لم تعد مسألة تفتت القيادة والتوجيه في العراق بخاف على أحد بما في ذلك العدو الإسرائيلي ، والملفت للنظر ان الكل يعلم ان المعركة مع إسرائيل تختلف تماما عن كل المعارك التي خاضها العراق منذ ولادة دولته ، والكل يعمل على ان يلبس شارة القادة والكل يحمل شارة الأركان الحربية ، والكل ترى انها الاصوب في القيادة والسوق العسكري ، والكل يغفل انها ليست معركة طائرات مسيرة وهي باتت موضة المتحاربين الهواة ، انها معركة إعلام ودحر الخصوم على الفضائيات وقد نجح العدو في قسمة ما كان لا يمكن ان ينقسم.
ان تعدد مراكز القرار يعني تعدد مراكز القيادة ، والقيادة في كل دول العالم حتى المتخلف منها بيد واحدة ، تؤشر وتأمر ويتم التنفيذ ، الا في عراق اليوم اذ تظهر الى جانب القائد العام قيادات منافسة لا فقط بالتصريح ، وأنما بالتلويح ، وكلها تعلم انها في حالة حرب مع دول مغرمة بالحروب، وقبلها مع منظمات سلفية مجربة الحروب منذ معارك أفغانستان التي صنعها الامريكويون واوجدوا القاعدة وجاءوا ببناتها لتوزع في اليمن والعراق وسوريا والساحل الشمالي لافريقيا وصولا الى نايجريا على يد منظمة بكو-حرام.، واليوم وذيول داعش تتراءى لنا في كل مكان ، تحولت المعارك الى معارك طائرات مسييرة يخوضها المحترف والهاوي ، ولكن المعركة الفاصلة تتم على يد جيوش جديدة مبتكرة ، سلاحها طائرات غير مرئية ، طائرات الشيطان ، او الشبح، والاستعداد لها ومقاومتها يتطلب وحدة التوجه ، ووحدة التوجيه ، ووحدة القيادة ، ووحدة الإدارة ،ووحدة الدولة ، وان التمرد الفردي العاطفي ما هو الا انتحار فردي نرجسي ، وعالم اليوم لا يقوم على الانتحار بل الأعداد والاحتساب والتعبئة وإبعاد المدن عن الساحات لانها المعين للمقاتل ابان الحروب ، وأنها المشافي للجرحى المقاتلين . عليه فإن المعارك لا تحسم إلا بالعلوم العسكرية ، والتضحية والايثار لوحدهما لا تقررا الانتصار…