مهما كانت قوة الدولة و حجم نفوذها في العالم إلا ان الدبلوماسية كانت و لا تزال سلاحا لا يمكن الاستغناء عنه و لا يمكن استبدالها بأي حال من الاحوال بالقوة العسكرية فحتى اوقات الحروب الطاحنة تستمر المفاوضات و يكثف الدبلوماسيون جهودهم للخروج من ازمة الحرب التي لا يمكن ان تخرج منها بلدانهم منتصرة حتى لو خسر العدو الحرب ; و رغم قدم الدبلوماسية إلا انها في تطورا مستمر و ازدادت اساليبها التي يعتمد عليها في كسب الود و التعاطف الدولي لقضايا الدول المختلفة و اصبحت قوة الدولة تقاس بما تملكه من دبلوماسيين و مدى براعتهم و خلفياتهم الاكاديمية و العملية اضافة لما لديها من اصدقاء و حلفاء ثم معرفة قدراتها العسكرية و حجم سلاحها الذي يملئ ترسانتها العسكرية.
و العراق كدولة لها تأريخا سياسيا طويلا تخلله احداثا سياسية ما كانت لتحدث لو تم التعامل معها على اساسا دبلوماسيا متقن فالعمل السياسي و الدبلوماسي بشكلاٍ خاص اساسه المرونة و القدرة على المراوغة للحصول على ما يطمح اليه المفاوض و ربما تكون اخطاء الانظمة التي حكمت العراق في الماضي سببها ايدلوجية النظام نفسه و طبيعة الفكر الذي يحمله قادته الذي يدفعهم الى استخدام الوسائل التي تؤمن بقائهم و انظمتهم و احزابهم على رأس السلطة و اعتبار الحصول على حلفاء و اصدقاء من دول المنطقة و العالم امرا ثانويا طالما انظمتهم ليست في خطر بل ربما يكون سبب عزلة بعض الانظمة التي حكمت العراق هو الاعتقاد ان دول العالم تحاول اسقاطها.
و لم يختلف الامر مع من حكموا العراق بعد العام 2003 فعلى الرغم من مباركة الولايات المتحدة الامريكية لهم و على الرغم من مقتهم الشديد للنظام السابق لارتكابه حروبا عبثية مع دول المنطقة و افتعاله الازمات إلا انهم اعادوا استنساخ تجربته في سوء العلاقات الدوليه على عكس ما كان متوقع من انفتاح لاسيما بعد تغير العقليه التي باتت تحكم العراق اضافة الى التطور العالمي في العلاقات الدولية دون ان نغفل حاجة العراق الملحة للحصول على حلفاء يعتمد عليهم لضمان عودة العراق الى الحياة الدولية.
فالعراق و على المستوى الاقليمي فشل في بناء علاقات دبلوماسية مع الدول العربية و مواقفه الدولية كانت في اغلب الاحيان تبنى على اسسا لا علاقة لها بالدولة العراقية و موقفه من الازمة السورية واضحا رغم انتفاء مصلحة العراق من هذا الموقف اضافة الى عدم استفادة العراق من الخلافات التي حدثت بين الدول العربية نفسها فعلى سبيل المثال اتهامات العراق لقطر بدعم و تمويل الارهاب لم يرافقها تقارب سياسي قوي مع مصر التي تشاركه في اتهاماته لقطر و لم يستغل ايضا حجم العداء المصري لتركيا التي احتلت جزءا من الاراضي العراقية في الفترة الماضية.
اما على المستوى الدولي فعلاقات العراق الدبلوماسية لم تكن مخيبة للامال فقط بل صادمة و ازمة داعش كفيلة بإثبات ذلك فحكومة العراق تستجدي التعاطف الدولي سواء لكسب التأييد او للحصول على السلاح فعلى الرغم من موقفها المؤيد للنظام السوري إلا انها لم تتخذ منه مثالا فصمود النظام السوري لما يقارب الخمسة الاعوام كان بفضل حلفائه اللذين استخدموا شتى الوسائل للحفاظ عليه الامر الذي لم تفعله حكومة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية التي لها مصالح مع العراق تفوق مصالحه معها بل لم يستغل الصراع الروسي الامريكي في المنطقة للحصول على ما يريده و اكتفى بموقف حيادي لا نفع فيه رغم ان العراق يمر اضافة الى داعش بأزمة اقتصادية خانقة.
ان استمرار جمود العلاقات الدبلوماسية العراقية تعني استمرار ازماته سواء على الصعيد الدولي او حتى الداخلي فدول المنطقة و القوى العظمى تتلاعب بالشؤون السياسية الداخلية للتأثير على من يحكم العراق بما يتناسب مع مصالحها فالنفوذ هو ما يسير دول العالم و رحلة البحث عنه تتطلب الدخول في تحالفات قوية تبنى على اساس التعاون لا الخضوع و الاهم هو المصلحة العليا للدولة لا الطائفة او النظام الذي يحكم الامر الذي لم يستطع سياسي العراق الجدد فهمه .
