المقدمة

قبل الإسلام كانت أغنى وأبرز بلدة في الإمبراطورية الفارسية الساسانية هي قطسيفون( المدائن أو سلمان باك)، }وهي بلدة عراقية تقع في جنوب شرق بغداد وليس في بلاد فارس }سلمان باك بلدة عراقية جنوب بغداد دمجت حالياً مع مدينة المدائن. وأصلها مدينة قطيسفون التي بناها الإغريق قبل الميلاد وورثها الفرس، والتي استمرت كمركز رئيسي للبلاد حتى حلت محلها بغداد في القرن الثامن  الميلادي .. سميت على اسم الصحابي الجليل سلمان الفارسي المدفون فيها{.. وقد كانت لغة العلم والأدب هي اللغة السريانية واليونانية وليست الفارسية.

بالطبع لا اتكلم هنا عن الدين , فدين الدولة هو الإسلام وليست الزرادشتية او المجوسية لذا لم تحافظ على دين الإمبراطورية الفارسية.

الخط المستعمل في كتابة اللغة هو خط عربي يكفي ان علم ايران تتوسطه كلمة ؟ “الله “ بالغة العربية والحرف العربي ( وان كان يقال ان الشعار المرسوم في العلم الايراني هو سيخي ) كما ان الخط الأبيض الذي يتوسط العلم الإيراني يعلوه والى اسفل منه خط عربي ( الله اكبر) و40 بالمائة من مفردات اللغة الفارسية هي عربية المنشأ.

اغلب الأسماء في المجتمع الإيراني اسماء عربية ( محمد وعلى واكبر واصغر وسيد وفاطمة وزهراء… الخ) ... فأين يكمن العداء والكراهية لأيــــــــــــــــــــــــــران ؟.

أولا : أين تكمن قوة أيران اليوم ؟

طوال القرون السابقة، كانت الدول المسيحية – الأوروبية تتدخل في أمور الطوائف المسيحية الأخرى ضِمن الأراضي العثمانية,  إذ أعرب الاتحاد الروسي حمايته للأرثدوكس , وكذلك فعلت  الجمهورية الفرنسية  الشيء ذاته مع الكاثوليك..  وبدافع قلة عدد البروتستانت في الشرق الأدنى ، أصدرت المملكة المتحدة توسيع حمايتها لتشتمل  اليهود ايضاً.
وما زالت الاتحاد الروسي حتى اليوم  يمثل دور الحامي للأقليات المسيحية في  سورية ويظهر أنها وسعت الدفاع لتشتمل على الكاثوليك والعلويين.

 وايضا تعمل فرنسا على تدعيم علاقتها مع مسيحيي الشرق,
تلك الدول – روسيا، فرنسا , والمملكة المتحدة –ليس لها أي وجود في الدين القبطي)  إلا أنها أوجدت كبرى أماكن تحصن الأقباط  نتيجة لـ قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية.

بنفس الكيفية التي تجسد فيها دولة روسيا موطن الأقباط الأرثوذكس وفرنسا للمسيحيين الكاثوليك.
ذلك الشأن ينطبق على إيران على الرغم من أنها تحوي معها أفكار دينية – مذهبية  للشيعة, على الرغم من أن أبرز المزارات الشيعية حاضرة في جمهورية دولة العراق والمملكة العربية السعودية.

لكن إيران هي أضخم وأقوى جمهورية شيعية والأكثر تأثيراً أثناء الخمسة قرون الفائتة,  فمنذ وصول الصفويين إلى الحكم أنتهج حكام إيران سياسة تؤيد المذهب الشيعي الذي أعلنوه مذهباً بشكل رسميً للبلد,  وفرضت الحكومات الإيرانية المتعاقبة هيمنتها على الطوائف الشيعية التي تسكن أسفل حكم العثمانيين في العراق ولبنان وصولاً الى سوريا واليمن الجنوبي.

واليوم تكمن قوة أيران في مساحتها الكبيرة (1,64مليون كم مربع) وعدد سكانها الكبير نسبياً (85 مليون نسمة).. إلى جانب مواردها الطبيعية الكبيرة وموقعها الاستراتيجي , فالنظام الإيراني “الجمهورية الإسلامية” طموح جداً , وأستثمر موارده لتطوير قوته العسكرية , وممارسة النفوذ على العديد من الدول المجاورة مستغلاً الأزمات التي عصفت بالمنطقة.

