23 ديسمبر، 2024 6:35 ص

العراق والاردن يعيدان صياغة معادلة تحرك عربي لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة

العراق والاردن يعيدان صياغة معادلة تحرك عربي لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة

يشكل اللقاء المهم للسيد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية مع جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الاردن في عمان أمس بداية طيبة لعمل عربي مشترك ، يتم من خلاله صياغة تحرك عربي لمواجهة الاخطار التي تحدق بالمنطقة ، ويؤكدان تضامنهما ودعمهما لمقررات قمة شرم الشيخ العربية ، التي أكدت ضرورة تشكيل قوة عربية تضع حدا للتدخلات الاجنبية في كل الارض العربية وبخاصة في اليمن والعراق وسوريا ودول اخرى، بما يبعد شبح هذه التدخلات الخارجية ان تفعل فعلها السلبي وما تنعكس عنه من آثار ضارة وخطيرة على الأمن القومي العربي.
والغريب ان يشكك الكثير من المسؤولين العراقيين بقرارات القمم العربية ومنها قمة شرم الشيخ وما صدر عنها من مقررات داعملة للعمل العربي المشترك في اخطر ظرف عصيب ينبغي على العرب ان يضعوا حدا لكل التدخلات الخارجية في الشأن العربي وبخاصة تدخلات ايران السافرة في أكثر من بلد عربي والتي تشمل العراق وسوريا واليمن ودول الخليج وحتى مصر، وابقية على القائمة .
والأخطر والاكثر غرابة ، من هذا كل هذا ،  أن السياسة الخارجية العراقية تبدو وكأنها في واد ، والعراق ومصالحه العربية ومخاطر امنه القومي في واد آخر، وهي لاتخفي ان ( تحلل ) و ( تشرعن ) التدخل الايراني وتجييش الجيوش والمرتزقة من ايران بدعوى مواجهة داعش، و( تحرم ) على العرب الدفاع عن امنهم ومصالحهم ، واذا بالعراق وهو أمام إحتلال من نوع آخر، فما ان يحاول العراق ان يخرج من احتلال داعش واذا بنا نحن العراقيين امام احتلال ايراني يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في الشأن العراقي ، وكأنما الايرانيين هم الاوصياء على مقدراتنا وهم اهل الدار ونحن ضيوفها.
والطامة الكبرى ان يصل حال نظرة كثير من القيادات العراقية ازاء مخاطر يتعرض لها بلدها الى هذا العمى من ضياع وفقدان الرؤية ولو في حدها الادنى ازاء اخطار داهمة وجيوش يحرضها الاجنبي لمقاتلة بني جلدتها ، وهي لاتخفي ولاءها للاجنبي ولا دعمه لها بكل الاسلحة الفتاكة الجهنمية لمدهم بآلة الحرب للفتك بالجسد العربي واشاعة حروب اهلية يتطاحن فيها العرب بينهم وتتقاتل القبائل ليضيع دمهم بين القبائل.
لقد اكد السيد أسامة النجيفي خلال لقائه ملك الاردن ان العراق مع قرارات القمة العربية في شرم الشيخ يدعمها بكل قواه وامكاناته ويعلن تأييده لتشكيل قوة عسكرية عربية تأخذ على عاتقها مواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف ببلاد العرب والهجمة البربرية وتحت اغطية الديمقراطية والتوجهات الطائفية لاشعال البلدان العربية بحروب طائفية ومذهبية تقود ايران احدة اخطر تلك الحلقات والكثير من العرب يتفرجون على مايجري في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية التي تأخذ العاصفة طريقها الى الاخرين ان لم ينتبهوا الى مايجري من تدخلات اجنبية سافرة تحرض على اقتتال العرب وتشعل اتون حرب لاتبقي ولا تذر وتغذيها هذه الدول بكافة مستلزمات آلة الحرب والدمار في محاولة منها لاعادة فرض هيمنها على المنطقة، لكن اللقاء العراقي الاردني الذي تمثل بقاء النجيفي والملك عبد الله الثاني شكل انطلاقة عربية واعدة لتحرك عربي يشفي غليل ملايين العرب الطامحين برؤية قادة عرب يشعرون بآمال شعوبهم ويقدرون حجم الاذى والدمار الذي سيلحق بالعرب ان لم يرتقوا الى حجم الاخطار الداهمة التي تشكل بعض دول الجوار احدى قواعدها التي تنطلق منها لاستهدف الاجيال العربية وتعريض مستقبل دولهم لمخاطر التشرذم والتفتت والانقسام بل والانضواء تحت اجندة وتوجهات لدول خارجية تريد فرض هيمنتها على مقدرات دولنا وشعوبنا تحت شعارات مخادعة مضللة، في مقابل توجهات غريبة لمسؤولين محليين يستغرب المواطن العراقي والعربي ان يصل حال هؤلاء الى هذه الدرجة من ضياع الهوية الوطنية والقومية ، وكأنما كل من ينتصر للعرب هو متآمر ولا يتوافق مع رغبات البعض من نصبوا انفسهم ساسة على بلدهم وهم يعلنون صراحة وعلى الملأ انهم يوالون سياسات دول جوار اخرى، بدعوى الانتماء المذهبي والطائفي وبلدانهم يتم سحق هوياتها ويجري اختطاف حكوماتهم وتغيير معالم حكمهم وانظمتهم، من خلال قيادات تدعي انها تمثل العراق وتدافع عنه وهي في قرارة نفسها تدافع عن سياسات دول اخرى وليس مصالح بلدها او شعبها، ما يؤكد ان مسارات البعض نحو التحلل من اي التزام عربي يعني انسياق البعض للارتماء في احضان دول وكيانات هي غريبة عنا ولا تضمر لنا الا الشر والعدوان والتآمر وتستبيح ارضنا ودولنا وشعوبنا لتلحقها بامبرطورياتهم وما يحلمون الوصول اليه من هيمنة  على مقدرات العرب والحط من اقدارهم.
هذه خلاصة بسيطة لأمل عربي جديد يحمل رايته السيد اسامة النجيفي مؤكدا عروبة العراق وانتمائه الى حظيرته العربية ودعمه ومساندته لاية قوة عربية يجري تشكيلها لمواجهة الاخطار الداهمة التي تهدد مستقبل شعوبنا ونظامنا السياسي العربي، وبأيد عربية وموالاة الطوائف والمذاهب للأسف الشديد، وتناسي البعض من مسؤولينا كما يبدو ، ان العراق اولا وأخيرا ، هو بلد عربي ويتشرف بالانتماء الى العروبة ، وهو احد قلاعها المهمة التي ينتظر منها ابناء العرب ان يستعيد فيها العراق دوره الحضاري لينطلق الى حيث قمم المجد، وتاريخ العراق على مر العهود هو على هذه الشاكلة من المسؤولية الاخلاقية والشعور بأن الانتماء لأمة العرب هو شرف ما بعده شرف، وهو ما ينتظره ملايين العراقيين في رؤية بلدهم وقد أعاد الاعتبار لأمة العرب مرة أخرى..