اعلن في بغداد عن انشاء مركز معلوماتي مهمته جمع المعلومات الاستخبارية ،عن تنظيم داعش في العراق والمنطقة والعمل على محاربته والقضاء عليه،وقد شارك في هذا انشاء المركز كل روسيا وإيران وسوريا اضافة الى العراق،هذا ما اعلنته حكومة حيدر العبادي دون توضيح المزيد من التفاصيل عن هذا المركز ،التي وصفته بأنه مركز معلوماتي استخباري على مستوى هيئات الاركان في وزارات دفاع هذه الدول ،لكن ما لم يقله بيان الحكومة،الشيء الكثير والغاطس من هذا التحالف العسكري الجديد هو الاهم ،سنحاول كشف اهداف هذا المركز ، وخطورته على العراق والمنطقة، وموقف ادارة امريكا منه ،وكيف سيكون ردها عليه ، لاسيما وان هذا المركز المعلوماتي (وهو تحالف استراتيجي )،يعمل بالضد من المصالح الامريكية الاستيراتيجية في العراق ،تحديدا ، والمنطقة عموما ، بعد ان اصبح من الواضح ان ادارة اوباما واستيراتيجيته ،هي محاربة الميليشيات وداعش معا وإضعافهما معا ،بالمناسبة(قادة الميليشيات الايرانية بالعراق ) حضرت اجتماعات هذا التحالف ،في حين تم طرد قادة الميليشيات اجتماع اللجان التنسيقية الامريكية مؤخرا،ناهيك عن تحجيمها وسحب قطعاتها من جبهات القتال مع داعش في الفلوجة والانبار،وهذا يؤكد الهوة والخلاف العميق بين الادارة الامريكية وقادة الميليشيات ،والتي هددت في اكثر من مناسبة القوات الامريكية والمصالح الامريكية في العراق ووصل التهديد من قيادي في حزب الله بخطف السفير الامريكي في بغداد ، اذن التحالف الروسي الايراني السوري العراقي،يمثل تهديدا للاستيراتيجية الامريكية ، ويبعث على القلق والريبة والشك بأهداف هذا التحالف ،والدليل عدم حضور او استشارة الجانب الامريكي وإشراكه في التحالف واجتماعاته في بغداد لاسيما وان الطرفان الامريكي والروسي ،يعلنان ان هدفهما مشترك في محاربة تنظم داعش في العراق وسوريا والقضاء عليه بأية وسيلة ، فما هو سبب عدم اطلاع امريكا على اولويات واستحضارات هذا التحالف ،الذي تقول عنه جهاته انه (تنسيقي استخباري ) مع دول المنطقة لمواجهة خطر داعش .؟،فهل هو كذلك لا هو ليس كذلك فالظاهر منه تنسيقي استخباري (لإيهام الرأي العام )، في حين هو تحالف عسكري بحت بين هذه الدول ،الهدف منها ،الابقاء على نظام بشار الاسد ،وإعطاء دور اكبر لروسيا في المنطقة في مواجهة الدور الامريكي في العراق ،بل وإضعافه ،وإسقاط مشروعه العسكري،الذي من اولى اهدافه اسقاط نظام الاسد،وإعادة تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية وعرقية وقومية ،وهذا المشروع ،بالتأكيد على يخدم ايران التي تخشى التقسيم وكذلك روسيا ، حيث يستهدفهما المشروع الامريكي في المنطقة ،اذن ما العمل هل نرى قيام حرب عالمية ظهرت ملامحها واضحة في هذا التحالف الذي نضيف اليه الصين (اعلان الصين مشاركتها في الحفاظ على نظام الاسد مع روسيا والقضاء على تنظيم داعش) بقوات برية واسعة هذا في الظاهر أيضا لكن ما يبعث على القلق ان روسيا تحشد جيشها وأسلحتها ودباباتها وصواريخها وطائراتها وفرقاطاتها ومدمراتها في قواعد سورية برية وبحرية ،وتشاركها الصين وإيران بتحشيد عسكري مماثل ، لم تشهد المنطقة مثله منذ اربعين سنة مضت ، هنا يبرز السؤال الملح ،هل ادارة اوباما وحلفاؤها الغربيين ،راضون عن ما يجري ضد مصالحهم في سوريا ، وهم يرون التحالف العسكري المعلن في بغداد، يستهدف جمع اي حركة عسكرية ومخابراتية في المنطقة ،وما هو موقف امريكا والتحالف من هذا التحالف المشبوه،وهل هو في صالح العراق وسوريا (ساحة الحرب المقبلة لا سامح الله)، وهل تدرك حكومة بغداد خطورة ما تفعل ام ان الضغوط الايرانية التي تحدد سياستها وبيدها القرار العسكري ،بعد حضور قاسم سليماني الى موسكو وتفاهمه معها حول هذا التحالف،ومن ثم عودته الى العراق وحضوره اجتماع التحالف الوطني(الشيعي)، وحضور قادة الميليشيات اجتماع مركز معلوماتي التنسيق بين دول التحالف الايراني الروسي العراقي ألسوري نعم حكومة العبادي تلعب بالنار وتتحالف مع اعداء العراق التاريخيين ،وترهن مستقبل العراق في تحالفات مشبوهة ،لا تجلب للعراق سوى المزيد من الخراب والدمار والتبعية ،والارتهان بيد دول لا تريد الخير لشعب العراق،ولها عداء تاريخي معه ،هذا التحالف بكل تأكيد مرحلة اخرى من مراحل خطف العراق بيد اعداء العراق ونهب ثرواته ،وطمس هويته العربية،وإبعاده عن محيطه العربي ، في وقت كان من الاجدى ان يتحالف وينفتح على دول عربية وينضم الى التحالف العربي وعاصفة الحزم ،فهي الضمان الاكيد لمستقبل العراق،نحن هنا لا نحبذ ان يطلب العراق محاربة الارهاب من الامريكان ،او الروس ، كما هو الان مفروض عليه، ولكن حاضنته العربية هي ضمانة مستقبلية له،ورب قائل يقول ،وأين هي الدول العربية ،فنرد ونقول ان النفوذ الايراني والهيمنة الايرانية العسكرية والميليشياوية،هي من يقف حائلا لعودة العراق الى محيطه وحاضنته العربية ،يقينا الموقف الامريكي من هذا التحالف هو موقف الضعيف،والقلق عما يسفر عنه من نتائج لا تصب في المصلحة الامريكية ،اذا لم تضرها في العراق وسوريا او تتقاطع معها، وما سيتمخض عنه اجتماع اوباما-بوتين غدا هو ما سيحدد العلاقة المستقبلية في موضوع التواجد الروسي في سوريا لاسيما وان الحلاف الامريكي –الروسي ما زال قائما حول اوكرانيا التي تحاول ادارة اوباما ان تكون ورقتها الاولى للتفاوض مع بوتين غدا ،وبما ان الرؤية الروسية ترى ان بقاء الاسد هو ضمان للقضاء على داعش وأخواتها في المنطقة ،ففي ادارة اوباما الرؤية بطيئة وضبابية في محاربة داعش ،وان استيراتيجيتها قد فشلت ،وتم استبدالها اكثر من مرة في المنطقة،وهذا ما يقلق البنتاغون والكونغرس الامريكي ،في موضوع الموافقة على الاتفاقية النووية الايرانية ، نحن نرى التحالف الجديد ،هو مصدر خطر على العراق والمنطقة ، ولا نرى في حقيقته محاربة داعش ومشتقاتها،بقدر ما هو تبريرا للصعود على اكتافها لإثبات تواجدها في المنطقة بشكل مؤثر مما يحقق لها تنفيذ اجندتها بعيدة المدى ….