23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

العراق نحو حكومة إلإنقاذ أو الحرب ألأهلية …!!

العراق نحو حكومة إلإنقاذ أو الحرب ألأهلية …!!

بعد يوم واحد من الإنتخابات البرلمانية العراقية ، كتبتُ مقالاً بعنوان(مهزلة عراقية إسمها الانتخابات) ، إستقرأت فيها ما جرى اليوم ، من تزوّيرواسع يرقى لمستوى فضيحة بجلاجل، وانتهاكات خطيرة في مراكز الاقتراع، وتهديّدات من أحزاب وميليشيات، وزعماء قوائم، وفشل ذريع لمفوضية الإنتخابات اللامستقلة في أداء عملها وقيام موظفيها بالتزوير لصالح قوائم بعينها لقاء اموال،هددّت بحرب أهلية (تصوروا مفوضية إنتخابات تهدّد الشعب بحرب أهلية )إذا لم تنجح الانتخابات على مقاسها،وجرت الانتخابات وظهرت الفضائح كلها دفعة واحدة، تزوير واسع في مخيمات النزوح لجهات متنفذة وأحزاب بالترغيب والترهّيب،وبيع مراكزإنتخابية كاملة في الخارج والداخل، لأصحاب السحِّت الحرام،وعطل أجهزة الاقتراع الالكترونية في المراكز ،وتهكيرها من قبل أعضاء المفوضية، لصالح جهات حزبية وميليشيات و أحزاب، حتى جاءت قرارات مجلس النواب حاسمة بإلغاء إنتخابات الخارج، ومخيمات النازحين وكركوك وإقليم كردستان .وإعادة طريقة العد والفرز، بعد إلغاء الفقرة (38)، وإلزام مفوضية الانتخابات بها، بعد ثبوت التزوّيرالواسع ،بإعترافات أعضاء المفوضية أنفسهم، من خروقات وتلاعب بأجهزة الاقتراع،حتى أن الامم المتحدة إعترفت أمام مجلس الامن بالتزوّير والخروقات ، وظهرت تصريحات لنوري المالكي ورئيس مفوضية الانتخابات رياض البدران، تهدّد بحرب إذا فشلت الانتخابات .والدخول في النفق الأظلم ،وهو الحرب الاهلية ، هكذا بكلِّ تحدٍ ووضوح يهددّون بحربِ أهلية، إذا لم يفوزوا ويشكلوا حكومة الاغلبية السياسية الطائفية. التي تصُّر عليها إيران من خلال دعمها لقائمتي دولة القانون والفتح ،لأعادة نوري المالكي للسلطة ، لقد كانت جلسة مجلس النواب .القشّة التي قصمت ظهر التزوير، وفضحت المزوّرين،عندما أوكل عملية إعادة العدّ والفرز .لقضاة من مجلس القضاء الأعلى ،وتجمّيد عمل المفوضية، والتهدّيد بإحالة المزوّرين الى القضاء ،بعد إنتهاء عملية العدّ والفرز وثبوت المقصرّين ،عندها شَعرَ المزورون بأن مهمتهم فشلتْ تماماً ،في البقاء تحت قبة البرلمان، وإنهم سينفضحون أمام الشعب وبالأسماء والقوائم ، فقاموا بحرق صناديق الأقتراع ،وأجهزة الاقتراع الالكترونية في جانب الرصافة، كخطوة أولى لأشعال الحرب، التي بشروا بها ،فماهي الخطوة التالية ، بعد إحراق الصناديق، تفجير أم إغتيالات منظمة لرموز كبيرة دينية، أم إحراق مواقع أخرى، تبرّر من خلالها الحرب، كل هذا يجري ، أمام مرأى ومسمع مجلس الامن، والامم المتحدة والإدارة الامريكية ، ألآن تيقَّن العالم كله، وقَبله شعب العراق، فشل ألأحزاب الدينية والقومية والمذهبية في قيادة العراق، طوال سني الأحتلالين الامريكي والايراني ، وعلى المجتمع الدولي والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، (تصحيّح) العملية السياسية بأقصى سرعة ، قبل أن يقوم المزورون والخاسرون في الانتخابات ،بإدخال البلاد بحرب لاتبقي ولاتذر تريدها وتصر عليها إيران ،لتصدير أزمتها مع أمريكا والغرب، بسبب الإتفاق النووي .وتدّخلها في سوريا واليمن والعراق .ودعمها للإرهاب ،وإنشاؤها جيش مليوني من الميليشيات للسيطرة والتوسع واقامة الامبراطورية الفارسية في المنطقة. ويهدّد المنطقة وإستقرارها ويزعزع الامن والسلم العالمي كله ، وتنفذها أذرعها المسلحة في العراق، واليمن وسوريا ولبنان حزب الله، إذن العراق أمام خيارين لاثالث لهما ، إما الحرب الاهلية التي تعلنها أجنحة إيران الخاسرة في الانتخابات وميليشياتها، أو الذهاب الى حكومة الانقاذ ، التي تروّج لها إدارة الرئيس ترمب، والامم المتحدة وبريطانيا،وبعض الكتل والشخصيات في العملية السياسية، التي أدركت خطورة الاوضاع وتفجّرها بأية لحظة، كمخرجٍ لها، وإنقاذ مايمكن إنقاذه، بعد الفشل والخراب والدمار والتهجير والقتل، الذي مارسته الاحزاب وميليشياتها المسلحة،وأنتجت لنا ظاهرة (داعش) ومشتقاتها ، كرد على العنف الطائفي، والاقصاء والتهميش التي مارسته حكومات الاحتلال ليومنا هذا، من خلال