ماذا يجري في العراق بعد الإنتخابات ،التي باركها ودعمها العالم كله،هل هو إنقلاب على الفساد وفوضى السلاح المنفلّت،وضبط إيقاع الفصائل الولائية ،أم هو بداية للفوضى ،وتوزيع أدوار وتخادم سياسي،تحت يافطة الاصلاح،وحكومة الأغلبية الوطنية،وإدخال العراق في نفق لانهاية له،لكن ماشهدته الأحداث بعد الانتخابات، من تظاهرات غاضبة للكتل الخاسرة(دولة القانون والفتح)، ودقّ بوابات المنطقة الخضراء،وتهديدات وإعتراضات على نتائج الإنتخابات ، وقصف قصر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي،بقصد الاغتيال،وتصعيد القصف على القواعد الامريكية، هو تمهيد لعملية أكبر،يخطّط لها الآخرون، بدعم وإشراف إيران،(إيران للضغط على مؤتمر فيينا)،ربما المخطّط هو إعادة سيناريو الحوثي في اليمن،الذي يواجه الهزيمة الأكيدة،في جبهات القتال،ولكن ماألذي أطار صواب( ألإطار التنسيقي الشيعي)،وإصابته بالسعار السياسي،هو وفصائله الولائية،هو تحالف السيد مقتدى الصدر والحلبوسي والخنجر والبرازاني،وانتخاب الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب، الذي شهدت جلسة الإفتتاح (مؤامرة المشهداني) الذي أراد بإعلانه( الإطار كتلة أكبر)،وإفشال (مهمة الصدر)،داخل البرلمان ،بوصفه الكتلة الأكبر ،وحدث الذي حدث ،وفشلت مهمة ومحاولة المشهداني ،وزارهُ مَن خطط للمؤامرة في المستشفى،وإنفضحت القضية،أمام الرأي العام العراقي،لكن لم تنته مهمة الإطار، وإصراره على إدخال العراق في حرب شيعية –شيعية،وسنية –شيعية،مالم يحقق أهدافه ،بإلغاء نتائج الانتخابات،فظهرت أبواق تدعم توجه الاطارفي تأجيج الشارع وإشعاله، بتصريحات وتهديدات ،ورسائل ترهيب وتخويف للآخرين،بالويل والثبور والدم، وإن (السنّة والكورد )قد شقّوا البيت الشيعي،نتج عن هذه التصريحات، بتفجيرات لمقرات حزب البرازاني والحلبوسي والخنجر في بغداد ،وقصف أربيل بالكاتيوشا،وقصف السفارة الامريكية بصواريخ سقطت على مدرسة ابتدائية، في خطوة تصعيدية ورسائل كاتيوشا مباشرة الى الخصوم، وردّ الصدر بتصريحات لمواجهة أي تصعيد، وتحميل الإطارالتنسيقي، ماينتج عن القصف العبثي،وقبلها كان تهديد نوري المالكي مباشراً لمقتدى الصدر، محملاً إياه عواقب وخيمة ،وهكذا تتصاعد التهديدات بين الطرفين، ونزول سرايا السلام الى شوارع بغداد بكثافة،مما يشي بمواجهة غير محسوبة،في وقت فشلت محاولات قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني اثناء زيارته لبغداد،في ترميم البيت الشيعي ،وجمع المالكي بمقتدى الصدر على طاولة واحدة،وغادر بغداد (زعلاناً) عن مريديه وفصائله،ولم يكد يصل الى طهران، حتى هاجمته الفصائل الولائية بقسوة،وهكذا نأت طهران،عن (خلطة العطار) وتركت الامور على فوضويتها وتصاعد خطورتها،في وقت تشهد مفاوضات طهران –أمريكا إنسدادات في مؤتمر فيينا،قدمت طهرات تنازلات مهينة،منها التخلي عن (أذرعها ) ،وفصائلها الولائية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق،وأزاء كل هذا الوضع المقلق جدا، للعراقيين أولاً ولإيران وأمريكا(كل من زاويته)،أن تحدث حرباً اهلية طاحنة ،بين الإطار التنسيقي والفصائل الولائية ،وبين فصائل الصدر،وهذا قاب قوسين أو أدنى،بسبب إصرار الاطارالتنسيقي على تخريب ملعب مقتدى الصدر، الذي يسجل نجاحاً وأهدافاً نظيفة في مرمى خصومه، وهذا لا يرضي خصومه،فيعملوا على تفجير الملعب ومن فيه ،من لاعبين وحكم وجمهور،لهذا تشهد العملية السياسية إنشقاقات سياسية بعد الانتخابات،داخل الكتلة الواحدة والحزب الواحد وبين الكتل المتحالفة نفسها،فشهدت وتشهد كتلة (عزم) إنشقاق محمود المشهداني وجماعته