ازدادت سخونة المشهد السياسي بين ايران والسعودية بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق رجل الدين الشيعي الشهيد الشيخ نمر النمر في حادثة كانت تداعيتها كبيرة وواسعة كون الحكم الصادر بحق الشهيد النمر بنظر العديد من الدول والمنظمات الدولية والاوساط الشعبية لايتناسب مع التهم الموجهة إليه كونه استخدم الطرق السلمية للتعبير عن رفضه لسياسات العائلة الحاكمة في السعودية والتي مازالت منذ تأسيسها بدعم بريطاني بعد الحرب العالمية الاولى وليومنا هذا تتوارث السلطة وتمارس حكما مطلقا لايسمح بالرأي الآخر وتستخدم ضغوطات كبيرة على المعارضين وخصوصا الاقلية الشيعية في المملكة التي يهيمن عليها الفكر الديني المتشدد الذي انتج العديد من الحركات الارهابية كالقاعدة وداعش وغيرها، هذه الحادثة فتحت الباب على مصراعيه امام الاتهامات المُتبادلة بين ايران والسعودية التي تشهد علاقاتهما توترا مستمرا لاسباب عديدة يأخذ بعضها جانبا طائفيا والبعض الاخر هو الصراع من اجل النفوذ في المناطق المتوترة في سوريا والعراق واليمن وهناك سبب اخر لا يقل اهمية عن تلك الاسباب وهو التخندقات المحورية والتحالفات الدولية سيما ان السعودية هي الحليف الاستراتيجي لامريكا في المنطقة وايران تجاهر بالعداء للادارة الامريكية وتعتبرها السبب في عدم الاستقرار في الشرق الاوسط لاتباعها سياسة الكيل بمكيالين والحقيقة ان امريكا تتبع سياسة توازن القوى فهي لاتريد رجحان كفة على اخرى لاسباب سياسية واقتصادية مهمة. توتر العلاقات بين ايران والسعودية شكل هاجسا قلقا للعراق لان ما ينتج عن هذا التوتر ينعكس على الساحة العراقية لذلك سارعت بغداد للدخول كطرف وسيط لتقليل حدة التوتر والحيلولة دون اتساع دائرته فالمنطقة لا تتحمل اكثر مما هي فيه حاليا ويبدو ان العراق يحاول استثمار هذا التوتر ليأخذ دوره الاساسي في ممارسة الدبلوماسية المعتدلة غير المنحازة والتي تتعاطى بواقعية مع الاحداث لايجاد نقطة إلتقاء بين الخصمين ولتكون هذه الحادثة اختبار حقيقي للعقل السياسي العراقي في كيفية تخفيف المواقف المتشنجة وعودة العراق كدولة مؤثرة سياسيا في المشهد العربي وحلقة وصل ايجابية في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين فينعكس هذا الدور ايجابيا على الواقع العراقي ويمثل انفراجا دبلوماسيا في علاقة العراق مع دول المنطقة.
ازدادت سخونة المشهد السياسي بين ايران والسعودية بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق رجل الدين الشيعي الشهيد الشيخ نمر النمر في حادثة كانت تداعيتها كبيرة وواسعة كون الحكم الصادر بحق الشهيد النمر بنظر العديد من الدول والمنظمات الدولية والاوساط الشعبية لايتناسب مع التهم الموجهة إليه كونه استخدم الطرق السلمية للتعبير عن رفضه لسياسات العائلة الحاكمة في السعودية والتي مازالت منذ تأسيسها بدعم بريطاني بعد الحرب العالمية الاولى وليومنا هذا تتوارث السلطة وتمارس حكما مطلقا لايسمح بالرأي الآخر وتستخدم ضغوطات كبيرة على المعارضين وخصوصا الاقلية الشيعية في المملكة التي يهيمن عليها الفكر الديني المتشدد الذي انتج العديد من الحركات الارهابية كالقاعدة وداعش وغيرها، هذه الحادثة فتحت الباب على مصراعيه امام الاتهامات المُتبادلة بين ايران والسعودية التي تشهد علاقاتهما توترا مستمرا لاسباب عديدة يأخذ بعضها جانبا طائفيا والبعض الاخر هو الصراع من اجل النفوذ في المناطق المتوترة في سوريا والعراق واليمن وهناك سبب اخر لا يقل اهمية عن تلك الاسباب وهو التخندقات المحورية والتحالفات الدولية سيما ان السعودية هي الحليف الاستراتيجي لامريكا في المنطقة وايران تجاهر بالعداء للادارة الامريكية وتعتبرها السبب في عدم الاستقرار في الشرق الاوسط لاتباعها سياسة الكيل بمكيالين والحقيقة ان امريكا تتبع سياسة توازن القوى فهي لاتريد رجحان كفة على اخرى لاسباب سياسية واقتصادية مهمة. توتر العلاقات بين ايران والسعودية شكل هاجسا قلقا للعراق لان ما ينتج عن هذا التوتر ينعكس على الساحة العراقية لذلك سارعت بغداد للدخول كطرف وسيط لتقليل حدة التوتر والحيلولة دون اتساع دائرته فالمنطقة لا تتحمل اكثر مما هي فيه حاليا ويبدو ان العراق يحاول استثمار هذا التوتر ليأخذ دوره الاساسي في ممارسة الدبلوماسية المعتدلة غير المنحازة والتي تتعاطى بواقعية مع الاحداث لايجاد نقطة إلتقاء بين الخصمين ولتكون هذه الحادثة اختبار حقيقي للعقل السياسي العراقي في كيفية تخفيف المواقف المتشنجة وعودة العراق كدولة مؤثرة سياسيا في المشهد العربي وحلقة وصل ايجابية في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين فينعكس هذا الدور ايجابيا على الواقع العراقي ويمثل انفراجا دبلوماسيا في علاقة العراق مع دول المنطقة.