الدستور المَسخ الطائفي المفخّخ ،ونظام المحاصصة الطائفية ، اللذان أوصلا العراق لما نراه الان ،وهناك مخرج ضعيف ،ولكنّه وارد كحلٍّ مؤقت لمنع إعلان حرب، وهو إلغاء الانتخابات كلها، وتحديّد موعد جديد لها وقريب،وهو ما ترفضه أغلب الكتل الفائزة والأحزاب الكردية، نحن نرى أن الشعب يجب ان يبقى يتفرج على فضائح الحكومة وميليشياتها وأحزابها ، وورطتها التي وضعتها إدارة الاحتلال وايران فيها ، ففي الواقع الآن هناك بوادر حرب شيعية –شيعية ، تحضّر لها جهات إيرانية ضد التيار الصدري وتعمل لمواجهةٍ معه وإختلاق تبريرات، وتهييّج الشارع العراقي ضدّه، كما حصل في تفجيرالاسلحة والصواريخ في حسينية الحسين (ع)في مدينة الصدر، أعتقد هناك سيناريو منّظم ،لمواجهة مع التيارالصدري او إغتيال الصدر. كما حذر هو بنفسه من هذا، لأنه رفض الإنضمام لتحالف نوري المالكي والعامري ،لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية، وهناك سيناريو لحرب كردية – كردية ،أيضا تدعمها وتغذيه إيران وأجنحتها ، تهدّد فيها الحزبيّن الكردييّن الديمقراطي والاتحاد الوطني ،إذا لم يتحالفا مع المالكي والعامري ، وتشكّيّل التحالف الاكبر ، نقول وبوضوح،أن كل الاحتمالات واردة، وفي مقدمتها الحرب الاهلية، ونقصد بها حرب الأحزاب الطائفية مع بعضها، والعشائر التي تنتمي لهذه الأحزاب مع بعضها ، لاسيما ومعركة العشائر معلنة في البصرة والعمارة والناصرية وواسط والديوانية منذ فترة، كصراع أحزاب داخل العشائرعلى المناصب والنفوذ، وهكذا الصراعات بين الاحزاب الكردية المعارضة داخل الاقليم ، في حين يجب على الشعب ، ان يبقى متفرجاً ، إذا حصلتْ الحرب الاهلية ( لاسامح الله) ، وأما السيناريوهات الاخرى، كالذهاب الى حكومة إنقاذ وطنية ،فأعتقد هو الخيار الاوحد والاقرب والأمثل ، للتحقق من الحرب، لأن إدارة ترمب قد هيأت حكومة إنقاذ، لمثل هكذا ظروف، معتمدة على دعم فرنسا وبريطانيا كحلٍ أمثل لتصحيح المسار السياسي الكارثي في العراق، وهناك الكثير من الإشارات التي تؤكد عزم وإصرار إدارة ترمب. على حسم الصراع السياسي والفشل السياسي، ومنع تدخل إيران، وتحجيم نفوذها وهيمنتها وسطوتها في العراق، ومن هذه الاشارات والمعطيات الاهتمام في الملف العراقي، كتدريب الناتو للجيش والشرطة العراقية. وتواجد مبعوث ترمب الخاص بريت ماكفورك لتشكيل حكومة عراقية. بعيداً عن العباءة الايرانية وانفوذ الايراني ، ومنع نوري المالكي وهادي العامري من تشكيلها باية طريقة كانت، وهو قرار أمريكي تعرفه إيران ويعرفه المالكي والعامري قبل غيرهما، ولهذا هدّدوا بحربٍ أهلية في حالة عدم الفوزوالوصول الى رئاسة الوزراء، وهي رسالة لأمريكا وليست للعراقيين، الاوضاع في العراق تنذر بخطر واسع على المنطقة كلها غذا لم تضبط الدول العظمى إيقاعها ، وتتدخل بأقصى سرعة قبل فوات الأوان. وإنفلات الأمور من عقالها، لأن الأطراف الخاسرة المُصرّة على تسلّم رئاسة الوزراء. تريد الحرب وتصرُّ عليه ،بدفع إيراني واضح ،بل وتدخل واضح، كما شاهدنا تصريحات وزيارات لقاسم سليماني ،وتصريحات السفير الايراني مسجدي ،وإجتماعاته مع الكتل والاجنحة التابعة لإيران، وتهديّده لهم وغيرها ، أعتقد الاوضاع ستنفّلت من يد الدول العظمى وأمريكا .أذا لم تعمل فوراً على القيام بخطوات عملية سريعة. لتطويق الازمة وتفكيكها،ونزع فتيل الحرب الاهلية، بإجراءات وحلول سريعة تمهيداً لإعلان حكومة الانقاذ الوطني .وهي الحل الامثل لأخراج العراق من محنته ، وهو الآن أصبح مطلباً عراقيا ً، قبل أن يكون مطلبا دولياً ، بعد أن أيقن جميع العراقيين، بسنتهم وشيعتهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم وإيزيدييهم ،وحتى أحزاب وشخصيات السلطة من داخل العملية السياسية ،بعدم جدوى الانتخابات. لأنها تجري تحت سلطة مفوضية غير مستقلة ومسيّسة وجلّ أعضاؤها من حزب واحد ، لايمكن ،وبل ويستحيّل إجراء إنتخابات عادلة وشفافة ونزيهة بوجودها، إذن العراق أمام مفترق طريق واحد لا طريقين ،هو إما حكومة الانقاذ الوطني برعاية مجلس الامن والامم المتحدة وأمريكا وبريطانيا وفرنسا،وإما الحرب الأهلية بين الاحزاب والقوائم الخاسرة وميليشياتها ، هذا هو العراق الآن ….