19 ديسمبر، 2024 7:33 ص

العراق: واحد لا يقبل القسمة على إثنين

العراق: واحد لا يقبل القسمة على إثنين

تصرفات بعض السياسيين العراقيين، تحاول ان توحي للناس بأن نظام صدام أرحم من الحرية التي جاءوا بها بعد عام 2003، حيث السرقات والفساد المستشري في دوائر الدولة، والطائفية والحزبية تراها في دوائر ومؤسسات حكومية، بات يطغى عليها الطابع العشائري، بعد أن كانت مؤسسات حكومية بالفعل، قبل أن تأتينا الحرية.
هل نترحم على النظام السابق، أم نتصدى للفئوية والحزبية والمذهبية؟
أسئلة كثيرة تدور في رؤوسنا، تحتاج الى أجوبة شافية، وحلول تحتاج الى وقفة جادة من قبل جميع العراقيين بدون إستثناء، للخروج بالبلد من الهاوية التي ينزلق إليها، والتي ستقسم الى البلاد الى كانتون صغيرة يسهل السيطرة عليها من قبل دول الجوار.
من خلال النظر الى طبيعة العراق السكانية والأثنية، نجد أنه يشكل خليط من أعراق وديانات ومذاهب مختلفة، إستطاعت الحكومات السابقة أن تحافظ على وحدته، ونجحت كذلك في بناء دولة قوية عابرة للمذهبية والعرقية، ومع هذا فإننا نرى بأن النظام السابق، وقع في فخ الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، من خلال دخوله في حرب مع إيران؛ بحجة محاربة التمدد الإيراني وشعارات تصدير الثورة الإيرانية (بحسب زعم أمراء الحرب الخليجيين).
بعد إنتهاء حرب الثماني سنوات، خرج العراق مدينا بمئات المليارات من الدولارات، وإقتصاد منهار، وحوالي نصف مليون معوق حرب، وعوائل فقدت معيلها الوحيد، ومع ذلك إشتدت الحرب عليه من الدول التي دفعته للحرب مع إيران، وكانت هذه المرة حربا إقتصادية، من خلال إغراق السوق العالمية بالنفط، الأمر الذي أدى الى هبوط سعر النفط الى أقل من عشرة دولارات للبرميل الواحد، والعراق كان في أشد الحاجة الى مبالغ كثيرة لإعادة الإقتصاد العراقي، وتسديد الديون المترتبة عليه.
ومرة أخرى يسقط النظام فيا ن فخ الكويت، ليخرج منها صاغرا، ويفرض عليه حصارا أكل الأخضر واليابس في العراق، وما نتج عنه من سقوط للنظام في نيسان 2003، ومجيء شخصيات كانت تبشر بالحرية والديمقراطية، وحتى هذه الشخصيات بدأ نجمها بالأفول، بدءا من عدنان الباججي وليس إنتهاءا بالدكتور أياد علاوي.
والأن ماذا بعد؟ هل نحن سائرون الى تقسيم البلد الى ثلاث دول، سنية وشيعية وكوردية، وهل تبقى هذه الدول ضمن الحدود التي سترسم لها؟ وكيف سيتم التعامل مع الكورد في الدولة الشيعية، والسني في الدولة الكوردية، والشيعي في الدولة السنية.
هذا المخطط لو قيض له النجاح، ترى هل ستبقى دول قائمة الأن على حالها، خاصة إذا ما علمنا أن تركيبتها الأثنية تشبه كثيرا تركيبة الجسد العراقي، بملاحظة أن الثروة النفطية المحركة لإقتصاد هذه الدول يقع في الجانب الأخر، الذي تختلف معه مذهبيا.
إن قوة العراق بأبناءه الغيارى، وبالمرجعية الدينية الرشيدة، التي ما فتئت تنادي بعراق واحد من شماله الى جنوبه، يتعايش فيه جميع العراقيين بعربهم وكوردهم، سنتهم وشيعتهم، مسلمون ومن بقية الأديان بوئام، وينبذون سياسة الإقصاء التي تمارسها بعض الكتل اليوم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات