يحب البعض أن يتحدث عن العراق وأيران بروح طائفية , وبعضهم بنبرة عنصرية , وبعضهم بكراهية لاتنتمي لروح العصر , وكل هذه ألاطراف تفتقد للوطنية العراقية .
ومن يغار على العراق ويحب أن يراه متقدما لاينشغل بمثل ما أنشغلت به ألاطراف التي أشرنا اليها .
وسأقدم للغيارى على العراق شيئا من المقارنات بين ما أل اليه العراق من تخلف وتراجع في كل شيئ , وما ألت اليه أيران من عمران وتنظيم من غير حسد لهم وأنما من باب الغبطة لمن يعمل لشعبه ويخلص لوطنه .
نفوس الشعب ألايراني ” 90 ” مليون نسمة
نفوس الشعب العراقي ” 30 ” مليون نسمة
ميزانية الدولة ألايرانية ” 100 ” مليار دولار
ميزانية الدولة العراقية أكثر من ” 120 ” مليار دولار
تقدم الدولة ألايرانية ” 80 ” دولارا لكل مواطن أيراني من واردات النفط .
ونتيجة العقوبات المفروضة على أيران فهي لاتصدر أكثر من مليون برميل من النفط .
ينتج العراق مايقرب من ثلاثة ملايين برميل من النفط ويصدر مايزيد على مليوني برميل من النفط .
يستورد العراق الغاز من أيران , ويستورد بعض مشتقات البنزين , بينما يهرب النفط العراقي في وضح النهار الى أيران عبر كردستان العراق حتى يصل الى باكستان وأفغانستان بواسطة المهربين ولا أحد من الحكومة العراقية يذكر ذلك .
الغاز في أيران هو تجهيز مركزي لمنازل المواطنين , أما في العراق فلايزال ينقل بقناني قديمة صدأة ويرميها العمال من على سطوح الشاحنات الى ألارض دون النظر الى خطورة ذلك على المواطنين .
الزوار ألايرانيون يأتون للعراق يوميا بمعدل ” 5000″ زائر من خلال حملات منظمة تشرف عليها الدولة ألايرانية نتيجة أهتمام الدولة بمواطنيها لذلك تضمن حقوقهم , أما الزوار العراقيون الى أيران فهم يذهبون بشكل فردي وغير منظم مما يجعل حقوقهم غير مضمونة نتيجة غياب الدولة العراقية والسفير العراقي في أيران لايزال منذ العام 2004 لانه تابع بالمحاصصة لآحد ألاحزاب القريبة من أيران , بينما تغير السفير ألايراني في العراق خلال هذه الفترة أكثر من مرة
عدد أعضاء البرلمان ألايراني ” 290 ” نائبا لمجموع ” 90 ” مليون مواطن أيراني , بينما عدد النواب العراقيين ” 325″ لمجموع ” 30 ” مليون عراقي وأحزاب السلطة تسعى لزيادة هذا العدد لآن همهم هو ألامتيازات وليس المصلحة الوطنية .
رواتب النواب ألايرانيين متواضعة جدا , بينما رواتب النواب العراقيين هي ألاعلى بين الدول وهناك مخصصات تحسين معيشة خيالية وأمتيازات لاتدل على أن من يسعى ورائها يهمه أمر العراقيين من سكنة الصرائف ولا المرضى الذين لايجدون دواءا وميزانية وزارة الصحة العراقية تعادل تقترب من ميزانية ألاردن , بينما ميزانية أمانة العاصمة ومحافظة بغداد تزيد على ميزانية ألاردن البالغة ” 7 ” مليارات دولار .
رئيس جمهورية أيران عنده سيارة واحدة ويزور مؤسسات الدولة بدون حمايات لا كما يفعل المسؤولون العراقيون الذين أصبحت أرتال سيارات رباعية الدفع التي في مواكبهم تشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة مثلما تشكل أذى للمواطنين في الشوارع , وعدد الذين يملكون حمايات من المسؤولين العراقيين ومن غير المسؤولين , فوزير الداخلية ألاسبق أعطى لكل معمم من حزبه ثلاثة شرطيين لحمايته وهم اليوم يتكلمون عن الفساد وتبذير أموال الدولة .