العراق وازمة العلاقات الدبلوماسية
مهما كانت قوة الدولة و حجم نفوذها في العالم إلا ان الدبلوماسية كانت و لا تزال سلاحا لا يمكن الاستغناء عنه و لا يمكن استبدالها بأي حال من الاحوال بالقوة العسكرية فحتى اوقات الحروب الطاحنة تستمر المفاوضات و يكثف الدبلوماسيون جهودهم للخروج من ازمة الحرب التي لا يمكن ان تخرج منها بلدانهم منتصرة حتى لو خسر العدو الحرب ; و رغم قدم الدبلوماسية إلا انها في تطورا مستمر و ازدادت اساليبها التي يعتمد عليها في كسب الود و التعاطف الدولي لقضايا الدول المختلفة و اصبحت قوة الدولة تقاس بما تملكه من دبلوماسيين و مدى براعتهم و خلفياتهم الاكاديمية و العملية اضافة لما لديها من اصدقاء و حلفاء ثم معرفة قدراتها العسكرية و حجم سلاحها الذي يملئ ترسانتها العسكرية.
و العراق كدولة لها تأريخا سياسيا طويلا تخلله احداثا سياسية ما كانت لتحدث لو تم التعامل معها على اساسا دبلوماسيا متقن فالعمل السياسي و الدبلوماسي بشكلاٍ خاص اساسه المرونة و القدرة على المراوغة للحصول على ما يطمح اليه المفاوض و ربما تكون اخطاء الانظمة التي حكمت العراق في الماضي سببها ايدلوجية النظام نفسه و طبيعة الفكر الذي يحمله قادته الذي يدفعهم الى استخدام الوسائل التي تؤمن بقائهم و انظمتهم و احزابهم على رأس السلطة و اعتبار الحصول على حلفاء و اصدقاء من دول المنطقة و العالم امرا ثانويا طالما انظمتهم ليست في خطر بل ربما يكون سبب عزلة بعض الانظمة التي حكمت العراق هو الاعتقاد ان دول العالم تحاول اسقاطها.
و لم يختلف الامر مع من حكموا العراق بعد العام 2003 فعلى الرغم من مباركة الولايات المتحدة الامريكية لهم و على الرغم من مقتهم الشديد للنظام السابق لارتكابه حروبا عبثية مع دول المنطقة و افتعاله الازمات إلا انهم اعادوا استنساخ تجربته في سوء العلاقات الدوليه على عكس ما كان متوقع من انفتاح لاسيما بعد تغير العقليه التي باتت تحكم العراق اضافة الى التطور العالمي في العلاقات الدولية دون ان نغفل حاجة العراق الملحة للحصول على حلفاء يعتمد عليهم لضمان عودة العراق الى الحياة الدولية.
فالعراق و على المستوى الاقليمي فشل في بناء علاقات دبلوماسية مع الدول العربية و مواقفه الدولية كانت في اغلب الاحيان تبنى على اسسا لا علاقة لها بالدولة العراقية و موقفه من الازمة السورية واضحا رغم انتفاء مصلحة العراق من هذا الموقف اضافة الى عدم استفادة العراق من الخلافات التي حدثت بين الدول العربية نفسها فعلى سبيل المثال اتهامات العراق لقطر بدعم و تمويل الارهاب لم يرافقها تقارب سياسي قوي مع مصر التي تشاركه في اتهاماته لقطر و لم يستغل ايضا حجم العداء المصري لتركيا التي احتلت جزءا من الاراضي العراقية في الفترة الماضية.
اما على المستوى الدولي فعلاقات العراق الدبلوماسية لم تكن مخيبة للامال فقط بل صادمة و ازمة داعش كفيلة بإثبات ذلك فحكومة العراق تستجدي التعاطف الدولي سواء لكسب التأييد او للحصول على السلاح فعلى الرغم من موقفها المؤيد للنظام السوري إلا انها لم تتخذ منه مثالا فصمود النظام السوري لما يقارب الخمسة الاعوام كان بفضل حلفائه اللذين استخدموا شتى الوسائل للحفاظ عليه الامر الذي لم تفعله حكومة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية التي لها مصالح مع العراق تفوق مصالحه معها بل لم يستغل الصراع الروسي الامريكي في المنطقة للحصول على ما يريده و اكتفى بموقف حيادي لا نفع فيه رغم ان العراق يمر اضافة الى داعش بأزمة اقتصادية خانقة.
ان استمرار جمود العلاقات الدبلوماسية العراقية تعني استمرار ازماته سواء على الصعيد الدولي او حتى الداخلي فدول المنطقة و القوى العظمى تتلاعب بالشؤون السياسية الداخلية للتأثير على من يحكم العراق بما يتناسب مع مصالحها فالنفوذ هو ما يسير دول العالم و رحلة البحث عنه تتطلب الدخول في تحالفات قوية تبنى على اساس التعاون لا الخضوع و الاهم هو المصلحة العليا للدولة لا الطائفة او النظام الذي يحكم الامر الذي لم يستطع سياسي العراق الجدد فهمه .