23 ديسمبر، 2024 12:46 ص

1 ــ في العراق مجزرة, قديمها قطعَ شريان التواصل, بين مجتمعات ما بين النهرين, وسبعة حضارات لأجدادهم كانت, جديدها ابتدأ فعله صباح 08 / شباط / 1963 الأسود, حيث اسقط اول جمهورية وطنية في التاريخ العراقي الحديث, اهداف المجزرة تدمير العراق دولة ومجتمع, رأسي رمحها امريكا وايران, اتسعت حروب وحصارات وقمع داخلي بأدوات محلية, يعاد تشكيلها دائماً, من حثالات عراقية, ملوثة بالولاءات والعمالة السافرة, احزاب مستهلكة مدجنة, على الأرتزاق والأنتهازية, ستتواصل جريمة الأنهاك والتدمير, للدولة والمجتمع والوطن بكامله, لأغراق كامل الجغرافية العراقية, في طوفان الرعب والخوف, حتى الاستسلام التام للمواطن العراقي.

2 ــ وحتى تنجز المجزرة اهدافها, ويطمئن الغرماء على انجاز مشروعهم ورسوخه, يشرفون وبعناية فائقة, على تشكيل طبقة, من الإمعات والحثالات, تتصدر المشهد السياسي والأقتصادي, وتمسك بيدها القرارات الأستراتيجية, للدولة العراقية الوهمية, المكبلة بشروط التدمير المبرمج, المصير العراقي الأسود, يكتمل نسيجه الآن من نقطة المنطقة الخضراء, حيث حكومة التحاصص الطائفي القومي, نشاط التقسيم القادم, موحد الآن في ماخور المنطقة الخضراء, حتى اكمال تقاسم الثروات العراقية, ثم الأعلان عن نشوء الأمبراطوريات, العائلية والعشائرية الصغيرة, على اضلاع العراق, الذي كان.

3 ــ لا ايران ستصفي نفوذ امريكا في المنطقة, ولا امريكا ومعها اسرائيل, ستدمرا ايران وتسقطا نظامها, المجزرة مشروع توافقي قائم, على تقسيم العراق, فأقليم الشمال الكردي, اصبح دولة كاملة التكوين, والدعوة لأقامة اقليم الأنبار, نشيطة مدعومة من امريكا ودول الخليج, وستعلن امارتها في غفلة من العراق, يقودها بقايا متبقية من التيارات العروبية, اما في الجنوب العراقي, فعائلتي الحكيم والصدر, وجهابذة حزب الدعوة والمجلس والفضيلة, تسابق الوقت لأعلام اقليم البصرة أو (جنوبسان) كاملاً والحاقه بأيران, اما كربلاء والنجف وسامراء, ومراقد أئمة جديدة سيتم اكتشافها, من مجموع تلك الأماكن والمراقد, ستعلنها دولة ولاية الفقيه “فاتيكان” (سياحي) تحت ادارة (مراجعها) الساميين.

4 ــ حلم مشروع الأبادة والتدمير المبرمج, للدولة والمجتمع, ثم تقسيم وتحاصص العراق, ارض وانسان من المستحيل تحقيقه, الأرض ستدافع عن نفسها وأهلها, ويولد عنها جيل جديد سيحافظ على وحدتها, حالة الوعي الوطني الجديد, لجيل الأول من تشرين, لا يسمح بمرور المكيدة, او العبورعلى جسر الذاكرة المجتمعية, للمشروع الوطني العراقي, الذي يعبر غالباً عن تراكماته النوعية, معارضة ورفض وانتفاضات, فكانت ثورة الأول من تشرين 2019, في الجنوب والوسط, ولادة رفعت الأقنعة عن وجه المجزرة, كمشروع لتدمير العراق وتحاصصه, بين محميات عائلية وعشائرة, سهلة الأيتلاع والهضم, ثورة الأول من تشرين, ثورة جيل عراقي جديد, عابر للتطرف الطائفي والتعنصر القومي, اعاد للهوية الوطنية الجامعة كامل عافيتها وفتوتها, ويكنس الآن غبار الهويات الفرعية, التي تتطفل على وحدة المجتمع العراقي.

22 / 07 / 2021

[email protected]