23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

العراق : هل المرجعية الدينية باتت في موضع تشكيك ؟

العراق : هل المرجعية الدينية باتت في موضع تشكيك ؟

عن قصد  او دون قصد جعل اية الله الشيخ بشير النجفي المرجعية لدى الجمهور الشيعي  في العراق وخارجه المسلم امور دنياه واخرته بيد المرجعية الى مراجعه شاملة ،وصارت الشخصية الدينية موضع تشكيك بعد افتاءة النجفي العجيبه الغريبة التي بثتها عدد من القنوات الفضائية وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بحرمة انتخاب رئيس الوزراء نوري المالكي بسب انتشار الفساد وسوء الامن وتردي الخدمات على حد وصفه .

فقد اثارت هذه الفتوى التي ظهرت قبل ايام معدودة من اجراء الانتخابات التشريعية للبرلمان من الاشخاص عبر مواقع التوصل الاجتماعي عن سخطهم ورفضهم لتلك الفتوى كما راح الاخرون يسخرون منها ودفعت فتوى المرجع النجفي الى الكثيرين باعادة النظر في الاختيار بعدما كانوا لا يرغبون باعادة انتخاب المالكي هذه المرة الى اعطاهم صوته ،  وتخندق اغلب الشيعه معه فعدوها تدخلا سافرا في شؤون الفرد الخاصة ، فالعراقي بعد 11 عاما على التغير صار يفرق بين الصالح والطالح ولا يمكن جعل وجه الغشاوة وقبول الاملاءات . ومن ناحية اخرى لاتدخل مسالة التحريم في الاختيارات السياسية ويجب على المرجع ان يكون منصفا مع الكل ويقف بمسافة واحدة مع جميع المرشحين والنجفي حين حرم انتخاب شخص المالكي دعا الى انتخاب مرشح اخر وسماه بولدي ( فلان ) فاين قسمة الحق ، في حين حذر اخرون من تكرار هكذا الافتاءات فهي بمثابة التكفير وهنالك مئات الاف من يناصرون المالكي وسوف تشهد نتائج الانتخابات بذلك ، اثناء تجوالي الصحفي على  محطات الاقتراع في مدينة النجف ( 160 كلم جنوب بغداد ) كان الحديث السائد بين الجمهور المقترع تلك الفتوى وحسب قولهم ان اكثرهم سيدلي بصوته لصالح المالكي لكي يرى تحريم المرجع النجعي فبدى العناد مع المرجعية ظاهرا ومعلنا في مركز المرجعية الشيعية ومقر حوزتها ماذا سيجني النجفي من فتواه ؟

سؤال نطرحه ونناقشه ان فتوى المرجع النجفي وهو احد المراجع الاربعة الرئيسين في النجف بجانب ” االمرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني وآية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم،” بعدم انتخاب المالكي والتصويت بحسب ما اطلق عليه ولده عمار الحكيم انقساما لدى المراجع انفسهم ما اضطر المرجع السيستاني الى نفي توجيه بعض ممثليه بالترويج لكتلة المواطن وكتل أخرى باسم المرجعية بحجة الوسطية والاعتدال السياسي، معربًا عن استنكاره من يدّعي تمثيله ويروج لقائمة محددة وكذلك اصدر المرجع الفياض بيانا اكد فيه انه يقف مع جميع المرشحين بمسافة واحدة ولا يدعم أي قائمة او مرشح بعينه  في أول خلاف من نوعه بين كبار المراجع يطفو الى العلن مما يدلّل على حساسية المرحلة الراهنة ومصيرها.

هذا من جانب ومن جانب اخر طغى الانقسام والشرخ بين الاوساط الشيعيه العراقية فمحبي المالكي فمنهم من يقول ان المرجع النجفي ليس عراقيا حتى يتدخل في شؤون العراق فهو باكستاني الجنسية ولا يجيد الكلام باللغة العربية كما ظهر بالفديو المصور ، واخرون يرون انها فتوى مدفوعة الثمن لدعم قائمة معية بعينها . فيما الجانب الاخر المناصرون لقائمة المواطن والاحرار يعلنون ايمانهم بفتاواه .

 فيرى المراقبون ان الواجب على المرجع ان يوحد الكلمة ويصف الجميع تحت كلمة واحدة ويدع الاختيار لهم فالنجفي بفنواه احدث شرخا كبيرا في الصف الشيعي ، فلا يزال معظم العراقيون يرون في المالكي  انه الرجل الشيعي القوي والوحيد الذي يستطيع حماية المكتسبات السياسية التي حققها شيعة العراق عبر الاستحقاقات الانتخابية التي أُجريت في العقد المنصرم، وبالتالي فإن طموحه بتولي رئاسة الحكومة يرتكز بحسب ما يرى أنصاره إلى امتلاكه تأثيراً كبيراً في الأوساط الشعبية الشيعية وسيطرته على الجيش والشرطة والهيئات المستقلة وهي أمور تخيف منافسيه الشيعة والسنة على السواء من تحوله الى “الرجل الأوحد القوي” لذي يطيح بخصومه متى أراد.

العراقيون الشيعه منذ صدور فتوى التحريم للمرجع النجفي وبدا التساؤل يحوم جليا واضحا في داخل الاروقة العامة والخاصة فيما بينهم هل حق الاختيار فيه ” حلال وحرام”  ويقول احدهم انا اذهب لسؤال المرجع في الامور الشرعية الدينية وليس الا .. واخر بابتسامة اطلب منه تعليمي ” الخرطات التسعه “.. واخرون يطالبون بالرحيل الى بلاده الغارقة بالفوضى لاصلاح شؤونهم .

هذه الاسئلة على راي المراقبين جعلت من المواطن الشيعي يعيد النظر بموقفه من المرجعية وادت الى موضع التشكيك بحد وصفهم .

وتعد الانتخابات البرلمانية الحدث الأكبر في العراق لكونها تحدد الكتلة التي ترشّح رئيس الوزراء وتتسلّم المناصب العليا في الدولة ويتم على أساس النتائج تحرّك الكتل واللوائح في عدة اتجاهات لتشكيل تحالفات من أجل خوض الانتخابات. وتتنافس الكتل الشيعية الثلاث البارزة في محافظات الوسط والجنوب وهي «ائتلاف دولة القانون» (بزعامة نوري المالكي) و«المواطن» (بزعامة السيد عمار الحكيم ) و«الأحرار» (المدعومة من السيد مقتدى الصدر) على تصدّر نتائج الانتخابات وفقاً لتأثيرها في الساحة الشيعية حيث بذل قادة الكتل الثلاث خلال الأسابيع الأخيرة جهوداً مضنية لجذب الناخبين. ففي حين يظهر ائتلاف دولة القانون في تلك المحافظات محاطاً بعدد من الكتل الانتخابية التي تضع صور زعيمه المالكي، إلى جانب مرشحيها فإن قوائم المواطن والأحرار تنافسه..