هل ترتجي من الشوك أن يعطيك ثمراً طيباً ؟ وهل تتوقع من الشيطان أن يدلك على الصراط ؟ فكيف تتأمل الخير من لصوص الدين والوطن ؟ فبعد أن دمروا وطناً كان يدعى بلد السواد ، فأصبح نتيجة جشعهم وتبعيتهم وجهلهم لا سواداً و لا خيرات ، حتى الشعب أصبح عبارة عن أشباح لا حياة لهم يتيهون بين هموم إختلقها هؤلاء السراق ليفوزوا بكعكة إسمها العراق بدون رقيب ولا حسيب ، وبعد أن إنفضحوا وخويت خزينة البلاد ، ومات الأبناء في صراع الطائفية التي أسسها مرتزقة الدين والسياسة ، وبعد أن تحركت الجماهير ورفعت بدون خوف شعار ( بإسم الدين باكونه الحرامية ) فكر رؤساء الكتل ورموزهم من كهنة المعبد للإستحواذ من جديد على الشارع لكي لا يفقدوا كرسي الحكم وهو إلههم المعبود فقرروا ركوب موجة التظاهرات والتغيير ، وخرجوا هم بتظاهرات ، ونادوا بالإصلاح وهم الفاسدون في عملية إلتفاف مفضوحة تنطلي فقط على شعب العراق المسكين الذي ما زال مخدراً بقداسة الكهنة ، فكانت دعوتهم لحكومة تكنوقراط ، وأي تكنوقراط ؟ إنه تابع لهم ، وهم من يختارونه ، وأي فساد أعظم من هذا الفساد ، فإذا خرج الشعب بعد ذلك فسيكون هو الملام ، والسياسي بريء لأنه لبى دعوة الجماهير إلى التكنوقراط ، وهذا التكنوقراط سوف يسير على نفس منهج الذي سبقه ما دام تابعاً لنفس الكتل ، وهل تتوقعون من فاسد أن يجلب لكم صلاحاً ؟ وهذه المسرحية السمجة ما زالت مستمرة في بلاد الرافدين ، ولن تنتهي أبداً ، وسوف يظل الوضع من سيء إلى أسوأ مادامت هذه الكتل والأحزاب متسلطة علينا وتتحكم بمقدراتنا ، ولن نتوقع الخير أبداً منهم ، ولن يعود عراقنا معافى إلا بزوالهم نهائياً من الساحة ليصبح البلد بيد أبنائه ويرحل أذناب إيران إلى غير رجعة . وقد بين الناطق الرسمي لمرجعية السيد الصرخي الحسني الأستاذ جعفر العبود بهذا الخصوص قائلاً : … إجتماع فاشل لقادة الكتل السياسية وهو نتيجة متوقعة لأنه سيناريو قديم مستمر (( الحل هو بالتغيير الجذري لكل الوجوه لا بالإصلاحات والحلول الترقيعية الفاسدة أي نقل فاسد ووضعه مكان فاسد آخر مع نقل الفاسد الآخر مكان الفاسد الأول ، هذا هو التلاعب وخلط الأوراق على العراقيين لسرقة جهودهم وتحويل مطالبهم ووضعها في طريق آخر لن يخدم إلا رجال الدين المرتبطين بإيران وفي النهاية كتابة شهادة وفاة الأمل في الدولة المدنية وإرجاع العمامة الإيرانية إلى سابق عهدها ، إلى ماقبل التظاهرات وشعار ( باسم الدين باكونا الحرامية ) . هكذا هم يريدون تلميع صورتهم وتزويقها لتسويق أفكارهم من جديد ، لأن بقاءهم على هذه الحالة يعني أن الفتاوى والخدع التي تصدر وقت الإنتخابات لن يكون لها أي مفعول روحي لدى الجماهير ، ولن يكون هناك مايسمى بيوم الزحف الكبير تطبيقاً لفتوى المرجعية بإنتخاب ساسة المذهب وإن كانوا فاسدين سارقين مجرمين عملاء لئلا يأتيكم السني ويمنع عنكم الزيارة وحينها ( لو نفّذتم فتوى المرجعية ) لن تحرم عليكم زوجاتكم ؟ هذه التصورات سينتهي مفعولها إن لم يخلطوا الأوراق بألاعيب جديدة تُرجع العمامة إلى الساحة وتنهي شعار ( باسم الدين باكونا الحرامية ) . لاحل في العراق إلّا بمشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ، وحصر الحلول بهذا المشروع لايعني ديكتاتورية أو إستبداد بالرأي ، بل لأن هذا المشروع يجمع كل الحلول التي يمكن أن تطرح تحت عناوين مختلفة وكل المخلصين للعراق إن أرادوا أن يكتبوا مشاريعاً لخلاص العراق فلن تخلو مشاريعهم عن فقرات مشروع خلاص الذي طرحه السيد الصرخي )) . ولنعرف جميعاً ونتيقن أنه لا نهاية لأزمات العراق وخرابه وتناحره إلا بإنهاء وضع ما بعد الإحتلال وإخراج إيران وأتباعها وكهنتها من اللعبة وترك الوطن لأهله يديرون شؤونه وهم أدرى بذلك ، ولن تنفع كل الحلول التي تقترحها الكتل السياسية حتى لو باركتها المرجعية لأنها سوف تكون بكل تأكيد لحماية مصالحهم وليس من أجل مصلحة الشعب .