23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

العراق والاستحقاق الانتخابي ومحاولات الافشال

العراق والاستحقاق الانتخابي ومحاولات الافشال

مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي التشريعي في العراق طفت على السطح معطيات ومفاعيل سياسية وامنية جديرة بالاهتمام , حيث وجدنا التنافس الانتخابي والتنوع الحركي والكياني في المسارات الجيو- سياسية في البلاد مما اعطى انطباعا مريحا بالفضاء الديمقراطي والحراك الايجابي السياسي ناهيك من التحالفات والمشاورات وحتى الانفكاك الائتلافي بات له نكهة في هذا السياق وما يمكن ان يؤول اليه من مستلزمات وتداعيات .
هذه الاجواء المفتوحة والعابرة للطائفيات تكرست في ظل الانتصارات الباهرة التي حققها العراقيون ضد تنظيم داعش الارهابي , وتحرير المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة تلك الجماعات , ناهيك عن افشال المخططات الصهيو- امريكية لتفكيك جغرافية العراق وزرع كيانات رعب وتهديد للمصير العراقي , هذه الاجواء الجديدة لم تكن موضع رضا القوى الخارجية المتربصة بالعراق والتي دابت على خلق الازمات والخلافات وانتاج داعش الارهابي لذلك وجدناها تحركت لاعطاء انطباعات مغايرة للواقع القائم من خلال تفجيرات ساحة الطيران في العاصمة بغداد , والهدف منها هو التاثير على واقع وطبيعة الشعور العراقي بالانتصار , ومحاولة الاساءة للجهات والكيانات التي صنعت النصر , بالاضافة الى محاولة تاجيل الانتخابات لاغراض ودوافع متعددة ولاتمثل مصلحة وطنية .
فما جرى في ساحة الطيرا ن لايمكن قراءتها الا في سياق وجود اعداء لاستقرار العراق او محاولة لداعش لاثبات وجودها والتذكير بجرائمها الماساوية كي لاتغيب عن الذاكرة .
بلاشك ان وجود جماعات فشلت في السياق السياسي ولم تعد ذات تاثير على الواقع الاجتماعي والسياسي للبلاد تحاول اختلاق الازمات وتشتيت النجاحات الامنية والعسكرية للعراق عبر تفعيل الحالة الدموية التي كانت جزء من عقليتها وتعاطيها مع الامور داخل العراق .
فهذه القوى التي كانت داعمة للارهاب تشعر اليوم انها ستكون الخاسر الاكير في الانتخابات الراهنة وقد لوحظ مؤخرا اصرار هذه الجماعات على عدم اقامة الانتخابات في موعدها بحجج ومبررات واهية .
كما ان التفجير في بعض جوانبه يهدف الى التقليل من مكانة القوى السياسية صاحبة الحظ الاوفر في الانتخابات بعد ان خرجت منتصرة في حربها لتطهير ماتبقى من اراض في قبضة الجماعات الارهابية ناهيك عن وجود التدخل الامريكي الذي لم يالوا جهدا في تخريب الوضع العراقي وتخريب العملية السياسية بعد فشل مشروعه التقسيمي للعراق .
من هنا نربأ بالمواطن العراقي ان يدرك حقيقة هذه الاوضاع ويدرك الجهات المتامرة عليه مقابل الجهات الحريصة على انتصاره وتخليصه من قوى الشر والعدوان التي مافتأت تكيد للعراق وان لاينجر وراء الاشاعات التي تهدف الى اضعاف الزخم الديمقراطي الاستقلالي الوطني للعراق والابتعاد عن الفوضى التي تتطلع اليها امريكا والكيان الصهيوني لاانها وراء حرائق المنطقة ووراء الازمات التي تعصف بالعالم .