11 أبريل، 2024 6:37 م
Search
Close this search box.

العراق… من قادسية صدام إلى قادسية عزة الدوري

Facebook
Twitter
LinkedIn

واحده من اكبر ويلات القرن العشرين التي مرت بها منطقتنا العربية والإسلامية هي الحرب العراقية – الايرانيه , التي شنها نظام البعث على إيران تحت مسمى ( قادسية صدام ) تلبية لرغبات دولية وخليجية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والإطاحة بنظام شاه إيران ( محمد رضا بهلوي) 12 شباط عام 9719, كانت حربا بالنيابة شنها صدام وحزبه الفاشي وجند لها الملايين من أبناء العراق المقهورين كما سخر لها كل إمكانيات العراق الاقتصادية طيلة ثمان سنوات ( 1980 – 1988م ) , لم يجن منها العراق سوى الخراب والدمار, بعد أن خلفت ورائها بلدا خربا اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا, وأكثر من مليوني ضحية بين قتيل ومعوق ومفقود .. استمرت ويلاتها إلى يومنا هذا الذي نرى فيه بلدنا محتلا من نفس القوى التي أمدت صدام بالعون من اجل إشباع نزعاته المتطرفة, ونفس الدول العربية التي مولت صدام بالمال والعتاد اليوم تمول المنظمات الإرهابية بالسلاح والمال لقتل الشعب العراقي مرة أخرى.

في حينها وتحديداً في 16/10/ 1980 التحقت في خدمة الاحتياط بالفوج الأول لواء المشاة الآلي 27 التابع للفرقة الإلية الأولى – الفيلق الرابع الذي مقره محافظة ميسان / جنوب شرق العراق ..حملت بندقيتي لمدة ثمان سنوات متتالية على خط النار بل وأحيانا بالأرض الحرام في مناطق الشوش – دزفول ومندلي وشرق البصرة , نعم لم يكن خياري المشاركة بهذا الاقتتال وإنا موظف في وزارة النفط , ولكني كنت أشارك مئات الآلاف من الجنود الاحتياط مواليد الخمسينيات شباب العراق المتواجدين في جبهات القتال الممتدة على الحدود الإيرانية – العراقية لأكثر من 1200 كم طول , جميعنا لم يكن يريد للحرب بالاستمرار ولكن الإعدامات الجماعية للهاربين من الخدمة العسكرية واعتقال ذويهم وزجهم بالسجون وقطع رواتبهم , احد أهم أسباب استمرارنا بالخدمة العسكرية إضافة إلى غطرسة القائد الضرورة وعقوباته الجماعية أدت إلى إن ندفع بأعز أيام شبابنا بين القصف والقصف المتبادل ونحن نرى قوافل القتلى ملفوفة بالعلم العراقي تتجه صوب المدن ولا نعرف متى يكون دورنا نحن لكي نلتف بقماش العلم العراقي لندفن في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف الاشرف. ولا أنسى أبدا يوم أعلن وقف إطلاق النار في 8/8/1988 كيف خرج العراقيون إلى الشوارع يحتفلون ويرقصون ويتبادلون التهاني لانتهاء الحرب التي لا يريدون لها الاستمرار.

وما تنتهي حرب حتى تبدأ حرب جديدة ولكنها حرب من نوع خاص ليست ضد إيران هذه المرة وإنما حرب احتلال – دولة الكويت – وضمها إلى العراق كمحافظة عراقية ( المحافظة التاسعة عشر ).. عندما أطًلق القائد المهزوم على معركته الجديدة تسمية ( أم المعارك ) التي جاءت نتيجة اختلاف صدام مع دولة الكويت حول تسديد ديون تمويل الحرب مع إيران , واستمرت منذ عام 1990 م

وانتهت بدخول قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا العراق عام 2003م .. وكالعادة حملنا السلاح ضمن تنظيمات الحزب القائد المفروض علينا أيدلوجيا بالقوة, ونحن نقاتل العروبة دفاعاً عن الإسلام بعد أن قاتلنا الإسلام ثمان سنوات دفاعاً عن العروبة.

بعد احتلال العراق في نيسان عام 2003 م من قبل قوات التحالف الدولي اختفى أبرز رموز النظام السابق – عزة إبراهيم الدوري – نائب صدام وأبرز معاونيه بعد إلقاء القبض على صدام وإعدامه من قبل الحكومة العراقية يوم 30/12/2006 أول أيام عيد الفطر المبارك… قامت القوات المسلحة الأمريكية في حينه برصد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. بعد وضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية. نسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة. وقد نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين. أعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقا. كما زعم أنه تقلد منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي – القطر العراقي بعد صدام حسين. وفي أواخر سنة 2009 زعم أنه قام بتشكيل – جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني – المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني, ليقود قادسية جديدة ليست ضد إيران هذه المرة وإنما ضد الشعب العراقي عموما والشيعة خصوصا الذين يتهمهم بأنهم صفويين وفرس مجوس حسب معتقداته الشوفينية المتهرئة التي ورثها من فكر المقبور صدام والصليبي ميشيل عفلق مؤسس حزبه.

عندما تحالف الدوري مع المجرم – أبو بكر البغدادي – زعيم دولة العراق والشام الإسلامية – وهو ضابط مخابرات في عهد النظام السابق ومن الحكام الطغاة الظالمين الذين يعيثون في الأرض فساداً ومن ظلمهم وإفسادهم وعبثهم بمصالح المسلمين وبقية الطوائف الأخرى ما يندى له الجبين , فهم اليوم يهلكون الحرث والنسل ويحاربون دين الله علانية وجهارا ويعذبون المسلمين والمسيحيين أبشع أنواع التعذيب ويسفكون الدماء التي حرمها الله تعالى بغير حق وينتهكون حدود الله وحرماته .
إن المعركة التي تخوضها قواتنا الأمنية اليوم ومعها غيارى العراق من قوات الصحوة الشجاعة في محافظات ديالى وتكريت والموصل والانبار وسرايا الحشد الشعبي من مجاهدي العراق.. أنها فعلاً ( معركة اجتثاث البعث الصدامي – الداعشي ) التي كان لها إن تقع عام 2003م ولكنها أجلت إلى هذا العام 2014 م لأسباب تتعلق بالمحتل وبعض السياسيين المرتبطين بصدام ونظامه سابقا من المحسوبين على العملية السياسية حاليا, لتخوضها اليوم قواتنا العراقية البطلة وأحزابها الوطنية الشجاعة بكافة توجهاتها المذهبية والدينية والقومية لكي تفرز لنا من يقف مع معسكر العراق الجديد ومن يقف في معسكر البعث الصدامي من الذين يسمون الإرهابيين والقتلة ثوار عشائر وطلاب حقوق مسلوبة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب