الوطن؛ هو الأرض الذي يسكنها مجموعة من الإفراد، تجمعهم صفات مشتركة، والدفاع عنه واجب، وربط حبه بالإيمان، والموت دونه شهادة.
أحيانا، جميع هذه المواصفات لا تنطبق على من يعيش بتلك البقعة من الأرض، (أي الوطن) ولا يتمتع بالمواطنة الصالحة، بالرغم من تمتعه بكافة حقوقه، ويغترف من خيراته.
العراق بكل ما فيه من ماسي، ونكبات لكنه يبقى نبراسا للأمم، وسارق قلوب الشرفاء بكل العالم، لتاريخه المشرف، وحاضره الزاهر، ومستقبله الموعود.
الحرب على الإرهاب، التي تصدى لها العراق، والعراقيون، من جيش، وشرطة اتحادية ومكافحة الإرهاب وجميع الصنوف العسكرية، سيما الدور الكبير الذي لعبه الحشد الشعبي، تلبية لفتوى المرجعية الرشيدة في الجهاد الكفائي، افرزت وطنية من نوع أخر ستكون نبراسا يضئ درب الأمة العراقية، ودرسا للعالم اجمع بالوطنية، والإيثار والتضحية.
أناس كثر تعاطفوا بل اندمجوا من العراقيين في حربهم ضد داعش الإرهاب الذين عبروا عن حبهم للعراقيين، والإنسانية بصورة عامة كبعض الفنانين المصريين، والصحفية الجزائرية سميرة مواقي التي تحدت جميع التهديدات في بلدها، وترابط مع أبناء قواتنا المسلحة، لإيمانها بقضية العراق ضد الإرهاب، حتى نالت وسام المعركة بإصابتها في الميدان.
حب أخر، جسدته الإعلاميتان اللبنانيتان غدي فرنسيس، وسلمى الحاج، التي واكبت أخر إطلاقه بحرب تحرير الموصل، وكانت كلماتها الجميلة تهز كيان كل شريف” إن مسقط رأسي لبنان، لكن مسقط قلبي هو العراق” نعم انه العراق سارق قلوب الشرفاء.
المكان: شارع الثقافة، والأدب، شارع المتنبي
الزمان: صباح أول جمعة بعد إعلان بيان النصر على داعش الإرهاب.
حزمت أمري، أنا واحد أصدقائي الإعلاميين، بالذهاب إلى هذا الشارع، بالرغم من حرارة الجو المعهودة في بغداد، تسلحت بكاميرتي تهيئا للاحتفالات التي سوف تقام في هذا الشارع! لأننا تعودنا أن نشاهد مثل هذه الاحتفالات، أو الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة قانونا، ليشكل هذا المكان، والزمان معلما حضاريا لرفض الحالات السلبية في المجتمع، كون مرتاديه نوعية خاصة من الناس، لكننا فوجئنا بخلو شارع المتنبي من تلك الاحتفالات، أو حتى ذكر للانتصارات الملحمية التي شهد بها العدو قبل الصديق، قد يكون السبب إن الإسلاميين قد خيبوا ظن مرتادي هذا الشارع، لأنهم انتصروا بكل شي، لا كما كانوا يمنوا الأنفس بان يكون كل من ادعى الإسلام أن يكون حرامي، كراكبي الإسلام السياسي ليتغنوا، بأهزوجتهم المشهورة (باسم الدين باكونا الحرامية) ألا خسئتم.