إيران أيضاً دولة قديمة، فقد كانت إمبراطورية خلال الخمس قرون الماضية، في وقت كانت معظم دول الشرق الأوسط الحالية غير موجودة باستثناء الدولة العثمانية (تركيا).

ثالثاً : وهل لديها صواريخ نووية ؟

إيران لديها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، لكن ما إذا كانت إيران نفسها تمتلك سلاحاً نووياً أم لا فهو أمر غامض, فرغم التصريحات الصاخبة من المخابرات الامريكية والأوروبية والإسرائيلية إلا أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال غامضاً إلى حداً كبير.

هناك من يعتقد أن إيران حصلت على رؤوس نووية في وقت ما سنة 1992 وفقاً لتقرير لصحيفة جيروزاليم بوست سنة 1998.

ويُّعتقد أن إيران قد حصلت على عدة رؤوس نووية من جمهورية سوفيتية سابقة في أوائل تسعينيات القرن الماضي ، كما أكد الخبراء الروس ، وفقا لوثائق الحكومة الإيرانية التي تم نقلها إلى إسرائيل وحصلت عليها صحيفة جيروزاليم بوست.

الوثائق التي تتم دراستها في إسرائيل، اعتبرها خبراء الكونجرس الأمريكي أصلية وتحتوي على مراسلات بين الحكومة الإيرانية ومسؤولين وقادة في الحرس الثوري الإيراني يناقشون جهود ايران الناجحة للحصول على رؤوس نووية من جمهوريات الاتحاد السوفييتيالمنحلة .

وقال مصدر إسرائيلي كبير: “في هذه المرحلة، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين ما إذا كانت هذه الوثائق حقيقية، لكنها تبدو حقيقية بفظاعة”. وقال مستشار للحكومة الامريكية انه متأكد من صحة المستندات وقال: “إنها حقيقية وقد امتلكناها منذ سنوات”.

ويبدو أن الوثائق تدعم التقارير منذ عام /1992 عن تلقي إيران اليورانيوم المخصب وما يصل إلى أربعة رؤوس نووية من جمهورية كازاخستان بمساعدة من روسيا.

منذ سنوات طويلة يشارك علماء إيرانيون في اختبارات نووية تقوم بها كوريا الشمالية، ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن كوريا الشمالية ربما أجرت اختبارات للبرنامج الإيراني على أراضيها أذ تريد طهران الحفاظ على سرية برنامجها النووي قدر الإمكان.

ويعتقد رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، (جيمس ولزي ) في تقرير له عام/ 2021 أن إيران تملك سلاحاً نووياً.

نحن نقدر، من خلال تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومصادر أخرى، أن إيران ربما تمتلك بالفعل أسلحة نووية.

قبل عام/ 2003، كانت إيران تقوم بتصنيع مكونات الأسلحة النووية، مثل صواعق أسلاك الجسر وبادئ النيوترونات، وإجراء تجارب تفجيرية غير انشطارية لجهاز نووي متفجر داخليًا، والعمل على تصميم رأس حربي نووي لصاروخ شهاب-3 .

ويعتقد وزلي أن إيران أبقت مشروعها سرياً لأنها محاطة بدول موالية لأمريكا على عكس كوريا الشمالية التي تحظى بحماية قوتين نوويتين معاديتين لأمريكا وهما الصين وروسيا.

ولماذا لا تقدر امريكا على احتلال أيران كما فعلت مع العراق عام/ 2003؟. نعم الولايات المتحدة قادرة على احتلال إيران إلا أن الخسائر ستصل حتى أعالي جبال زاكروس ! .

رابعاً : موقفهم من القضية الفلسطينية

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله (علي خامنئي) ناشد بلاداً إسلامية ترتبط بعلاقات سياسية مع إسرائيل أن تقطع هذه العلاقات ولو “لفترة محدودة” على الأقل , جاء ذلك بعد أسابيع من دعوته لفرض حظر على إيصال النفط والأغذية لإسرائيل من البلاد الإسلامية.

وقال خامنئي “بعض الحكومات في البلاد الإسلامية استنكرت الجرائم الاحتلالية في تجمعاتها والبعض الآخر لم يفعل ذلك. وهذا غير مقبول“، قبل أن يؤكد مجددا أنه يتعين على الحكومات في البلاد الإسلامية عدم إرسال إمدادات الطاقة والسلع إلى إسرائيل.

وأضاف “على الحكومات في البلاد الإسلامية أن تقطع على الأقل علاقاتها السياسية مع كيان يهود ولو لفترة محدودة“.

وأدلى خامنئي بهذه التصريحات أثناء حضوره معرض إنجازات القوة الجو– فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، منها صاروخ فتاح2، وهو نسخة جديدة مما يقال إنه أول صاروخ إيراني فرط صوتي.

وقال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، إفرايمهاليفي بتصريح لشبكة CNN: “لم نتلق أي تحذير من أي نوع، وكانت مفاجأة تامة أن الحرب اندلعت هذا الصباح (السبت)”.

وأضاف في المقابلة التي أجراها مع وولف بليترز بـCNN: “لم يكن لدينا أدنى فكرة عما يجري”، مشيرا إلى أن “عدد الصواريخ التي أطلقوها خلال أقل من 24 ساعة يزيد عن 3000 صاروخ. وهذا أمر يفوق الخيال من وجهة نظرنا، ولم نكن نعلم أن لديهم هذه الكمية من الصواريخ، وبالتأكيد لم نتوقع أنها ستكون فعالة كما هي اليوم”.

خامساً : حلفاء أيران الاستراتيجيين

نعم أيران لديها حلفاء ونفوذ في العراق وسوريا ولبنان واليمنالجنوبي, لكن لا أحد منهم يعتمد على إيران كشريان حياة.

ففي العراق على سبيل المثال تعتمد الحكومة على دعم الأغلبية الشيعية في البلاد ولديها علاقات قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية, كما أن سقوط النظام في إيران لو حدث سيعزز من علاقات العراق مع الولايات المتحدة والدول العربية , وسيقوي من سطوة رجل الدين الشيعي البارز (مقتدى الصدر) المستقل عن طهران، ويرفع من مكانة مرجعية النجف الدينية المتمثلة بعلي السيستاني.

ربما سيخدم سقوط النظام في إيران الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد ويعزز من مكانة العراق الإقليمية تحت قيادتها.

من الممكن أن يخدم سقوط النظام في إيران مصلحة حاكم سوريا (بشار الأسد ) أذ سيساعد في عودة سوريا إلى الجامعة العربية,وتقيم دول عربية عديدة من بينها الإمارات العربية المتحدة علاقات جيدة مع دمشق , ولكن لا تزال السعودية تعارض عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

نعم رحيل إيران عن سوريا سيغير هذا الحال , وسيدفع بالرياض إلى التصالح مع دمشق كما أنه سينهي الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف المصالح الإيرانية في سوريا.

و يمكن أن يخدم سقوط نظام إيران الحوثيين في حال استخدمتهالسعودية كذريعة لإنهاء حملتها العسكرية المكلفة ضد الحوثيين والتي بدأت عام /2015 ولكن من الصعب توقع ما يمكن أن يحصل.

الحوثيين أقوى بكثير من حلفاء الرياض , لكن لا يزال هناك المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والذي يسيطر على جنوب البلاد , ويبدو أنه سيكون خصم أصعب بالنسبة للحوثيين.

1 – حماس ( اختصارا لـ حركة المقاومة الإسلامية) انبثقت من حركة الإخوان المسلمين في مصر.. حركة اسلامية سنية.. ثم انفصلت عنها عام/2017.. مؤسسها الشيخ (أحمد ياسين) الذي اغتالته اسرائيل و هو مقعد.

2 – حماس ترفض الاعتراف بإسرائيل و تؤمن بالنضال المسلح وسيلة لاسترجاع الحقوق المسلوبة.

3 – مع قيام السلطة الفلسطينية عقب محادثات السلام تسلم الفلسطينيون غزة و الضفة الغربية.. قاد عملية التفاوض حركة فتح كممثل عن الفلسطينيين أنذاك.

4 – اقيمت انتخابات تشريعية عام / 2007 فازت فيها حماس و خسرت فتح.. فتح رفضت تسليم السلطة لحماس و دعم موقفها كل دول العالم العربية و الغربية .. ادى هذا لانقسام السلطة الفلسطينية بين فتح في رام الله.. تريد الحفاظ على ( مكتسبات) اتفاقيات السلام.. و بين حماس في غزة التي ترفض الاعتراف بالاحتلال.

تقدم إيران الأسلحة وتقنيات الصواريخ لحركة حماس الفلسطينية المتمركزة في قطاع غزة والمعادية لإسرائيل, كما أن إيران هي الداعم الرئيسي لحزب الله اللبناني، الذي يعتبره العسكريون الإسرائيليون أكبر خطر على الدولة اليهودية، مع 150 ألف صاروخ تحت سيطرته.

