19 ديسمبر، 2024 4:50 ص

العراق واقتصاد النمل

العراق واقتصاد النمل

النملة يصنفها بني البشر على انها كائن استهلاكي او يعتمد نظام اقتصادي استهلاكي فهو يستغل فصل الصيف لجمع ( الغلة ) اي ما يحتاجه من غذاء ليقتات عليه في الشتاء وهو الفصل الذي يغلق فيه ابواب مستعمراته التي ينشئها تحت الارض خوفا من البرد الذي لا يقوى على مقاومته ومن ثم يخرج في الصيف ليجمع الغذاء مرة اخرى ويخزنه للشتاء في دورة اقتصادية مفرغة لا جدوى منها بالنسبة للبشر الذي يبحث عن التطور والتنمية وزيادة راس المال والمخزون الاحتياطي وتوفير فرص العمل وتحديد هوية الدولة وهو ما تعاني منه الدولة العراقية في دورتها الاقتصادية حيث انها تشبه اقتصاد النمل من حيث الالية والتطبيق فالعراق يبيع النفط لمدة عام كامل ويوزعه موازنات تشغيلية ورواتب بطريقة غير منتجة يعيد استنساخها كل عام دون ان يشهد تطور او تنمية او ايجاد فرص عمل او ان يزيد من احتياطيه النقدي وقد اكون متشائما جدا لكن ابقى واقعي اذا قلت ان اقتصاد النمل اكثر قوة من الاقتصاد العراقي لسببين رئيسين .
الاول ان ما يجمعه النمل في الصيف لا يخضع للعرض والطلب او انخفاض وارتفاع في الاسعار مثل النفط وانما هي مجرد نفايات وبقايا طعام وحشرات ميته وغيرها لاتحتاج الى واردات او مخرجات بقدر ما تحتاج الى فرق استطلاع نشيطة .
اما الثاني فان استمرار نجاح اقتصاد النمل رغم تكرار عملياته يعزى إلى مؤسساتهم الاجتماعية وقدرتها على تعديل الموائل، والاستفادة من الموارد، والدفاع عن أنفسهم. كما ان النمل مجتمع التخصص يقسم العمل بين الأفراد، ويتميز أيضا بالاتصال بين الأفراد، والقدرة على حل المشاكل المعقدة.
وبالعكس منه فان اقتصاد العراق خاضع الى رحمة سعر النفط حيث شاهدنا ما سببه انخفاض الاسعار وانعكاساته على الحياة الاقتصادية للمواطن نتيجة للموازنة التقشفية التي اقرها البرلمان بداية هذا العام كما ان العراق يشهد مجتمعه تفككا خطيرا لم يشهده عبر التاريخ ويتصارع سياسيوه على السلطة ومنابع الطاقة ويديره اشخاص غير متخصصين وضعوا الدولة على حافة الهاوية اما مشاكله ان كانت بسيطة او معقدة فانها مازالت عالقة منذ اكثر من عقد من الزمان على العكس من النمل الذي يحل اعقد المشاكل ببساطة .
ولو قارنا بين النمل الذب بعيش في المانيا التي يخاطر العراقيون بحياتهم من اجل الوصول اليها طلبا للجوء بالنمل الذي يعيش في العراق ,نجد ان النمل العراقي اقتصاده اكثر انتعاشا ولو كان لنمل المانيا القدرة على الهجرة وطلب اللجوء لتوجه الى العراق لاسباب عديدة منها ,ان فصل الصيف في المانيا اقل من شهرين في حين ان صيف العراق يفوق السبعة اشهر وهذا يوفر فرصة لنمل العراق ان يجمع اكبر كمية من مواد التموين وهو ما لا يتوفر لنمل المانيا , كما ان العراق دولة تقل فيها الخدمات البلدية والصحية الامر الذي يجعله بيئة عيش صالحة للنمل

أحدث المقالات

أحدث المقالات