10 أبريل، 2024 12:35 م
Search
Close this search box.

العراق والانهيار المرتقب

Facebook
Twitter
LinkedIn

هنا ليس بصدد الحديث عن دولة سوية قائمة على دعامات بنيوية سليمة لها مقومات الدولة الثابتة والمتجذرة لها ايجابياتها وسلبياتها لكي تخضع للنقد تارة وللشكر والثناء تارة اخرى بل الكلام عن دولة فاقدة للاهلية دولة مصابة بالعوق الفكري وهشاشة ونخور في اعمدتها الاساسية (( الاقتصاد – التعليم – الخدمات – الامن – الصحة -)) ممكن القول انها دولة ايلة للسقوط ..
بعد عام 2003 كان حلم المواطن ((الشعب)) كبير ومشروع بعد ان تحسس الامكانيات والثروات التي يملكها العراق والنية بأقامة دولة القانون والمؤسسات فكان حلمه يكاد يكون قريبا وممكن تحقيقه لحياة افضل ومستقبل مشرق للاجيال القادمة والاسراع في استثمار الوقت والمال للحاق على اقل تقدير بما وصلت اليه دول الجوار من بغددة في العيش وتقديم افضل الخدمات وما رافقها من نهوض عمراني واقتصادي …
لازال صبيان وصبايا السياسة في العراق يبحثون عن مخرج من عنق الزجاجة بعد ان دمروا كل المنافذ الطبيعية التي كانت متوفرة وفي متناول اليد منذ 2003 ولغاية 2014 .. العبثية ونشوة الجلوس كرسي الحكم الذي كان يوما حلم صعب التحقق اعمى بصيرتهم ودخلوا جميعا في سباق تحقيق المكاسب الشخصية واصيبوا بتلف عصب الرقبة مما جعلهم كالخنازير معاناة مستمرة من النظر الى الاتجاهات الطبيعية لذا كانت مصالحهم الشخصية هي الوحيدة الحاضرة امامهم ..
ونتيجة للخضوع والخنوع والتبعية والانحناء امام جشع واحلام دول اقليمية في التوسع والسيطرة ساهم اكثر في خدمة هذه الجزئية وتسخير الاموال والدعم اللوجستي ورفده ايضا بالدماء التي باتت رخيصة عنده تحت عناويين وشعارات شتى
لم يعد العراق قادرا على استعادة عافيته الاقتصادية بعد هبوط  اسعار النفط وارتفاع معدل الدين الخارجي والداخلي وكذلك لاتوجد حلول واقعية في الافق بسبب غياب وتهجير العقول والكفاءات واقصاء وتهميش البعض الاخر .
هذا يرسم صورة مأساوية وقاسية لمستقبل العراق خلال السنتين القادمتين حيث سيزداد العجز وبأرقام مخيفة وتدميرية مما يدفع بالحكومة الى اما اللجوء الى الدين الخارجي وبصورة اكبر او رهن أي الذهاب نحو تقديم ثروات العراق الى الغرب الاحتكاري والاتجاهين ستحرمان الشعب من أي فرصة في رؤية عراق يتمتع بالحد الادنى من الخدمات والاستثمار اضافة الى ضعف القدرة الشرائية مما ينتج عنه حصر المال عند الاقلية المتنفذة وانتشار الفقر والعوز بين سواد الشعب ..
الانهيار المرتقب سيخلق حراك ثوري ممكن ان ترافقه عمليات نهب وسلب وقتل وهنا لابد من الاشارة ستبدأ الثورة من الاراضي الشيعية ولكنها ليست طائفية بل ثورة عراقية شبيه بأحداث عام 1941 .. وللحديث بقية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب