23 ديسمبر، 2024 1:23 م

العراق والانقلاب العسكري السوداني

العراق والانقلاب العسكري السوداني

في صيف عام 1971، لعله في شهر تموز، حدث انقلاب عسكري في السودان. اطاح الانقلابيون بالرئيس السوداني جعفر نميري. واتهم الانقلابيون بانهم يساريون، وان النظام العراقي كان وراء الانقلاب. وقد كتبت عن هذا الانقلاب وتداعياته بشيء من التفصيل، في جريدة الزمان الصادرة يوم (28/9/2016)، وتحت عنوان: (عوض برير والهروب الى بغداد).طارق العانيوالان اعود الى الموضوع نفسه، للحديث في اتهام العراق بانه كان وراء الانقلاب. واستناداً الى ما تم تداوله من معلومات، فان اتهام العراق بذلك انطلق من معلومة مفادها ان مكتب وكالة الانباء العراقية في الخرطوم (واع) هو اول من نشر الخبر. وعندما فشل الانقلاب، كان اول قرار اتخذته السلطات السودانية غلق مكتب واع والطلب الى منتسبيه مغادرة الخرطوم خلال 24 ساعة، وفي مقدمتهم مدير المكتب الاعلامي طارق العاني.وتعود معرفتي بالاعلامي العاني الى عام 1965، انذاك جمعنا موقف التسفيرات في شرطة بغداد. كان طارق موقوفاً مقيماً في ذلك المركز، بينما امر من خلاله ذهاباً الى محكمة، او عودة منها.وعام 1974، جمعني لقاء مع الاعلامي طارق العاني. كان ذلك في بيت الاعلامي محمد جاسم الامين المطل على شارع فلسطين قرب الجامعة المستنصرية. كان الحاضرون: الامين والدبلوماسي كريم شنتاف والمحامي الصحفي صاحب حسين السماوي، والاعلامي المبعد من السودان طارق العاني وكاتب هذه الذكريات. في تلك الليلة علمت ان علاقة مصاهرة تجمع بين العاني وكريم شنتاف. حاولت الحصول على معلومة مضافة من الاعلامي طارق العاني حول ما نسب لمكتب (واع) في الخرطوم. ولم يكن ما حصلت عليه يشكل اضافة لما هو متداول. وقدرت ابتعاد الرجل عن الحديث حول هذا الموضوع.لقاء في السويدعام 1975، ربما في الاشـــهر الاخيرة من ذلك العام، كنت في زيارة عمل طباعي لفنلندا، وبالذات عاصمتها هلسنكي. هناك على تخوم القطب الشمالي تقع هذه الجمهورية الوديعة المسالمة. ابرز ما فيها: عاصمتها الجميلة وهدوؤها، وزيادة كبيرة في عدد النساء نسبة للرجال (يقال: ثلاث نساء، يقابلهن رجل واحد). زرت السفارة العراقية في هلسنكي، وكانت تشغل شقة في فندق بالعاصمة الفنلندية. ولاكثر من سبب قررت زيارة السويد، فهناك عطلة نهاية الاسبوع (يومان). كما ان السفير العراقي بالسويد الاستاذ صلاح عمر العلي، شجعني باتصال هاتفي معه، على زيارة السويد. وتعود علاقتي بالاستاذ العلي الى عام 1961 عندما كان معلماً في احدى مدارس محافظة ذي قار.الباخرة والعروسركبت باخرة من مرفاً بهلسنكي وتوجهت نحو العاصمة السويدية (ستوكهولهم). كان الوقت مساءً حين شقت الباخرة طريقاً في البحر. ومع الضياء الاول من فجر اليوم التالي، كانت الباخرة التي اقلتنا، تسلك طريقها ببطء بين جزر جميلة صغيرة. كانت عروساً تمشي بكبرياء، فيما كان الزبد الذي يكونه رفاس الباخرة، اشبه بذيل فستانها. كانت الجزر الخضر صبايا صغيرات ينحنين ترحيباً بالعروس. اما النوارس البيض فكن وصيفاتها. عند رصيف صغير في العاصمة السويدية توقفت الباخرة. عندها. عندها وجدت السفير صلاح عمر العلي بالنتظاري. استقلينا سيارته الى حيث الفندق. اقترح علي برنامج تجوال، ساعدني في تنفيذ بعض فقراته، فيما عهد للملحق الاعلامي تنفيذ الفقرات الاخرى. والمفاجأة: ان الملحق الاعلامي بالسفارة العراقية في السويد هو الاستاذ طارق العاني. صاحبني الدبلوماسي العاني في التجوال. كان عارفاً بالمتاحف والاسواق، وذواقاً في المطاعم، وله (معرفة) قد تكون (متوسطة) في حياة الليل!.ومن يومها لم اره للمرة الرابعة وتسكت شهرزاد!!.