في العراق شعارات كثيرة , ولكن العبر منها قليلة , في العراق ميول مشتتة يصل بعضها الى حالة الطلاق مع العقل , فمن يحلو له المقارنة بين صدام حسين والخميني هو كمن لايعرف الخيار بين الجهل والعقل , ومن يقول أن أغلب العراقيين يرون الخميني شريرا , أنما هو متعسف في الحساب ومفلس من رصيد الخير, ومن يرفع صور الخميني وخامنئي في شوارع بغداد أنما يسيئ للخميني المشروع العرفاني , ومن لايزال يفكر بالتهميش أنما هو مصاب بالتحشيش الذي أصبح وسيلة لداعش لصيد الخفافيش , ومن لايزال لايعرف حرب العراق ضد ألآرهاب التكفيري والمتعاونين معه أنما هو مغيب عن معاني الفهم وألآدراك , ومرتد عن صولة ألآشتباك , ومن لايفرق بين الميليشيا والمقاومة , أنما هو متحيز لفريق المساومة الذي جعل من أسرائيل تستشهد بأنصار لها من أعراب البوادي المتخاصمة , ومن لايرى تركيا ممرا لعصابات ألآرهاب , أنما هو لايستحق العتاب , ومن لايعرف لماذا تصر أمريكا على تدريب من أنسلخ من هوية ألآوطان وباع نفسه للشيطان , أنما هو أخطل الرأي بعيدا عن الطريق السوي , ومن لايزال يخطأ خاتم ألآنبياء والرسل الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى , ومن يجرد ألآمام علي من حضوره البهي وفكره النقي , وشجاعته التي أعترفت بها أخت الشقي عمرو بن ود العامري عندما قالت : لو أن قاتله غير الذي قتله ؟ ومن يشهر بأعراض زوجات ألآئمة ألآطهارمعتمدا على مافي كتاب ألآغاني للآصبهاني من تخرصات ممجوجة تنال من سلالة العرب ألآحرار من ذرية عدنان ومضر وقصي المستنجد بأخواله الغساسنة في الشام ليأخذ حقه في سدانة الكعبة بوصية والد زوجته الخزاعي الذي رأى فيه أهلا للوصية على بيت الله الحرام , ومن ينكر سورة الفيل وينكر بلاغة القرأن الكريم أنما يحكم على نفسه بألآمية , ومن يجعل السباب والشتائم وسيلته في الرد والتعليق , أنما يكشف عن جهالة مطبقة ورعونة مسبقة , ومن يستنكر مشاركة من يريد قتال داعش معنا تحت سقف السيادة العراقية , أنما هو مسوق ومروج لآفكار أسرائيل والدواعش الذين توحدوا في الحرب المصيرية والوجودية ضدنا .
أن حاجة العراق للتضامن هي كحاجته للسيادة والكرامة والحياة , وألآفكار وألآراء التي أستعرضناها هي عقبة التضامن , وهي شرخ معيب ورأي غير مصيب , ومن يفارق العقل , يفارق الجماعة , والمفارق للجماعة ضال للطريق , ومن يضل الطريق لايهتدي , ومن لايهتدي لايحصل على اليقين , واليقين ركن ألآيمان مع الصبر والعدل والجهاد .
أن العراق الذي يستباح من قبل عصابات داعش التي بلغ بها اليأس وألآحباط الى تدمير أثار الموصل ونمرود والى حرق المنشأت النفطية شرق تكريت وأعدام المواطنين في الموصل وضواحيها وألآنبار ومناطقها وتفجير مفخخات عشوائية كل ذلك أفلاسا من المستقبل , وأمام مايلم بالعراق من تحديات , فليس أمام العراقيين ألآ التضامن , ومالم يتحول التضامن الى فهم وعلم وأدراك , والعلم وجد للعمل , والعمل هو ألغاء تركة الماضي المخضب بأخطاء الرواية التاريخية المنحرفة , وأنتزاع ثقافة المحرضين على العنف والكراهية , وهجران أحزاب مجهرية أنتفخت بأنتخابات المراجعة فيها قادمة حتما , وهذا ألآنتفاخ هو من جعل المناصب وسيلة للآبتزاز وتعطيل جودة ألآنتاج والعمل , والتضامن على هدي العقل والمعرفة هو الكفيل بأعادة ألآصالة العراقية ذات الثياب الرقاق وكثرة ألآرزاق , وذلك هو العراق بوصف قائدة الهجرة العربية ألآولى ” طريفة الخير ” التي نقدمها بمناسبة يوم المرأة رمزا للقيادة النسوية التي سبقت كثيرا من الرجال الذين لازالوا يتعثرون بأراء مخذولة .