيرانية منظمة لا يستطيع المالكي الوقوف بوجهها أبدا ،بات من المستحيل عبورها ،وان من مخرجاتها إصرار الاحزاب على عدم التصويت على قانون الانتخابات في القائمة المفتوحة لضمان الفوز بعد إدراك الهزيمة  الأكيدة في الانتخابات القادمة ،فعليه من وجهة نظرها ومخططها ومن ورائها تفجير الوضع الأمني وإشعال الحرب الطائفية للبقاء في السلطة ،هذا هو هدف التصعيد الأمني الأخير ووصوله حافة الانهيار الكامل  والاقتراب من إعلان الحرب الاهلية الطائفية ،مع تشديد الإجراءات القسرية القاتلة في الخطط الأمنية بحجة الإرهاب ونحن هنا لا ننكر وجود الإرهاب الدولي وتصفية الحسابات على الساحة العراقية أبدا وان العراق هو ضحية الإرهاب الدولي  ،ولا تعلم الحكومة إنها هي من يمارس إرهاب الدولة على المواطنين بإجراءاتها الظالمة في غلق الأحياء والشوارع والطرقات والأسواق وطوابير السيارات في السيطرات كلها الم يعلم بها القائد العام للقوات المسلحة  ،الذين خسرتهم بخططها الأمنية الفاشلة ،وعطلت حياتهم وجعلتهم في الصف المعادي لها تماما ،وما التصرفات الطائفية لعناصر الجيش في تعامله مع المواطنين  في السيطرات ونقاط التفتيش ودهم البيوت وغيرها ،قد قصم ظهر البعير كما يقال،وجعل المواطنين ينظرون الى الجيش نظرة عداء في الشارع العراقي ،هذه بعض إشارات الحرب الطائفية في العراق ،والغاطس هو الأدهى والأمر ، الحل هو العودة الى الشعب وسماع أنينه ووجعه وآلامه وأحزانه وتضميد جراحاته ،وتنفيذ مطاليبه وحقوقه المشروعة التي سرقها الآخرون في الحكومة ومجلس النواب والأحزاب المتنفذة في السلطة ……