23 ديسمبر، 2024 2:27 ص

الامل المنشود والحلم الاكبر والنصر الاعظم، تحقق وبات واقعاً، وما بعده من منغصات سواء اقوال او افعال، ما هي الا محاولات بائسة ويائسة لازالة هذه الفرحة، فقد اثبتت قوى النور شجاعتها وحزمها ضد اقزام داعش المظلمة في العراق، وفتح الامل في انفسنا نافذته ليدخل اليها دونما تردد.
لكني وبصراحة اقولها لكم، ان الواقع يحتاج الى نظرة امعان وتمحيص، فبعد احداث (الربيع العربي) التي اكتسحت الوطن العربي، وعمت بعدها الفوضى وعلت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الرأي الاخر، نرى الحياة في كثير من بلاد الوطن العربي انقلبت رأساً على عقب، وتبدلت الديمقراطية الى سجون ملئى بشعوب هتفت وطالبت بالربيع العربي، ثم بعد كل هذا وذاك، ظهر دعاة الحق الالهي بحجة انهم جاءوا لصياغة نظام دنيوي اجتماعي نابع من صميم الاسلام، وقد فشلوا في ذلك، ثم ما لبثوا حتى انتهجوا منهج الوعيد والتهديد واختاروا الكذب والتبرير ، معتمدين طريق الموعظة الرخيصة لينفردوا بالسلطة ويهيمنوا على مقدرات الشعوب، مستخفين بمطالب الناس وحاجاتهم الضرورية المشروعة، ثم ما لبث الزمن الا قليلاً، حتى ظهر دعاة الفضيلة الذين اختاروا تعبئة الشارع العربي والاسلامي بفقراءه ومغفليه، ففشلوا هم ايضا في تطبيق شعاراتهم، وضاعت احلام المصفقين والمؤدين لهم،.
ولم يكتف المشهد بظهور الدعاة الانف ذكرهم، بل ظهر غيرهم، كانوا كأوثان متحركة يعبدها مؤيودها ويتبعها مغفلوها، اوثان بشرية تأكل بعضها بعضاً، وتحلل سفك الدم والعرض والشرف، وانتهاك حقوق الإنسان والالتفاف على القوانين الالهية، حتى اضحت هذه الاوثان خططا لامتصاص دماء الفقراء وأموالهم ومستقبلهم، وافكارا تروج للحقد والكراهية والفتنة بين عباد الله وسكاكين تقطع أوصال الأوطان وشعوبها.
اما ما حدث في بلدنا ، فان الجندي العراقي قد داس بـ”بسطاله” رؤوس تلك الاوثان، وادخل فوهة سلاحه بفمها، واطلق النار عليها مرديها جثة هامدة يأكلها دودٌ اطهر منها، وبصريح العبارة فان قواتنا الامنية بكل مسمياتها كفت ووفت وادت ما عليها وزادت، ولا يحق لأحد ان يقول لها “على عينك حاجب”.
اليوم جاء دورنا من اصغر مواطن الى اكبر مسؤول في الدولة، ودورنا لا يقتصر على ترديد شعارات وهتافات، وخطب ملئى بالسجع، و”جعجعة عالفاضي”، والا ستظهر اوثان جدد، وعُبّاد جدد، وسنظل ندور في حلقة مفرغة او نرواح في اماكننا، فاذا ما كنا نريد العيش كسائر البلدان، فعلينا ان ندع ونتخلى عن اشياء مقابل اشياء، كما يقول المثل “الي يريد شي يعوف شي”، والعاقل بالاشارة يفهم.
الاوثان قد هلكت، وما بقي منها الا وجهها الاخر، وهم معروفون لدى ابسط الناس، فهم وجهان لعملة واحدة، وقابل الايام يحمل اجتثاثاً لهم واقتلاعاً، الموضوع فقط يحتاج الى همة وعزيمة وعمل لا يخشى فيه لومة لائم، فاذا ما تم ذلك فاقلها نكون قد حافظنا على كرامة عراقنا، او كرامة انفسنا، او لنقل دماء شهدائنا، او تضحيات قواتنا الامنية، او لنقل حفاظاً على بيوتناً وشرفنا وعرضنا من الدنس، او لنقل كرامة لدموع الثكالى والارامل واليتامى، لو لنقل غيرة شعب على وطنه، والعراق اليوم محتاج “وگفتنا”، سموها ما شئتم، فلا ضير ان تعددت الاسماء وظلت الغاية واحدة.