المنتوجات الزراعية والغذائية والصناعية ألايرانية تجتاح السوق العراقية بدون ضوابط ولا مراقبة , والعراق لايصدر شبئا لايران , حتى تمور العراق بلد النخيل أصبحت تموره تعطى علفا للحيوانات وأصبحت التمور ألايرانية مقبولة ومميزة مما تجعل الزبون العراقي مضطرا يفضلها , وهذه أنتكاسة وطنية للانتاج لا أحد يسأل عنها .
المرضى العراقيون يلجأون لايران بشكل فردي وغير منظم نتيجة غياب وزارة الصحة العراقية التي أصبحت مستشفياتها لعبة بيد مرضى ألامزجة وهواة جمع المال على حساب العلم الذي كان يمتاز به الطبيب العراقي وألاخلاقية العالية التي تحولت اليوم الى أن يأخذ الطبيب العراقي من زميله الطبيب أجور المعاينة وأجور العمل كاملا غير ناظر الى مبدأ ألاخلاق الطبية الذي لايزال متبعا عند أطباء أيران ودول الجوار وبقية دول العالم ونقابة أطباء العراق هي ألاخرى غائبة غيابا تاما .
كثير من المسؤولين العراقيين تقيم عوائلهم خارج العراق وبعض النواب لازالوا يظهرون على الفضائيات من عمان وبيروت ولندن , ولا تلاحظ هذه الظاهرة عن النواب ألايرانيين , كما لايوجد مسؤول أيراني تقيم عائلته خارج أيران أذ يعتبرون ذلك مخلا بالوطنية .
رغم تعلق الشعب ألايراني بأهل البيت عليهم السلام وأدائهم لمراسم شعائر عاشوراء , لكنك لاتجد لديهم شيوع ظاهرة ” التطبير ” لعدم قبول مراجعهم المتصدين بهذا النوع , بينما تجد في العراق من يسعى جاهدا ومتعمدا لشيوع ظاهرة التطبير بالسيف على حساب بقية الشعائر حتىبلغ ببعضهم رفع شعار ” شعيرة ألادماء المقدس ” وهو أمر طارئ وغريب على روح الشعائر الحسينية , وذلك نتيجة غياب المرجعية والحكومة عن هذا اللون الذي يسعى القائمون عليه لبث روح الفتنة الطائفية لآنهم يمارسون السب والشتم لبعض الصحابة بشكل علني .
شوارع المدن ألايرانية نظيفة وعمال البلدية لديهم يعملون ليل نهار , بينما شوارع مدننا أصبحت تملآها القمامة وعمال البلدية لايسأل ألا عن أكرامية العيد من المواطنين لان الدولة لم تعطيهم حقهم من الرعاية وألاحترام .
مترو طهران أصبح من معالم مدينة طهران , ونحن في بغداد لازالت بيوت المواطنين لم تسلم من الغرق لان تلزيم مشاريع أمانة العاصمة منذ العام “2007 ” والتي ينص عقدها على ألانتهاء عام ” 2010 ” الى نهاية عام ” 2013″ لم ينجز منها سوى ” 60|0 ” كأحسن حال وذلك نتيجة الفساد وعدم كفاءة المسؤولين .
سيارة محافظ بغداد السابق ” 270 ” مليون دينار , وكثير من أطراف مدينة بغداد لايجدون ماءا صالحا للشرب , بينما يعتبر محافظ مدينة طهران من الشخصيات المحببة للمواطنين لانه لم يقدم شهادة مزورة ولم يتقاعس في خدمة مواطنيه بكل تواضع , وأحمدي نجاد الرئيس السابق لايران أنتخب لانه كان مدير بلدية طهران مجدا ومتواضعا بعمله مما جعله يتفوق في ألانتخابات على شخصية هاشمي رفسنجاني .
الرئيس الجديد لآيران د حسن روحاني عين أمرأة نائبة لرئيس الجمهورية , وأمرأة ناطقة بأسم وزارة الخارجية ألايرانية , بينما لاتحظى المرأة في الدولة العراقية بأهتمام لائق لولا المحاصصة وكوتة ألانتخابات .
هذه بعض المقارنات السريعة بين العراق وايران نرجو أخذ العبر منها لاعادة النظر بكيفية بناء وطننا العراق .