إنجاز اخر وجديد يضاف للماكنة الحكومية العراقية وسياسته الخارجية في فترة قصيرة متمثلة بدعوة المستشارة الألمانية ميركل لرئيس الوزراء السيد حيدر العبادي لحضور مؤتمر السبع الكبار في ميونخ بعد رئاسته لمؤتمر مكافحة الاٍرهاب في باريس، حيث يعد لقاء G7 لقاءً دولياً يظم دولاً كبرى اقتصادياً وسياسياً، وهي إشارة واضحة من المجتمع الدولي بأن العراق يتصدر الاولويات الدولية، وهنا لابد من الإشارة لنقاط عدة، عطفاً على معطيات ونتائج هذا التجمع الدولي:
١- المجتمع الدولي يعي خطورة الحرب التي يخوضها العراق نيابة عنه ضد مجاميع داعش الإرهابية الا ان مصالح بعض الدول وسياساتها لاسيما قطبي النزاع الأزلي تحول دون إيجاد حل عاجل لهذه الحرب.
٢- ان مشاركة العراق في مؤتمر الدول الصناعية المسؤولة عن 85% من الدخل العالمي يعتبر اقراراً منها بالتضامن معه ، سيما وانه – وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الان – لا يزال محط اهتمام الدول الصناعية الكبرى لما يمتلكه من ثروات وموارد بشرية لم توظف بالشكل الصحيح.
٣- في تصريح للرئيس الامريكي باراك اوباما على هامش المؤتمر، ذكر” ان امريكا لا تمتلك ستراتيجية محددة لمحاربة داعش في العراق” وهنا أتمنى ان تأخذ الادارة الامريكية بنظر الاعتبار ضرورة الإيفاء بتسليم العراق الأسلحة والمعدات التي تم التعاقد عليها إبان الحكومة السابقة، وإيقاف الدعم المالي المقدم من بعض الجهات لعصابات داعش ومصادر تمويل وتسلل المقاتلين او سفرهم لغرض الالتحاق بمجاميع القتل والتكفير اضافة الى فرض عقوبات رادعة بمن يسوق لنفط وآثار داعش المنهوبة من ارض العراق، وكل اْبواق داعش الإعلامية محلياً ودولياً وليدع مهمة طرد داعش من العراق لابناء العراق الغيارى من الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر الوطنية الأصيلة، وهنا سيكون واضحاً لرئيس الادارة الامريكية ستراتيجية بلاده في القضاء على داعش.
٤- للاسف وكالعادة لم تكن التغطية الإعلامية لحضور العراق مؤتمر السبع الكبار بالمستوى المطلوب محلياً وذلك لسببين الاول: انشغال بعض القنوات الوطنية بتوثيق انتصارات جيشنا الباسل وقوات الحشد الشعبي البطلة ، الا ان اي انتصار عراقي على مستوى السياسة الخارجية لابد ان يضاف الى انتصارات قواتنا البطلة في سوح الوغى ولابد ان يأخذ صدىً أوسع محلياً بل وتسويقه دولياً وبشكل يدعم جهود العراق في محاربة داعش وابراز وجه العراق الدبلوماسي بالمستوى الذي يليق به، لذا فالحكومة العراقية مطالبة بإيلاء أهمية قصوى لدور الاعلام العراقي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العراق الحديث، اما السبب الثاني: هو محاولة بعض وسائل الاعلام المعروفة بتوجهاتها اللا وطنية تجاهل هذا الحدث المهم والتركيز على توافه الامور والتي لا ترتقي لمستوى الحديث عنها.
٤- ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية والبعثات الدولية العاملة في العراق وتكثيف الجهد التنفيذي والتشريعي متمثلاً بوزارة الخارجية العراقية ولجنة العلاقات الخارجية البرلمانية لغرض تأكيد الموقف العراقي واهدافه الرامية الى بناء عراق موحد تتساوى فيه الحقوق والواجبات دون إقصاء او تهميش او مصادرة لحقوق مواطنيه سيما وان العراق ماض في اجراء إصلاحات سياسية واقتصادية ، كما وانه جاد في ان يلعب دوراً إيجابياً في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، اضافة الى سعي العراق وجهوده الحثيثة للانفتاح على دول العالم والمنطقة وبناء علاقات متوازنة مع الجميع.
٥- ضرورة استثمار اي إنجاز او نجاح مهما كان حجمه لدعم مصالح العراق لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، الامر الذي يلقي مسؤولية كبيرة على كاهل المتصدين لملف علاقات العراق الخارجية.
وأخيراً نحن على ثقة بعودة العراق ليكون رقماً مؤثراً في معادلة التوازن الدولي والاقليمي اذاما تظافرت جهود ساسته وصناع قراره بعيداً عن المناكفات والصراعات واختلاق الأزمات التي لم تضفي على العراق الا مزيداً من الانتكاسات والإخفاقات والتدخلات في الشأن العراقي الداخلي مما يضر في نهاية المطاف بمصالح العراق وحق شعبه في تحقيق الرفاهية والعيش بسلام وأمان .