22 نوفمبر، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

العراق: نِقاطٌ حولَ نِقاطِ !

العراق: نِقاطٌ حولَ نِقاطِ !

< لا ادري اذا ما سأتعرّض لهذهنَّ النقاط منَ الصغير الى الكبير , او العكسُ بالعكسِ , فالتسلسل مفقودٌ عندي كفقدانِ كلِّ شيءٍ في العراق , وإذن فليغدو تسلسل الكتابةِ هنا دونما تسلسل .! >
· فوجئتْ الأوساط الإعلامية ” او بعضها ” , ولابدّ أنّ معها الرأي العام ايضاً بزيارةٍ قام بها وزير الثقافة والسياحة والآثار السيد ” حسن ناظم ” الى السفارة الإيرانية في بغداد , لمقابلة السفير الإيراني ” ايرج مسجدي ” , وبغضّ النظر عن فحوى الزيارة الذي تضمّن شكر الوزير للسفير عن العرض الأيراني لتمويل الأضرار التي تعرّض لها ايوان طاق كسرى مؤخرا , وابلاغه للجانب الأيراني بأنّ عملية التمويل والترميم ستكون على نفقة التحالف الدولي لحماية التراث التي تبرّع بها للعراق . ثمّ برغم أنّ وزير الثقافة اعربَ عن سروره بقبول الخبرة الإيرانية لتأهيل مرقد الصحابي سلمان المحمدي ” او الفارسي ” , لكنّ المسألة او النقطة المطروحة هنا لا تتعلّق بأيٍ من هذه التفاصيل , إنّما التساؤل المتّسم بالغرابة والدهشة , هي كيف لإمرءٍ بمرتبة او منصب وزير ان يزور سفيراً أقلّ درجةٍ منه ! سواءً سفير ايران او سواه , وهذا ما يتنافى مع البروتوكول الدبلوماسي على الأقل , ومع مكانة الدولة العراقية .! , ويشار أنّ طوال عهودٍ وعقود وعبر الحكومات والأنظمة السابقة , فقد كان شبه محرّمٍ على اي مسؤول في الدولة بزيارةِ ايّ سفارةٍ كانت , سواءً عربية او غير عربية , وبإستثناء خاص لوزير الخارجية في حضور مناسبات العيد الوطني لسفاراتٍ ما في بغداد , وهل استبيحت مكانة وكرامة البلاد الى هذا الحدّ .! , وكان بإمكان السيد حسن ناظم بتوجيه دعوة الى السفير او الملحق الثقافي الأيراني لزيارة وزارة الثقافة ومناقشة مثل هذه الأمور .!

· O إذ وفي ساعةٍ متأخّرةٍ من يوم اوّل امس , كنتُ قد قطعتُ عهداً على نفسي أن لا اكتب ايّ تعليقٍ على عملية استهداف محلات بيع الخمور بالعبوات الناسفة وغير الناسفة والتي تكررت ” والتي لايبدو انها ستتوقف ” , حيث طرح هذه القضية على صعيد الإعلام لم يعد مُمِلاً فحسب , بل ومقرفاً كذلك من خلال ديمومة واستمرارية التعرّض لهذه المحلات , وبعجزٍ بائن للأجهزة الأمنيّة لوضعِ حدٍّ لذلك , وبرغمِ تفجير مماثلٍ آخرٍ حدث في اليوم التالي ولم اكترث له ” وكأنه امسى من التقاليد والأعراف ! ” , لكنّ المدهش والمفاجئ أنْ تنقل الأخبار عن عثور الأجهزة الأمنية على عبوةٍ ناسفة أمام منزل قائد طيران الجيش .!؟ , ولا نقول كيف سنحمي حدود البلاد ” والجيشُ سورٌ للوطن .! ” …

· اُتيحَ لي الوقت والظرف صبيحة يوم امس الجمعة بمراقبة وملاحظة وتصفّحِ عددٍ من القنوات الفضائية العراقية ” وبغضّ النظر والبصر عن الجهات الممولة لها او التي تتبنّى ادارتها ” , لكنّ ما صدمني وللأخرين , هو أنّ عرض البرامج في تلكم القنوات , كانَ وكأنه لم تكن اصبوحة لعطلة ” الويك إند ” وما تفرزه من اجواءٍ نفسية واجتماعية بعيدة عن هموم الدوام ” بكلا قطّاعيه العام والخاص ” ولم تتضمّن العروضِ التلفزيونية بما يتطلب من ملاطفة ومداعبة مشاعر واحاسيس الجمهور في هذا اليوم ال Free او OFF كما يجري الإصطلاح عليه عموما لدى موظفي الوزارات والدوائر الرسمية . السبب المبهم وغير القابل للتفسير أنّ معظم الفضائيات العراقية تعتمد على مخرجين تلفزيونيين ليسوا من الدرجة الأولى ال Skillful او الماهرين المحترفين , بدلاً من الإستعانة بخبراء ومتمرّسين في الإعلام , لتوجيه وادارة سياسة تلكُنّ القنوات بما يواكب ويستجيب للمتطلبات السوسيولوجية والسيكولوجية للجمهور , وفي ظروفٍ متقلّبة ومعتمة تعكسها الأوضاع الوضيعة اللواتي تشهدها البلاد .!

· على الرغم من أنّ كلّ وسائل الإعلام المحلية والعربية تعرّضت لمحاولة الهجوم على مقرّ الحزب الشيوعي في محافظة النجف يوم امس , وكان التعرّض الإعلامي شاملاً ومن زواياً متقاربة , وبرغم أنّ الحزب الشيوعي العراقي كان إحدى الجهات الداعمة لتظاهرات تشرين بشكلٍ بارز , ثمّ بغضّ النظر عن أنّ هذا الحزب تحالف مع التيار الصدري في وقتٍ سابقٍ وقريب , وعدا أنّ القاعدة الجماهيرية لهذا الحزب ما برحت محدودة لسببٍ او لآخر .! وحيث أنّ القيادة المركزية للحزب الشيوعي افتقدت القُدُرات اللازمة لإنتهاز واستثمار الرفض الجماهيري لممارسات الأحزاب الدينية القابضة على السلطة , وإذ أنّ الحديث يطول ويطول بهذا الشأن , ومع أنّها ليست المرة الأولى التى تتعرّض لها مكاتب الحزب لمثل هذه العبوات البدائية البسيطة .! , لكنّه من اللافت للأنظار عن استهداف مقرّ الحزب في محافظة النجف تحديداً دون سواها في كلّ محافظات العراق الأخريات .!؟ وكأنّ ذلك يوحي لمحاولةٍ عابثة لتكفير الشيوعيين ” كما في اواسط القرن الماضي ونَسب الإلحاد لهم وكأنّ لينين وماركس عادا من جديد .! ” , بل أنّ الأمر يومئ ويشير الى تخوّف قوى الإسلام السياسي من كلّ صغيرةٍ او كبيرة في الإنتخابات المقبلة , وهو تخوّفٌ متطرّف , حيث لا إشاراتٍ بعيدة او قريبة تشير الى أنّ الشيوعيين سوف يستلمون السلطة , وهذا هو فعلاً ما يشكّل < الإسلام فوبيا > في إحدى جوانبه الفاقدة للضوء , او لإفقاد العراق من الكهرباء .!

أحدث المقالات