كل شيء يخصه في الخفاء، حمله المبارك، ولادته الميمونة، أسباب الغيبة، علامات الظهور، حياة يكتنفها الخوف عليه، من طواغيت بني العباس، لئلا يظهر المنقذ على الأرض، في ثورة إسلامية عالمية، ستحقق النصر للمستضعفين فيها، بعدما ملأت ظلماً وجوراً، نعم إنه خفاء معطر بتسديد إلهي ضد الذئاب البشرية، التي توهمت بأنها سترث مقاليد الأمور، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون. من سرداب سامراء المقدسة، تصمت البقعة المباركة بين التساؤلات والإجابات، لتحمل لشيعتها نبأ عالم مطمئن، سينام فيه الخائفون بأمان في دولة العدل الإلهي، على يد صاحب الأمر والزمان، وقائمه الحجة المهدي المنتظر(أرواحنا لمقدمه الفداء)، بعالم يمكن فيه العثور على كل شيء، حيث المساواة والصدق، والحق والعدالة، والحرية والكرامة، والتعايش والوئام، والتراحم والتسامح، بكل ما تحمله هذه الكلمات من مبانٍ ومعانٍ.خلاصة حديث الثقلين، قرآن مبين وحبل متين، وبين التفسير والتدبير، سينهض بهما صاحب لواء الحق والفرج، مهدينا المنتظر عجل الباريء عز وجل مخرجه الشريف، ليكون حجة على الخلق أجمعين، في زمن كثر فيه سلطان السوء، وقرين السوء، وجار السوء، ويوم السوء، وساعة السوء، فيا صاحب الزمان: الغوث، الساعة، العجل، لتنقذ عراقك الجريح، معقل ثورتك العالمية، بظهورك المرتقب في جمعتك المباركة.الأنصار والأعوان في الإنتظار، تتملكهم لفهة العشق المهدوي، في كل عصر وزمان مؤمنين بقوله تعالى: (( ونريدُ أنْ نمنَّ على الذينَ إستضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين)) لأن ما ينتظرونه في زمن القائم بالعدل، هو السلام الشامل العام والكامل التام، ضد أهل العصيان والطغيان، والنفاق والشقاق، فأنت المدخر لتجديد الفرائض والسنن، وإعادة الملة والشريعة، والطالب بدم المقتول في كربلاء. العراق مهدوي حتى الظهور، وسيحمل راية يا لثارات الحسين تحت لوائه المنتظر، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين، فعشق المحرومين منه لا يضاهيه عشق، فالمنقذ القادم سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ويوزع كراماته على محبيه وشيعته، فهو لا يكتفي بالنصح، بل سينزل الميدان ليقود التغيير بنفسه، ليكون بحق صاحباً للعصر والزمان، فسلام على يومك الموعود ونصرك المنشود.