سادساً : الاستنتاجات

الولايات المتحدة قامت بغزو العراق عام/ 2003 وأطاحت بنظام (صدام حسين 1979– 2003 ) الذي كانت علاقته سيئة جداً مع إيران, استفادت إيران من هذه الجزئية لكن لم تكن الوحيدة, الغزو الأمريكي للعراق اراح دولة الكويت التي كانت تشعر بالقلق من نظام – صدام حسين –، الذي حولها الى محافظة عراقية في 11 محرم 1411هـ /2 أغسطس/آب 1990 واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت باستيلاء القوات العراقية بالكامل عليها , كذلك مكن الأكراد في شمال العراق من توطيد حكمهم الذاتي واستقلاليتهم عن بغداد , كما حول الانهيار الأمني الذي تبع الغزو الأمريكي للعراق أرضاً مناسبة للجهاد بالنسبة للإسلاميين والمتطرفين السُنة من أمثال داعش والقاعدة, بمعنى انتفعت عدة أطراف من سقوط نظام – صدام حسين– وليس إيران فحسب .

أذن أمريكا لم تسلم العراق لإيران أو أية بلد آخر كما يتوهم البعض ,لأننا لا نتحدث عن قطعة أرض صغيرة , بل عن بلد متوسط الحجم تبلغ مساحته 435 ألف كم مربع وعدد سكانه يتجاوز الـ 40 مليون نسمة.

لقد كان ( نظام حزب البعث العربي الاشتراكي) يحكم العراق قبل عام/ 2003 بقبضة من حديد و تألفت النخب الحاكمة من بيروقراطيين وضباط عسكريين كبار معظمهم من أهل السُنة والجماعة , وعلى وجه التحديد من عائلة (صدام حسين المجيد1937– 2006) وبقية أفراد عشيرته الأقربين .

من جهة أخرى معظم سكان العراق هم من الشيعة، وأقوى الأحزاب العراقية المعارضة هما حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية من الشيعة أيضاً وبالتحديد من الإسلاميين.

بعد الغزو الأمريكي للعراق عام/ 2003، عاد هؤلاء الإسلاميين الشيعة من منفاهم في إيران وسوريا وبريطانيا وشكلوا الى جانب أحزاب أخرى — النخبة الحاكمة .

ولأن الشعب العراقي ذو أغلبية شيعية ذات ميول إسلامية، وصلت هذه الأحزاب الى الحكم عن طريق أول انتخابات حرة وشرعية في 15كانون الأول 2005, كانت إيران وهي دولة يحكمها الإسلاميين الشيعة — وبشكل غير مفاجئ أول من يعترف بنظام حكم ما بعد عام/ 2003.

بعكس الدول العربية السنية التي كانت قلقة من صعود الشيعة للحكم في العراق , بشكل عام كانت النخبة السياسية في العراق وإيران مكونة من رجال دين شيعة يعتقدون أن الحدود لا تفصل بين البلدين ويضعون الدين فوق كل شيء.

أذن قوّة إيران تكمن في مكان آخر, وبعد أن خاضت حرباً قاسية وموجعة لمدّة ثمان سنوات مع العراق في عقد الثمانينات (1980– 1988) من القرن العشرين، فقد أصبحت على معرفة تامةبالتضاريس الطبيعية والسياسية لأرض العراق، كما أصبحت قادرة على الاحتفاظ بوجود استخباراتي نشط في جنوب العراق وفي بغداد العاصمة وكردستان العراق.

وتشتمل أذرع النفوذ الإيراني على شبكة واسعة الانتشار من الفصائل المسلحة والمخبرين المدفوعين الأجر, وفيلق الحرس الثوري الإيراني , والدعاية الدينية الممّولة بواسطة الدينار العراقي الوارد من التجارة بين البلدين .

ويتمثّل الأمر الأكثر أهمية في أن إيران حاولت التأثير على العملية السياسية في العراق من خلال تقديم المساندة، وعلى الخصوص (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (SCIRI. في حين أن سجل محاربة الإرهاب الداعشي يوحي بوجود حافز إيراني راسخ للتدخل المباشر وغير المباشر في العراق , ولكن بتناغم ضئيل، وبالتالي بتأثير لا قيمة له على المجتمع العراقي, ويعود سبب ذلك إلى وجود شكّ واستياء عميق لدى العديد من العراقيين تجاه جارتهم الإسلامية التي يطلق عليها البعض من باب التندر بـ ( الأرجنتين ).

سابعاً : الخاتمــــــــــــــــــة المفيدة

زرت أيران أكثر من سبعين مرة منذ سقوط نظام صدام حسين المجيد عام/ 2003 حتى اليوم وهي زيارات ممتعة ورخيصة الثمن أذا ما قورنت بدول سياحية أخر, يكفي انني حينما وطئت قدمي ارض ايران كان سعر صرف التومان الايراني مقابل الدولار يساوي 300 تومان لكل 100 دولار وعند أخر زيارة لي أصبح سعر الصرف 5000 تومان لكل 100 دولار، تصور تراجع التومان بنسبة 1000 بالمائة أمام الدولار.

ولكي نكون واقعيين يجب ان نفهم ان ايران متعددة الطوائف والاعراق، قد يتصور البعض انها شيعية مطلقة، أو فارسية مطلقة , ولكن واقع الحال يقول ان هناك اكثر من 10 ملايين سني في ايران، وما سأكتبهلن استند فيه على كتب او مصادر، بل بناءً على ما شاهدته ولمسته بنفسي ، شاهدت بنفسي تقريبا اكثر المدن الايرانية، واطلعت على التراث الشعبي والطباع والتقاليد هناك .

وبصورة عامة تجد في ايران القوميات الأتية :–

وتجد ان مدينة تبريز وهي تقع في اقصى الشمال الغربي من أيران وملاصقة لتركيا ، مدينة صناعية عملاقة في كل شيء .

وهم على استعداد دائم للثورة ضد النظام ، شخصياً لم اسمع يوما اهوازياً يمدح الحكومة، هم يحبون الرئيس العراق الراحل (صدام حسيين 1937– 2006 ) اكثر من قادة دولتهم ، وحرب العراق مع أيران(1980– 1988) حرب مقدسة عندهم  .. ارجو ان لا يغضب كلامي احد، ولكن هذا ما شاهدته بنفسي وسمعته من خلال معايشتي لهم .

النسيج معقد ومتنوع ولكن الكل بلا استثناء يتميز بما يلي:

وكانت – اللغة الدرية – من اللغات المستخدمة بنطاق ضيق في إيران , فقد كان يتحدث بها في بلاط الساسانيين ، كما كان يتحدث بها أيضاً أهل المدائن ( طيسفون ) عاصمة إقليم فارس ومقر حكم الساسانيين أنذاك .

الخلاصة : الشيعة في العراق بعقليات متنوعه، الجزء الاعظم منهم عراقيون اكثر مما هم شيعة – مذهبيون، منهم العلمانيون والليبراليون وحتى الشيوعيون، ومنهم من يمتلك اولويات وطنية تتأثر بكونها شيعية وتنعكس في آرائها واتجاهاتها ولكن بدون تبعية او انتماء لإيران، أذان هناك العديد ممن ينحاز لإيران من منطلق الشعور ان هذا فيه خير للعراق ، اي ليس حباً في ايران، لكن هي حسابات المصالح والمنافع الوطنية.

وهناك جزء لا يستهان به ممن يمتلكون عقلية مختلفة تجاه هذا الموضوع، هم يعتبرون ايران تمثل الواجهة الوحيدة للمذهب الشيعي في العالم، وبالتالي يأخذ الامر من باب الحكم الشرعي وضرورة ابراء الذمة امام الله، لهذا تنتفي في تفكيرهم وعقليتهم مسالة الوطن والعراق، في تصورهم الموضوع يمثل الاسلام فقط، والاسلام رسالة عالمية، لهذا حسب تصورهم فان الاسلام اهم من البلد، وليس لديهم مانع ان يقاتلوا تحت راية الاسلام المتمثل بإيران الشيعية حتى لو كان الخصم العراقي ابن جلدتهم، لأنه ببساطة الدين فوق كل شيء حسب ادعاءهم ورؤيتهم.

وهناك جزء رغم انه شيعي الا انه يكره ايران كرها عميقاً، لن ينسى ابدا حرب الثمان سنوات (1980– 1988)، وهو ينسب كل قبيح في الدولة الى ايران.

هم يتهمون ايران بانها سبب دمار العراق، وانها المستفيدة الكبرى من وضعية الشلل والخسائر في جميع مفاصل الحياة في جمهورية دولة العراق الحالية .

المصـــــــــــــــــــــادر

https://elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/3/414997.htm.