17 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

( العراق من ١٩٦٨ الى ٢٠١٤ بين نظام ذو سياسة قاهرة الى نظام ذو سياسة عاهرة

( العراق من ١٩٦٨ الى ٢٠١٤ بين نظام ذو سياسة قاهرة الى نظام ذو سياسة عاهرة

الانقلابات والدسائس والدماء كانت ولازالت سمة من سمات الحكم في العراق بدوافع واضحة من جهات خارجية لاتريد للعراق الاستقرار بل انها سعت للأستيلاء على ثروات المنطقة برمتها وليكون العراق بما يشكله من موقع ستراتيجي مشتعلا دائما وكان ضعف حكم عبد الرحمن عارف وتنامي النشاط الشيوعي آنذاك من جديد وظهور اتجاهات لدى الحزب وقياداته المركزية لقلب نظام الحكم بالقوة ماحرك القوى الامبريالية الخارجية للوقوف بوجه هذا التوجه سيما وان نظام الحكم لايملك شعبية واضحة في العراق لذا دفعوا بالقيام بانقلاب – جرت عملية الأعداد للانقلاب من قبل الدوائر الاستعمارية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة من خلال تعاون عناصر مرتبطة بالجانبين فالبعثيون على الجانب الامريكي وعبد الرزاق النايف وابراهيم عبد الرحمن الداود على الجانب البريطاني

وبدأ عهد احمد حسن البكر وانطلقت مسيرة البعث وتفرده في الحكم باستخدام كل الطرق ليكون وحيدا في الساحة السياسية في العراق من خلال انقلاب داخلي جاء بصدام حسين ليكون نائبا للرئيس وليمارس دورا مخفيا سلطويا استمر حتى العام 1979 حيث استولى على الحكم من خلال مسرحية تنحي احمد حسن البكر من السلطة لتبدأ مرحلة عصيبة من تأريخ العراق حيث الاعداد للحروب المجانية وتبديد الثروات وعسكرة الشارع ودخول حزب البعث الى كل مرافق الحياة قسريا ولمارس حكم سلطوي واضح بدكتاتورية قل مثيلها فهي منعت كل شيء ليس فيه ترويح للحزب وجعلت العراق والعراقيين داخل سجن كبير منعزلين عن العالم الخارجي واستمر الحال ليدخل العراق في ثلاث حروب مجانية كارثية دمرت كل البنى التحتية خلاله وفقد خلالها الشعب العراقي خيرة شبابه ضحايا تلك الحروب ونتيجه لحالة الظلم التي شاعت في البلاد تمنى العراقيون ان يتخلصوا من هذا النظام وكان لهم ما ارادوا في العام 2003 حين شنت قوى التحالف الدولي حملة عسكرية لاسقاط نظام البعث لتبدأ مرحلة جديدة من الحكم في العراق اعتقد العراقيون خلالها انهم سيعيشون في امن وامان وحرية واقتصاد متنامي ومتطور – لكن الامور سارت عكت تلك الأمنيات اذ تحول التحالف الدولي الى قوى احتلال عاثت في العراق فسادا وقتلا وترهيب وبدأ نزيف الدم العراقي حروب طائفية وعرقية اسس لها الاحتلال من اجل تدمير النسيج الأجتماعي العراقي لتحل الفوضى بكل مرافق الحياة –

اعتقد العراقيون ان الاحزاب التي كانت معارضة ستأتي بالخير والتطور السريع للعراق فكتب الدستور بطريقة مستعجلة يمكن لها ان تدخله في موسوعة غينيتس ومع هذا استبشر الناس على ان حكامهم الجدد سيسعون لتنفيذ الدستور تنفيذا وطنيا واذا بتلك الاحزاب تعبث بالدستور وتحيله جثة هامدة لاتستخدمه الا في مصالحها الضيقة فنهبت الثروات واستمر القتل وزرعت الطائفية السياسية والمحاصصة واخذت الموازنات السنوية تزداد بشكل خرافي والمفاقة المضحكة مع ازدياد الموازنات يزداد الفقر والجوع والفاقة ولم يلحظ العراقيون سوى ازدياد في عمليات القتل والتفخيخ وانتشار العشوائيات وغياب تام للخدمات رغم انفاق اكثر من 900 مليار دولار منذ العام 2003 ولغاية عام 2014 –

ذهبت كل اماني العراقيون ادراج الرياح وفقدوا كل شيء حتى استحال الوضع الى تسليم محافظات باكملها الى الارهاب من اجل الصراع على السلطة وانتشر دعاة الطائفية التي تؤسس لتقسيم العراق بشكل مريع كما انتشر اصحاب الملايين من الدولارات الذين جائت بهم الاحزاب ليسرقوا وينهبوا ويقمعوا كل من يقف في طريقهم ليتحول الحكم في العراق من حكم بسياسة القوة القاهرةحتى العام 2003 الى حكم بسياسة النهب والسلب والقوة والعاهرة وبهذا يصبح المصير مجهولا لمستقبل بلد كان اسمه العراق.

*[email protected]

أحدث المقالات