ال(14)، بضغط وتوجيه دولة القانون،وحصل ماحصل في منصة البرلمان،ثم خلافات بين حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني،حول منصب رئيس الجمهورية،وتصاعد الخلاف الى إختلاف،وكذلك إنشقاقات في الاطار التنسيقي، والانقلاب على المالكي داخل حزب الدعوة ،ونأى بنفسه حيدر العبادي وعمار الحكيم عن كل هذه المهاترات، والتشنجات والمعارك السياسية،التي تخلط الاوراق، وتدخل العراق بحرب لانهاية لها، وربما يلتحق العبادي والحكيم بركب حكومة الاغلبية الوطنية ،ويصعدان في سفينة الصدر، اليوم يشهد العراق وضعاً هو الأخطربعد الاحتلال،خاصة بعد مغادرة القوات الامريكية ،التي كانت صمام أمان حكومة الكاظمي والعملية السياسية، وتخلّي إيران عن فصائله وأحزابه في العراق،وضعف نفوذه وسطوته بعد اغتيال سليماني – المهندس في حادثة المطار، لايوجد من هو قادر على لجم الفصائل الولائية وضبط ايقاعها، واصرار الاطار التنسيقي على خيار المواجهة واعلان الحرب الشيعية –الشيعية،فغياب (الراعي)، يعطي فرصة أكبر للسلاح المنفلت وفصائله ،من إغراق العراق بدم ،كما وعدت وهدّدت نائبة عن دولة القانون،وهدد المالكي نفسه (بعواقب وخيمة)، وهذا مانراه اليوم وأمس ،من قصف وتفجيرات لفصائل( مجهولة)، وهي كما قلنا رسائل تخويف ، وإنذار مباشر للخصوم، ويمكن تفجير الأوضاع بأية لحظة،فما قامت به الفصائل الخارجة عن القانون والولائية، هو جرس إنذار شديد الخطورة، ولم يستهدف الصدر وجماعته، لا لقد استهدف اسنة والكورد ايضا، وهنا مكمن الخطورة القصوى، بمعنى ادخال مكونات في المعركة، ودعوة (أحدهم) بسحي الحشد الشعبي وفصائله من المدن ( السنية المحررة) ، هي دعوة حرب حقيقية،وتهديد مباشر لمكونات اساسية،وتهديد مباشر للصدر وفصائله المسلحة،ورسالة له تقول( الحشد الشعبي والفصائل،مقابل سرايا السلام وجيش المهدي واليوم الموعود)،هكذا ينظر الآخر ويعمل عليه ، ويهدد الاخر به،إذن نحن كعراقيين،نرى الامر في غاية الخطورة على الجميع، فالجميع خاسر في معركة خاسرة،لايوجد رابح بها،وعلى العقلاء ان يفككوا صعق الانفجار ، بكثير من التنازلات والحكمة ،في وقت لانرى سوى جيش الكتروني وذباب ولائي، يؤجج لطائفية مقيتة ،هدفها الفوضى لاأكثر،وتمهيد لمعركة ،هم الخاسر الاول فيها ،وسط صمت غير مبرّر ،من قبل مرجعية النجف، التي عودتنا ان تكون صمام أمان لوضع متفجّر، وحرب طاحنة بين أبناء البلد الواحد والمذهب الواحد،فأين صوتها، لاندري،وكذلك إدارة بايدن ،التي هي سبب تنمر السلاح المنفلت وتغذيته، في ظرف سابق، ولم تضع له حداً، حتى تنّمر وإنقلب عليها، وتشرب من كأسه كما شرب الآخرون،العراق بعد الإنتخابات، ليس العراق قبلها،بكل تأكيد، فأما يمسك زمام المبادرة ،ويحقن دماء العراقيين،ويضع القتلة والفاسدين خلف القضبان، كما أعلن برنامجه الصدر، وإما الذهاب لحرب لاتبقي ولاتذر، إذا لم تتدخّل أمريكا التي إرتخت قبضتها، واغمضت عينها عن الخارجين عن القانون وتعرفهم جيداً ،والدول الاخرى ،لتوقف مواجهة حتمية ،ستلقي بظلالها وظلامها على دول الجوار،فاللحظة التأريخية لاتتكرر دائماً، الأحداث الدولية كلها مهيئة، لحروب داخلية وإقليمية ودولية، اوكرانيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق ، بؤر الحروب وشظاياها ، فلا أمان لأحد منها ،العراق مالم يستقر لن تستقر المنطقة كلها ،هذه حقيقة يشهد لها الجميع، وعلى الجميع وقف حرب أهلية ماحقة ،تتطاير شظاياها على الجميع،العراق يخرج من الانتخابات الى الفوضى ….فمن يطفيء نار الحرب والفوضى ياترى، غير العقلاء،أما الجهلة والطائفيون وقصار النظر، فمصيرهم الهزيمة والفشل والخسارة…