لقد أشَرْتُ في العديد من المقالات السّابقة إلى أنّ التآمرَ على العراق له ظروف لا تختلف كثيرا عن ظروف الدول التي يتآمر عليها الحلفُ الأسود
الأمريكيّ الصهيونيّ التكفيريّ الذي تموّله زمرة بني سعود وعيال زايد والتي موّلت سابقا الحرب الكاملة على العراق وسورية من سنوات، ومازالت!
وتموّل الحرب على اليمن ولبنان بأشكال متعددة ومنها الإقتصاديّة والأمنيّة!
إنّ مثل هذا التآمر غيّر من بعض إتّجاهاته لعلّها تُجْدي نفعًا بعد الخسائر الكبيرة التي مُنِيَ بها الحلف الأسود! في سورية والعراق ولبنان وفِي ساحات
عديدة في العلن والخفاء! وقد باتت الحرب على الأبواب وأصوات طبولِها وصلت الأسماع بشدّة! فما الذي يُخَطَّط له للعراق، وما السيناريو المتوقّع؟
أعتقد أنّ العراق وقواه المقاومِة للمشروع الصهيونيّ الأمريكيّ الرّجعيّ العربيّ اختلف اليوم عن سنوات مضت خاصة بعد ان تشكّلت فصائل مقاومِة
تحت راية الحشد الشعبيّ الذي حاولت السعوديّة والإمارات والصهاينة وأدواتهم في شمال العراق تفكيك الحشد والقضاء على قوته المتنامية التي باتت تهدّد من مصالح غير مشروعة للحلف الأسود! لقد سارت الأمور في غير ما أرادها وسعى لها الحلف المذكور! وما التحرّك الذي بادرت إليه صبيان بني سعود وعلى رأسهم محمد بن سلمان من فتح صفحة جديدة مع العراق(!) إلّا محاولة لتحييد العراق أو فصائل المقاومة في الحرب القادمة التي ستكون ساحتها أوسع من الساحات السّابقة ولن يكون العراق بعيدًا عنها، شاءت حكومة السيد العبادي أم أبَتْ! ونحن نعلم الضغوط الهائلة التي
يتعرّض لها السيد العبادي من قبل أمريكا التي ساومت أو تحاول لتحييد العراق بكلّ إمكاناتها الإستخباريّة والأمنيّة وحتى في الجوانب الأخرى!
وشخصية السيد العبادي ومشروعه في الإصلاح والمواجهة ضد الاٍرهاب والفساد وصل إلى مرحلة حاسمة! ففي الحرب القادمة لن يستطيع أن يقف على الحياد لا هو ولا العراق كوطن وكشعب على الأقل في أغلبيّته(!)
إنّ التحرّك القادم سيضغط على العبادي أكثر من الشمال ومن داخل العاصمة ومن غربها! فالأمر ليس بالهيّن أبدًا لكنّني أقول إنّ الجولة ستكون حاسمة على كلّ الأصعدة في المنطقة وفِي العراق ولا نستغرب دخول وحدات دفاع بكلّ أشكالها وتنوّعاتها من إيران وسورية ردّا على تغلغل قريب من السعودية الى العراق وسحب بعضالقوى العميلة للسعودية الى ساحة مواجهة فعلية بأسلوب
تظهره لمحاولة تحييد العراق في الحرب القادمة لكنّها تريد الغدر به لأنّها المحاولة الأخيرة لبني سعود للإنقضاض على العراق وبمساعدة أمريكا
وصهاينة الشمال بقيادة مسعود البرزاني! والقوى الفاسدة التي حاولت تدمير الإقتصاد والدولة من الداخل والمساهمة في بناء خلايا مشبوهة بمساعدة
بني سعود وعيال زايد وبإشراف أمريكي لمحاولة نخر العراق من الداخل في حالة المواجهة القادمة!
أتوقّع أنّ الحياد لن يصل إلى نتيجة في الحرب القادمة وسيدخل العراق الحرب وسيكون جزء من المواجهة الخطيرة على أرضه لكنّها هذه المرّة ستكون ربّما آخر الحروب!
صحيح أنّ بلدان المنطقة وشعوبها عزيزة دماءها وعزيزة نفوس أشرافها ولكنّها حرب مواجهة كان مخطط لها منذ زمن طويل إلّا أنّ الأساليب تتغيّر في كلّ حين! ونحن الآن أفضل بكثير للخروج من هذه الأزمة التي خطّطت لها أمريكا وكيان (إسرائيل) وبأيدي سعوديّة إماراتيّة وأدوات من بعض الكورد! وسيكونالخاسر الأكبر فيها بلا
…