8 أبريل، 2024 5:14 ص
Search
Close this search box.

العراق والتعميم الطائفي والقومي

Facebook
Twitter
LinkedIn

ثقافة التعميم متجذره ومتعمقه في مجتمعاتنا العربيه على العموم , ربما يعود ذلك الى طبيعة مجتمعاتنا القبليه والتي تحمل صفات التعصب للفئه او العرق او الطائفه , على الرغم من ان ديننا الاسلامي الحنيف لم يقبل التعميم  . يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه (لاتزر وازرة وزر اخرى ) . ولم يقبل القصاص الا من صاحب الفعل تحديدا وهنالك ايات كثيره تدل على ذلك . الا اننا نرى ان مجتمعاتنا  بل أنفسنا تدور في فلك التعميم  . وتم استغلال هذا الفعل من قبل الكثير ممن الانظمه وظلم الكثير من الناس بدون ذنب لمجرد ان ثقافة التعميم كانت هي السلوك . والمشكله ان التعميم يكون احيانا في الفعل السيء الصادر اما في الفعل الحسن نادرا مايكون التعميم , وهذا يدل على سلوك انتقائي غير متوازن . كان لهذه الثقافه تاثير سلبي على حياتنا ومجتمعاتنا على مدى زمني طويل ولازالت هي اللغه السائده في تصرفاتنا ولازال الكثير من اعدائنا يستخدمها في بلداننا ويشجع عليها لاغراض كثيره كان من بينها الشحن الطائفي والعرقي بينما لايستخدمها في بلاده .

في بلدنا ومنذ احتلال العراق في عام 2003 من قبل قوات التحالف والعراق يمربموجة  شحن طائفي وقومي  ارساها المحتل   ورسخها الطائفيين بكل اشكالهم  , ولايزالوا يعولوا عليها بين الحين والاخر من اجل الحصول على مكاسب ومطامع شخصيه وحزبيه ولم يعيروا اي اهتمام لدماء الابرياء الذين سقطوا ضحايا نتيجه لذلك . وكانت احدى واهم ادواتهم للشحن الطائفي والقومي هو التعميم وليس التخصيص , ويبدوا ان هذا الفعل مقصود ومدروس بعنايه. الغايه منه هو سد الطريق امام المنصفين من اهل البلد من التاثير في الواقع وابعاد التاثير الطائفي عن البلد والذي يبدوا انه لم يروق لهم . لذلك هم سخروا كل طاقاتهم واعلامهم والتابعين لهم للكلام بالتعميم كلما حدثت حادثه او امر ما والتي هم على الاكثر من يكون قد خطط له ودبره في الخفاء  , متذرعين بكل الذرائع والوسائل لتحقيق مايصبون اليه .

ان مدى خطورة التعميم الذي يمارسه البعض والذي يزيد من الاحتقان الطائفي والقومي بين مكونات المجتمع العراقي لايمكن التكهن بها , فهو يزيد من الكراهيه ويرسخها بين مكونات المجتمع ويعمق جذورها بحيث يصعب  التغلب عليها , ويجعل العلاقه هشه يمكن ان تنهار في اي لحظه يحدث بها امر يصدر من اناس من طائفه أو قوميه غير مهتمين لهذا الامر, كما انه يسمح للجهات الخارجيه باشعال الفتنه متى ما ارادوا بين ابناء الشعب الواحد .

ان مايحدث الان من اتهامات للسنه والتعميم بانهم وراء مايحدث للشيعه من قتل وتهجير وو.. أو مايتهم به الشيعه بانهم ميليشيات وصفووين وعملاء لايران و يقتلون على الهويه باسلوب التعميم , وكذلك الاكراد والعرب والتركمان يمثل انعكاس خطير في تاريخ العلاقه بين مكونات المجتمع العراقي , وهذا الفعل ليس مجرد اتهامات بل هو واقع يجب الحذر من المروجون له والحد من تاثيره لكي لاتزيد المسافه ويتوسع الشرخ , وهو موجود على ارض الواقع مع الاسف . والدليل مايروج له البعض من ا ن اهل المناطق التي تسيطرعليها الدوله الاسلاميه مؤيدون ومنتمون الى هذه الدوله . وهذا محض افتراء وكذب وتزوير يمكن كشفه لمجرد حساب بسيط حيث ان تعداد التنظيم وحسب ماذكرته وكالة الاستخبارات الامريكيه هو 40000 عضو , وهذا العدد لو قارنته مع تعداد السكان في مناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق فقط حوالي 7000000 ملايين واذا افترضنا انه هجر نصف العدد الى اقليم كردستان او المناطق الاخرى , اذن كم ستكون النسبه . وهذا الامر لم يكن فقط بعد دخول تنظيم الدوله الى العراق بل قبله تم اتهام السنه بالارهاب لمجرد اختلاف وجهة النظر ودون التمييز بين من هو ارهابي فعلا او من يطالب بحقوقه . وهنالك امثله كثيره فيما يخص الشيعه واتهام السنه لهم بالعماله لايران على الرغم من الدورالسيء الذي تلعبه فعلا في العراق. الا ان هنالك الوطنيين من لم ولن يساوموا على الوطن . ولم يكن الحال بين الكرد والعرب احسن من ذلك . بل انه احيانا يكون داخل المكون نفسه .

للاسف ان  القائمين على هذا الفعل هم من قادة المجتمع سواء كانوا رجال دين او سياسين , وان هذا يلقى صدى كبير لدى عامة الناس . ومايؤكد ذلك هو انه يجري على مسمع ومرأى الاجهزه الحكوميه و باستخدام الصحافه وكل الوسائل المتاحه لتعزيزه , ولو لم يكن مباركا من الذين ذكرناهم لما توسع بهذا الشكل المخيف . وكان الاجدر بهم توضيح كل مايجري بكل صدق وان يساهموا بنشر ثقافة لاتعمم بل تحدد من هو المسؤول وبكل صراحه وصدق . وهو الاحسن لصدع الشرخ ولم الشمل اما الاستمرار بهذا النهج سوف يفضي الى المزيد من العنف والدمار.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب