23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

العراق والتحالف الإسلامي …..!

العراق والتحالف الإسلامي …..!

يأتي تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة ، ليضع الشرق الأوسط على مشارف تحولات  ستولد عبر براكين الحروب ذات الإنغلاق الطائفي ، هكذا أرى توجه هذا التحالف الذي تقوده السعودية ويضم كل من قطر وباكستان وتركيا وغيرها من دول التكلس المذهبي ومصانع الإرهاب .
 
التحالف العسكري الإسلامي لم ينشأ تحت عنوان استرداد القدس وتحرير فلسطين مثلا ، أو إنقاذ العراق وسوريا وليبيا من الإحتلال وفوضى الحروب الداخلية، أو بناء اقتصاد اسلامي يتكامل في مواجهة تحديات هبوط اسعار النفط ، خصوصا ً ان غالبية دول اوبك إسلامية مثل السعودية والعراق وايران والجزائر والكويت وليبيا وغيرها .
  يقام التحالف تحت عنوان محاربة الإرهاب، ليس” داعش” والقاعدة، كما يعتقد البعض، بل المنظمات الإرهابية وغيرها من الدول ، أي أنه حلف دولي بنزعة طائفية إسلاموية ستكون أولى مهامه محاربة ايران ونظام بشار الأسد وحزب الله، اضافة الى التنظيمات الشيعية الأخرى مثل الحوثيين وربما يدرج العراق ” الشيعي ” في قائمة الدول الإرهابية أيضا ً،إذا استمر بدعم  ايران وتأييدها .
 
 القراءة الأولية لهذا التحالف تشير الى أسناد دور القيادة للسعودية في مواجهة إيران،إضافة الى أهداف استراتيجية اخرى أبرزها  ؛
 
* إذابة ترليونات الدولارات الخليجية المخزونة في بنوك امريكا وأوربا في فم الماكنة الحربية الأمريكية الأوربية ، وإعادة تنشيط دورة الإقتصاد الأمريكي – الأوربي المصاب بالركود منذ سنين .
* نقل الحرب بين المسلمين والعدو الخارجي الى حرب إسلامية – إسلامية في إطار تنازع مذهبي طائفي ، وبهذا تعفى اسرائيل أو اي من الدول التي تحتل بلدان أو مدن عربية أو اسلامية من أية مساءلة أو مواجهة .
 
* انهاك ايران وتدمير مقدراتها الإقتصادية والعسكرية وبالتالي تقسيمها وفق خريطة عرقية – طائفية لتصبح في خبر كان .
 
* وضع مقدرات هذه الدول الإسلامية الغنية بالأموال والأعداد البشرية تحت هيمنة وتوجيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين ، بحكم اشرافهم على هذا التحالف ، وبهذا يصبح من اليسير بمكان ادارة العالمين الثاني والثالث دون مخاوف من انزلاق دولها نحو ايران بإغراءات المال أو القوة .
 
أين سيكون موقف العراق من هذه الأحلاف الدولية ..؟ هذا ما يهمنا ويحدد مصيرنا ، هل نصبح حطبا ً لصراع هذه الحيتان الدولية ، أم نركن للعقل والرشد ونبتعد عن هذه الكوارث .؟ هل نتخلى عن التخندق الطائفي ومفاسده وجرائمة ام نذهب مع الريح …؟
هذه اسئلة تحتاج لضمائر وطنية شجاعة للإجابة عنها بمواقف عملية تمثل الدولة العراقية .