26 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

العراق: مأزق تشكيل الحكومة

العراق: مأزق تشكيل الحكومة

بعد ايام يكون قد مر عاما كاملا على الانتخابات العراقية، التي قيل عنها؛ من انها انتخابات مبكرة، اي انتخابات مبكرة جزئية؛ لم تستطع القوى او الكتل العراقية التي تتوالى امر او ادارة العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال الامريكي لعام 2003 من تشكيل السلطة التنفيذية على الرغم من مرور ما يقارب العام على الانتخابات السالفة الاشارة لها في هذه السطور المتواضعة. لكن، بدلا من هذا؛ دخلت او ادخلت العراق في مأزق سياسي.. إنما اخيرا، بعد مخاض عسير؛ تراوح بين استقالة نواب الكتلة الصدرية، حين اخفقوا او لم ينجحوا في تشكيل السلطة التنفيذية، بسبب الثلث المعطل على غرار ما يجري منذ سنوات في لبنان، وصعود نواب من الاطار التنسيقي؛ ليكون الاطار، الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي، وبعد، ايضا، تظاهرات من التيار الصدري؛ معترضة على ترشيح السوداني للرئاسة السلطة التنفيذية. لكنها، هذه التظاهرات وبعد ان تحَول مجراها او اتجاه حركتها السلمية كما يقول التيار عنها؛ الى صدامات دامية؛ اوقفها السيد مقتدى الصدر بكلمة مقتضبة منه. اخيرا تم منذ ايام، عقد جلسة البرلمان، التي تمحورت حول تجديد الثقة برئيس البرلمان السيد الحلبوسي الذي قدم استقالته من رئاسة البرلمان قبل يوم او يومين من عقد الجلسة سابقة الاشارة لها في هذه السطور، وايضا انتخاب النائب الاول كبديل عن السيد الحاكمي الذي استقال مع استقالة كتلته الصدرية؛ وفعلا تم تجيد الثقة بالحلبوسي وعلى ما يبدوا من مجريات هذه الاستقالة، ربما، هناك اتفاق بين الاطار والسيد الحلبوسي، وانتخاب النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي، السيد محسن المندلاوي. السؤال المهم هنا؛ هل يتم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وتظل الى ان يأتي او تنتهي دورتها الانتخابية؟ او يتم تشكيل تلك السلطة او الحكومة، كاملة الصلاحيات، إنما مهمتها بالإضافة الى مهامها التنفيذية الاخرى؛ هو الاعداد الى انتخابات مبكرة؟ في الوقت الذي يجري الاعداد الى عقد جلسة اخرى للبرلمان العراقي؛ سوف تخرج او خرجت مظاهرات تشرين تطالب بالتغير، تلك المظاهرات التي اسقطت حكومة السيد عادل عبد المهدي من اكثر من سنة، اضافة الى مظاهرات التيار الصدري التي ربما تشارك تشرين في التظاهر او انها سوف تخرج غدا؛ تطالب هي الاخرى بالتغير. في هذه الحالة، وفي هذا المشهد السياسي او ان الاصح في هذا المأزق السياسي الذي يتطلب من القائمين عليه؛ التصدي له، بتفكيك خيوطه المتشابكة والمعقدة للخروج بتسويات مقبولة من قبل جميع الفاعلين في الاوضاع السياسية في البلد. من اهمهم هم التيار الصدري، ومتظاهرو تشرين؛ بإيجاد قاعدة عمل واسعة وعملية وفعالة يقبل بها الجميع.. من اولها؛ هو التخلي عن التصلب في المواقف لجهة الاصرار على مرشح بعينه.. وثانيها لأجل تفكيك الازمة السياسية، واخراج حلول مرضية، او يقبل بها الجميع.. في مقدمة هذه الحلول؛ الاتفاق عبر الحوار؛ ان تكون الحكومة، حكومة عابرة للمحاصصة والطائفية.. السؤال هنا، الاهم؛ هو هل تنجح هذه الاحزاب والكتل السياسية؛ بالخروج بحلول تخرج البلد من هذا المأزق السياسي؟ الاجابة هنا موجودة في القادم من الايام..

أحدث المقالات