20 مايو، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

العراق مدرسة الاديان ووطن الاديان ومنبع النور

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن منشأ الصراع العنصري بأشكاله المتعددة القومي والديني والطائفي له دوافعه وآثارة وقد تقف وراءه مجموعات متطرفة لاتؤمن بمبادئ التعايش ولاتتخذ في حياتها سلوك الإعتدال سواء ظهر ذلك في الأفكار والمناهج، ومثل هؤلاء لايستطيعون التفاهم مع الآخرين أوالتعايش معهم رغم وجود أكثر من جامع يمكن أن يجمعهم إن مثل هذه الأفكار المتطرفة كثيراً ماتقود الى حروب ودمار.. وبدلاً عن التقارب والإندماج في المفهوم الواسع للإنسانية فإنها تتخذ لها أوكاراً وملاجئ تخرج منها على الناس بكل ماتحمل من حقد وكراهية تجاه الآخرين من بني الإنسان، ونحن نعتقد بإن ذلك يعود إما الى الجهل والغرور أوعدم إلقدرة على إستيعاب المعاني الجميلة للحياة.  ان جمهورية العراق تعتز بجيرانها واخوانها ولا يمكن ان تتخلى عنهم . ومهما ظلموها وأساؤا اليها فهي أكبر وأعدل من أن تظلم جيرانها واخوانها وتسيء لهم .  فما الذي جلب على شعبنا كل هذه الويلات ؟ هل هذه الويلات التي تجتاح أمتنا اليوم نابعة من ذاتنا العامة ؟ أم هي دخيلة علينا وآتية من جاهليات القرون البائدة ؟ هل أبناؤنا جاهلون جاهليون أم هم واعون مستنيرون ؟ وهل مجتمعنا مجتمع حضاري متقدم أم هو مجتمع بدائي منحط ؟ وهل باستطاعتنا أن نخرج مما نحن فيه من المحن أم هو قدرنا أن نـُسحق تحت أقدام شذاذ الآفاق وقراصنة المجرمين واللصوص ؟ أسئلة لا يجيب عليها الا من وُلد بالنور ، وتغذى بالنور، وعاش بالنور، ونما بالنور ، وكَبُر بالنور ، وتطور وارتقى بالنور ، وأطل على أسرار الوجود وألغاز الخلق وخفايا المصير ببصيرة من نور لا تنفصل عن خالق النور وارادة خالق النور الذي خلق فسوّى ، وقدّر فهدى فكان الوعيّ ُ المستنير سلطان الانسان الذي وصل الأرض بالسماء ، والسماء بما فوق السماء فصار قاب قوسين أو أدنى من معرفة حقيقة الوجود ، وحقائق البداية والنهاية . وعند هذه النقطة من التجلي والاستشراف تتبخر كل علامات الاستغراب وتتلاشى الأسئلة حين نتوصل الى حقيقة أن النور لن يصبح ظلاماً ، وأن الحضارة لن تصير همجية ، وأن اليقظة لن تكون نوماً ، وأن الوجود لن يتحول الى عدم ، وأن حركة الابداع والتسامي يستحيل أن تتقهقر أمام الجمود والابتذال والانحطاط .
عندها ندرك بما لا يدع مجالاً لأي شك وارتياب أن بلاد العز وارض الانبياء ارض العراق  التي افتتحت أبجدية البشرية المتحضرة وعياً ومعرفة  ،وحكمة ًوفضيلة، ًوعلوماً وفنوناً ، وقوانين ورسالات ، وابتكارات وابداعات ، وانجازات وبطولات لن يكون مصيرها ومصير أبنائها الا مصير التفوق والتألق والانتصار في معركة الوجود والبقاء حتى ولو تكالبت عليها جراثيم الأرض ومكروبات الفضاء .وفقًا للشريعة الإسلامية المسيحيين هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث ورد في القرآن: الوصف: Ra bracket.png لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ الوصف: Aya-82.png وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ الوصف: Aya-83.png وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ الوصف: Aya-84.png الوصف: La bracket.png ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما ورد في القرآن: الوصف: Ra bracket.png وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ الوصف: Aya-120.png الوصف: La bracket.pngويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى، ويفرض التعامل الحسن معهم وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة، ولكنه يمنعهم من اتخاذهم أولياء، أي ولاة بشر من دون الله وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: الوصف: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الوصف: Aya-51.png الوصف: La bracket.png
تقول لاهلنا من المسحين أن” الله مصدر النور”وتصدّق المحمدية قول المسيحبة فتجزم أن ” الله نور السماوات والأرض”. وهذا القول يعني أن الكون بكل مافيه وما يحيط به هو نور لأن الله هو المحيط بكل شيءٍ ظاهرٍ وغير ظاهر ، منظور وغير منظور ، مرئي وغير مرئي . اذا ، أين تكمن العلة في بعض ناسنا هذه الأيام وقد وهبهم الله بصائراً تـُبصر ، ومداركاً تـُدرك ، وعقولاً تـُميّز ؟ أليس لإهمالهم البصائر ؟ وتعطيلهم للمدارك ؟ وحجرهم على العقول ؟ أليس لفقدان وعيهم ،وشحة بصائرهم،وهشاشة أرواحهم وبشاعة نفوسهم ؟ أذاً، كيف يجرؤون على القول أنهم مسلمون لله رب العالمين ولا يستعينون بنوره على رؤية جمال الخلق والخليقة ويستمرون في غيهم وضلالهم يعمهون ويملؤن البلاد فساداً وفتناً وشرورا ؟ ويساعدون الأعداء المجرمين على تخريب بلادنا وتدمير مرافقها وقتل أبنائها ودفعها الى هاوية السقوط تحت أقدام المعتدين المجرمين ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب