لا يعتبر خروجا عن المألوف، أن حاول الكاتب تسليط الضوء على جهود الحكومة فيما يتعلق بإعادة رسم السياسة الخارجية للبلد .
الشأن الخارجي له من الأهمية الكبيرة التي لا تقل شأناَ عن الهم الداخلي فهو بحاجة إلى إعادة نظر لمعالجة بعض الإشكاليات الناجمة عن التعاطي السلبي لدول الجوار العراقي .
تتعالى الأصوات بعد حدوث أي مشكلة مهما كان حجمها والكل ينادي ( أين دور الحكومة )؟
هذا لم يكن على الصعيد الداخلي فحسب، بل تتعالى الأصوات بين حين وآخر عن غياب الدور الحكومي حيال بعض المشاكل التي تمس السيادة العراقية ونظرة الدول الأخرى للمواطن العراقي المقيم على أراضيها بعض النظر عن دواعي الإقامة، إذ لا فرق بين البعثي الهارب أو المقيم لأغراض تجارية او طلبة الدراسات العليا أو حتى إولئك الذين يصعب عليهم الإندماج مع الواقع الذي هيمن على المشهد العراقي بعد التغيير فإختاروا بعض العواصم سوقاً لتصريف بضاعتهم تحت عناوين الفن والطرب ومخرجاته .
أداء الحكومة على صعيد الخارج يعد إجابة شافية لمن يتباكى على العراق الذي يصر البعض على إظهاره بالشكل السلبي دون ان يشير إلى أي أمرٍ إيجابي، فحركة رئيس الوزراء تعد جواب لمن يتساءل فهو يؤكد (هاي الحكومة ) الذي يبدو أن (رجله خضره) على هذا البلد الذي طالما تظاهر أبناءه احتجاجاً على شحة المياه وخوف الجفاف، تجده اليوم في حيرةٍ من أمره حيال كيفية تصريف مياه السيول الناجمة عن هطول الأمطار.
العراق اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعيدة عن لغة العنتريات الفارغة التي دفع أبناؤه جراءها خيرة شبابه واُهدرت خيراته وأصبح عبارة عن حلبة صراع الاقطاب المتصارعة في المنطقة .
تلك المرحلة بحاجة الى أن تدار بعقلية رجال دولة من اجل إستثمار المتغيرات في الساحة الإقليمية لصالح العراق بعيداً عن الخضوع لهذا الطرف او ذاك، ولا يتم ذلك دون الإنفتاح على المحيط الإقليمي مع الحفاط على خصوصية البلد بإعتباره ساحة لتبادل المصالح وليس لتصفية الحسابات .
لا يمكن تصور المهمة بتلك السهولة لكن ما يهون الأمر هو تغير مواقف بعض الدول المجاورة ورضوخها للامر الواقع خصوصاً بعد خروج البلد معافى من حربه ضد الإرهاب والإنسجام العالي بين مؤسساته الدستورية وتضييق الخناق على دعاة الطائفية .