22 ديسمبر، 2024 10:09 م

العراق من دولة المؤسسات الى حكومة العشائر والميليشيات ….

العراق من دولة المؤسسات الى حكومة العشائر والميليشيات ….

رحم الله الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية بمؤسساتها الدستورية المعروفة حينها وبنى لها جيشا وطنيا كان بحق سورا للوطن وجعل من العراق دولة يشار لها بالبنان ولها الحضور المؤثر والسيادة وبفترة قياسية لم تتجاوز الأربع سنوات اوأقل والمتابع لذلك التاريخ يجد او يرى حالة الاستقرار والامن والأمان ترسخ واستطاع العراق ان ينهض بكافة المجالات بعد فترة الاحتلال العثماني الطويلة التي سلبته حريته وتطلعه العربي والتفاصيل موجودة في كتب التاريخ الحديث لمن يريد ان يتواصل او يستزيد …..ونرى اليوم دولتنا تنهار بكل مؤسساتها بعد احتلالها بالأدعاءات المعروفة للقاصي والداني وعلى اثر حل الجيش وقوى الامن الداخلي واجتثثاث العقول وقتل العلماء ومطاردة المخلصين والشرفاء وترويج ثقافة التصفيات وتوزيع الوزارات حسب  المحاصصات الطائفية والسياسية الذي اصبح اليوم العلة الكبرى مثلما جرى تكريسه من قبل المنتفعين والأنتهازيين وكلنا يكرر هذه المآسي في الكتابة والتحليل والنقد والحوار ولا ندري من منا يرفضها فوجدنا الجميع ينتقدها قولا ويتقاتل من اجل بقائها وترسيخها تطبيقا وفعلا وتلك هي المعضلة الكبرى في مجتمعنا ووضعنا السياسي ….
والكل يتسائل اين الدولة والاحزاب المتسلطة عنوة تتحدث بعنجهتها وتريد ان تجرها لمرجعياتها السياسية والدينية وهي تنتمي فكرا الى دول الجوار الاقليمي التي تمولها وتمول ميليشياتها وتسليحها  وهنا تحول البلد الى مقاطعات وتكتلات متناحرة ومجموعات متقاطعة….و كل حزب بمالديهم فرحون 
وحين يبشرنا الاحصاء العراقي والاممي بوصول أرقام وأعداد  مقلقة للأحزاب التي تبتزالدولة وتنخرها فساد وأمراضا وازمات  بكل مفاصلها من جراء فرض افرادها ومنتسبيها وترك الكفاءات وذوي الاختصاصات والتكنوقراط مثلما هو معروف عندنا اليوم وماتعكسه هذه المشكلات التي تحولت اخيرا الى مظاهرات واعتصامات لا جدوى منها سوى انها حركت الماء الراكد في نفوس الطبقة السياسية الانتهازية والتي اتخذت طريق الخديعة والزيف والادعاء ولبس اقنعة الدين والطائفة ولا تهمها المصلحة الوطنية وخراب البلاد …والظاهرة العشائرية جاءت موازية لانتشار المليشيات وتنوعها بتنوع الاحزاب واتخذت من فتوى  الجهاد الكفائي غطاء لتجاوزاتها على المجتمع والناس وغياب السلطة وضعف الأمن او انعدامه ادى بالظواهر السلبية ان تبرز الى السطح …وتنتشراوتتفشى خلالها الجريمة والتجاوز على حقوق الناس …فسيارات الاحزاب المضللة فوق القانون …والتي لاتحمل ارقاما تمر دون حساب ولا عتاب …وعشائرنا الجديدة تحسم صراعاتها بينها وفق قانون انصر اخاك ظالما او مظلوما وتنصب الخيم والسرادق وتقطع الطرق العامة والخاصة للفصل العشائري المعلن….نسمع عن طبيب ابتزته عشيرة مريض  مات بقدر الله …وطبيبة معروفة اقاموا عليها الحد العشائري لوفاة طفل في بطن امه …ومدرس رسب طالبا اقامت عشيرة الطالب بتغريمه ملايين الدنانير  ….واشتباك اطفال يلعبون كرة القدم في شارع ضيق ادى الى فصل عشائري كبير كانت النساء احدى ضحاياه ….وظاهرة الكتابة على جدران بعض البيوت والمحلات مطلوب فصل عشائري ….والقائمة تطول …وتطول واستغلال ذوو النفوس الضعيفة للمواطنين لابتزازهم بحيل وخداع وادعاءات كثيرة وقد كثرت وخصوصا مع من يمتلك سيارة والمشكلة الاكبر هي امام مراكز الشرطة وامام انظار قوى الامن الداخلي …ومن يصدق بمشاركة ضابط الشرطة في حفلة الفصل العشائري …ودولتنا لم تحرك ساكنا ولا حتى تنطق ببيان يشجب ويستنكر هذه الظاهرة …وليس لنا الا ان نتوجه الى الله فهو المستعان وهو الحكيم الخبير ….