19 ديسمبر، 2024 1:16 ص

العراق وإيران وخليج الخنازير الفاسدة

العراق وإيران وخليج الخنازير الفاسدة

كان أبُ يُسر حيدر العبادي ابن طبيب أعصاب وابن امرأة تأكل القدّيد في بغداد، يلثغ الرّاء في العُسر ويبيع الكُبَّة في لندن، ومعه طبيب الأعصاب مُوفق الرُّبيعي يُتأتىء وثالث الدُّعاة الحمله دار الكربلائيّ الطَّبيب الإشيگر الجَّعفري يتنطَّع بـ Confucianism، في 24 تشرين الثاني 1992م، الذكرى 40 لتولّي مليكتهم Elizabeth II العرش، يصيخون السَّمع لخطاب عام الأحزان:

«أربعونَ عاماً، إنه لوقتٌ طويل!.. لقد كان هذا العام عام النوازل»، أعربت ببثِّ حَزنها وبجرها باللُّغة اللّاتينيَّة، شدَّدت الملكة اليصابات على المصابات. فقد تم طلاق الأميرة آن، وانفصال دوق ودوقة يورك، واشتدَّت حملة النقد ضدّ «تعالي» صاحبة التاج. ثم نازلة أُخرى: قبل أربعة أيّام مِن الذكرى، شبَّت النار في قصر وندسور، وراحت تلتهم الآثار العظيمة والذكريات التي لا تتكرر. وما ضاعف سوء الكارثة إعلان الحكومة أنها لن تتحمل تكلفة التصليحات، بل يجب أن تُدفع من حساب الملكة الخاص. قالت الملكة: «1992م سنة لن أنظر إليها بسرور. فقد كانت كما قالَ أحد المُتعاطفين، سنة النوازل. وأعتقد أنني لستُ الوحيدة الَّتي تقول ذلك، فقلائل هم الناس، وقليلة هي المُؤسَّسات التي لم يضربها الاضطراب والقلق العالمي في الأشهر الماضية». ناحت وباحت فاستراحت الملكة مِن قسوة المُعلقين ببثها: «أعتقد أن التاريخ سوف يكون أكثر اعتدالاً في حُكمه مِن بعض المُعلقين»! ورحبت بالنقد شرط أن «يكون لطيفاً وخفيف ظل ومتفهماً».

الحَزن الحَقّ البنفسجيّ العميق، في أرض السَّواد، والجَّور في بلاد «النِّفط والخُمس والزَّكاة» لا يدوم والكُفر في بلاده يدوم. فسادٌ فاحشٌ وثراءُ الدَّولة العميقة بريع النِّفط وامبراطوريَّة الخُمس والزَّكاة، وغياب التكافل الاجتماعي وثرثرة أسلمة بائِسة على ضفاف الخليج، على النحو الفاقع الفاضح في الرّابط الأسفل.

حلفُ الفضول تبناهُ الإسلام مِن الجّاهليَّة وغيَّبهُ رجال الدِّين، وكرَّسوا شَعائره مع خلافاتهم الطّائِفيَّة لمُشاغلة مُستغليهم، وأسقطوا ضلال ومساقط ظلال حُمولة تناقضات جاهليَّتهم على أوطانٍ كريمة تبنَّت وآوت مُسلميهم، يعرفها وجههم الصَّفيق: سفاراتهم.

محلات مصارف (بنوگ الغذاء والدَّواء) بالمجان، نوعان مِن المواد الغذائيَّة مطهيَّة وجاهزة واُخرى مواد عينيَّة طازجة كاللُّحوم والرُّز والفواكه والخضروات يستحصلها رعايا سفارات الفساد والجَّور الفاحش والفقر الكافر، دون الحاجة لإثبات الشَّخصيَّة ويطلبوا كميَّة مايشاؤن، توضع لهم بأوانٍ او اكياس مناسبة بالمجان، في اميركا وفي الكنائس الَّتي تحتوي على زاويه فيها شجرة يتخذها رعايا سفارات بلاد النِّفط والخُمس والزَّكاة وأصنام الفساد، لسدّ عوزهم؛ لأنَّ الحاجة اُمّ الخطيئة والاختراع، هذه الشَّجرة حجاب يحفظ كرامة حرّ وجه الحُرَّة المُسلمة كي لا تأكل العراقيَّة بثدييها، ومَن يُمعن النَّظرَ في هذي الشَّجرة لا يرى غابة المُحتاجين للالبسة لهم ولعوائلهم، يكتبون على ورقة اسم اللّباس ورقم مقاسه وجنس المُحتاج واللَّون المُفضل فيأتي اشخاصٌ افاضل ويأخذ كُل مِنهم عدداً مِن تلكُم الاوراق ويذهب للمتاجر ويشتريها، وإذا لم يستطع يضع مبلغ كلفته بمظروف ويأخذ الملابس لبيت المُحتاج جار سفير الجَّعفري المُغترب سابقاً، مُهشم الثريد هِشام العلوي. حماية الطَّبقات الشَّعبية بفضل تدخل الدَّولة وبواسطة السّياسة الضَّريبيَّة الصّارمة. هذا اُنموذجٌ حيّ فضلاً عن قوانين بسمارك الثلاثة في حماية العُمّال (قانون التأمين الصّحي لعام 1883م وقانون التأمين مِن الحوادث لعام 1884م وقانون الشَّيخوخة لعام 1889م) تمَّ تطبيقه

«واقتدى به صدّام في العراق ببطاقة التموين والحماية الاجتماعيَّة»

، وحتى اليوم: بَدءً بأوَّل أقطار الاتحاد الاُورُبي شرقاً فنلندا، النرويج، السّويد، ألمانيا، الدّانمارك، هولندا (لاهاي سعادة السَّفير اللّاهي مُهمّش ابن جلدتِه)، لوكسمبورغ، بلجيكا، فرنسا، وبدرجة اقل قليلاً في بريطانيا، اسبانيا، البرتغال وايطاليا، كندا. أقطار الأرض هذه وراء أعالي البحار يلجأ إليها الملايين مِن الفقراء والمُضطرّين الملهوفين والمحرومين مِن دول جَنوب وشرقي اُورُربا وآسيا وإفريقيا, ليجدوا العمل والحياة والرّعاية الصّحيَّة المجانيَّة والتعليم المُتقدم والحياة الكريمة للأنسان الصَّريخ بنفسٍ حُرَّةٍ تجأر حَرّى، بغُربتِه المُستطيلة المُستطيرة:

-“ اُفٍّ وتُفٍّ يا سعادة السَّفيه اللّاهي! ”:
http://asrarmedia.com/مفتي-عام-المملكة-الوهابية-السعودية-يه/