23 ديسمبر، 2024 7:57 م

العراق والانتخابات البرلمانية القادمة

العراق والانتخابات البرلمانية القادمة

ابتدات على بركة الله قبل ايام الحملة الاعلامية لمرشحي انتخابات البرلمان العراقي القادم بمشاركة واسعة جدا لم تشهدها الانتخابات السابقة جميعا وكذلك دخول احزاب جديدة وتكتلات انضوت تحت العملية السياسية وبعدد لايستهان به ,وهذه الحملة التي نامل ان تكون مثالية وتبتعد عن اللغة الدارجة في كل الانتخابات (لغة التسقيط والتشهير)نامل ان تعرف الناس بالمشاريع الانتخابية لكل كيان ولكل فرد وان تشرح البرامج المعدة سلفا وان تبدا بحوار واقعي مع الناس لتعيد بعضا من الثقة التي بدات تختفي بين الناس من جهة والدولة من جهة اخرى نتيجة الفشل المريع الذي وقعت به السلطات الثلاث بعدم امكانية قيادة الناس الى بر الامان الاقتصادي والامني وعدم توفير الخدمات اللازمة للشعب وكما هو مطلوب ,ونامل ايضا ان يبتعد الاخوة المرشحون عن لغة الوعود المستحيلة وغير ممكنة التنفيذ وان يكونوا واقعيين بطرحهم وان يضعوا الوطن والشعب في حدقات عيونهم وان لايبخلوا باي جهد انقاذا للبلاد ,وان تتوحد الرؤى كلها وان اختلفت الامزجة والاتجاهات ان تتوحد لبناء العراق ومحاربة كل انواع الفشل السابق سواء الفساد المالي والاداري والذي حطم البلد او محاربة الارهاب واذنابه بكل انواعه وعدم فسح المجال لدول الجوار والاقليم والخليج بالتدخل بالشؤون الداخلية للعراق ,وان يكون هناك حوار بناء بين الاحزاب والكتل السياسية باكملها لتوحيد المواقف اعلاه ,وان نستفيد من التجارب العالمية الموجودة الان على الساحة الدولية مثل الولايات المتحدة الامريكية التي تتقاتل احزابها قبل الانتخابات وعندما تنتهي اللعبة تتحد الاحزاب وتعمل على تقويم عمل الدولة والرئيس لما فيه مصلحتها العليا وكذلك حال بقية التجارب في اوربا واسيا واليابان واستراليا .
ان هدفي من هذا التذكير هو التنبيه الى خطورة المرحلة وتداعيات ارباكاتها المريرة والتي عانينا منها الكثير وفقدنا اضافة الى ارواح ابناءنا واقتصادنا فقدنا الوقت لبناء العراق وتهدئة حاله وانه كلما طال الوقت والبلد على حاله من الخراب وعدم الاتفاق فان مشاكل جديدة لم تكن في الحسبان ستظهر وسنحتاج الى جهود مضاعفة اخرى لحلها اضافة الى ماسبق من مشاكل .
انا هنا ادعوا الاخوة المرشحين ان يتبعوا سياسة الخطوة خطوة وعدم القفز على الواقع وان يبدؤوا باعادة اللحمة الوطنية ماامكن وان يكون الوطن والمواطن هاجسهم الرئيسي والهدف الاعلى وان يكونوا اصحاب اخلاق ومهنية قبل الاقتتال على المال والسلطة لان الشعب مل من هذا الحال ويامل خيرا بابناءه ان يعيدوه الى سالف عهده من الخير والبركة والتقدم .
ان العمل السياسي بعامته بحاجة الى اعادة نظر وتغيير وفق معطيات المرحلة التي نعيشها وهو ان تطور العمل به تطور البلد وامن من كل شيء والا فلايمكن ان نستقر ونعيش وسط موجة من فاقدي العقل والوطنية وهم يبحثون عن قومياتهم وطوائفهم واعراقهم واديانهم وتجربتنا الحالية هي افضل درس على جميع السياسيين الاستفادة منه وعدم تركه وراءهم .
كذلك ياتي دور المواطن الناخب عليه ان يراعي في بحثه عن من ينتخبه الجانب الوطني والمهني والكفاءة والشرف فهذه المعايير هي التي يمكن لها ان تقطع الطريق على السراق والقتلة من الوصول مرة اخرى الى اعلى سدة سياسية في العراق .