22 نوفمبر، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

العراق مفارقات في حرب تشرين 1973

العراق مفارقات في حرب تشرين 1973

يوم بدأت الحرب في السادس من اكتوبر, كانت حرارة الصيف في العراق لا تزال مرتفعة , وفي اليوم الثاني وصلت القوات العراقية الى سوريا قاطعةً اكثر من 1000 كم على
سُرف الدبابات والناقلات المجنزرة ” لعدم توفر العدد الكافي من ناقلات الدبابات ” وكانت القوات العراقية بملابسها العسكرية الصيفية , لكنّ الجو في الشام كان شديد البرودة , فتمّ
تجهيزها بالملابس الشتوية من وزارة الدفاع السورية < وقلنا لهم كثّر الله خيركم > . ما أن انتهت الحرب وعادت القوات الى ثكناتها في العراق , وصلت فاتورة من القيادة السورية
تطالب الحكومة العراقية بدفع مبلغ 50 مليون دولار ثمناً للتجهيزات او الملابس العسكرية الشتوية التي زوّدوا بها الوحدات العسكرية العراقية عند وصولها .! , من غير المعروف
كيف جرى احتساب هذا المبلغ والذي يكفي ويزيد لتجهيز جيش شرق اوسطي كامل .! , لعلّ أقل كلمةٍ تقال بهذا الشأن الشائن , أنّ ذلك ثمن الشهداء العراقيين والدماء التي نزفت
في ارض الشام من ضباط وطيارين وجنود , وكان العراق طوال فترة الحرب يزوّد الحكومة السورية بالنفط والمساعدات الإقتصادية والذخائر , فضلاً عن دبابات ومدرعات التعويض
.!

في حديثٍ منفصلٍ – متّصل , فعند هجوم القوات العراقية الأول على الأسرائيليين استطاعت أسر عدد من دبابات الجيش الأسرائيلي , وثمّ تمّ تحميلها على ظهر الناقلات لنقلها
الى العراق , لكنّ الضباط السوريين ” وفي منتصف الطريق ” اعترضوا ورفضوا إخراجها من الأراضي السورية < والتعليق على ذلك متروكٌ للقراء >.

في يوم 23 \ 10 من اكتوبر كانت كافة الفرق والألوية العراقية في الجبهة السورية بصدد القيام بهجوم كاسح للتوّ من شأنه ان يغيّر من مجريات ونتائج المعركة , لكنّ القيادة
السورية طالبت بتأجيل الهجوم ليومٍ واحد , لكنه في اليوم التالي اعلنت سوريا موافقتها على قرار وقف اطلاق النار .! , وتغيّرَ ميزان القوى .

على صعيد الجبهة المصرية , فبالرغم من أنّ الفريق ” الراحل ” سعد الدين الشاذلي كان معتبراً كمهندس الحرب او بطل العبور ” ولم يكن لوحده في ذلك ” , وهو يحظى بشعبية
وجماهيرية عالية على مستوى الوطن العربي , لكنه وكرئيس اركان الجيش المصري آنذاك , فيتحمّل المسؤولية عن عدم التحصين الكامل لما يسمى بثغرة الدفرسوار التي عبروا
منها الأسرائيليون بقيادة الجنرال شارون الى الضفة الغربية لقناة السويس , وحاصروا كلياً الجش المصري الثالث الذي عبر القناة , كما أنّ مقترحه الذي رفعه الى وزير الدفاع
بسحب 6 ألوية من الجيش الثالث ” شرق القناة ” قد واجه رفضاً قاطعاً من الرئيس السادات , ولم تجر مناقشة المقترح في اجتماع قادة صنوف القوات المصرية , واعتبره الجنرال
عبد الغني الجمسي ” قائد العمليات ” بأنّه غير صائب , اذ اية مستجدات في الموقف الدولي قد تحول دون ذلك او حتى اعادة تلك الألوية الى مواقعها الأولى .

إذ من المعروف أنّ كلا مصر وسوريا قد خطّطا لشنّ الحرب ومتطلباتها حتى تحرير كامل سيناء وهضبة الجولان , لكنّه لم يعد سرّاً أنّ القيادة المصرية قد خططت للتقدم داخل
سيناء ” او شرق القناة ” لعمق ولمسافة 15 كم فقط , حيث بمقدورها تحصين تلك المنطقة بشبكة صواريخ ارض – جو مكثفة تحول دون وصول الطيران الأسرائيلي اليها , لكنّ
مصر أخفت ذلك على سوريا .!

النقطة الأخرى التي ذاع صيتها وانكشفت متأخرا بعد الحرب , أنّ السادات بعث ببرقية الى كيسنجر يعلمه فيها أنّ الجيش المصري سيوقف تقدّمه الى هذه المسافه .! ممّا يؤمّن
لإسرائيل خطر التقدم المصري نحو قواتها في سيناء , حيث تُعتبر هذه النقطة مع ثغرة الدفرسوار هما اللتان غيّرتا مجريات ونتائج الحرب …

في كلا سوريا والعراق وبعض الأقطار العربية تُسمّى تلك الحرب بحرب تشرين , وتسمى في مصر بحرب رمضان او حرب اكتوبر , ويسموّها الإسرائيليون بحرب ” يوم الغفران
” وهو عيد ديني لديهم ويطلق عليه باللغة العبرية ” كيبور ” .
من المفارقات الأخرى أنّ ذلك الصراع المسلّح مع الأسرائليين وفي تلك المدة المحددة بأقلّ من ثلاثة اسابيع او 18 يوماً تحديداً تُسمّى بحرب , لكنّه في احدى معارك الحرب
العراقية – الإيرانية التي جرت في عام 1987 والتي استمرّت لِ 42 يوماً وجرى تسميتها آنذاك بمعركة ” الحصاد الأكبر , فكانت تسميتها في الإعلام بمعركة وليس بحرب !
وشتّانَ بين عديد القوات المشتبكة وكثافة النيران وعمق المسافة , بين هذه وتلك .!

أحدث المقالات