تطورت اليابان بعد تخليها عن السلاح، إثر خسارتها الحرب، وإتجهت صوب التكنولوجيا السلمية وأصبحت من الدول المتطورة، ولحقتها الصين والتي ستكون القطب المالي والإقتصادي العالمي، سيما التجارة والنقل متعدد الأنواع والأشكال، تساندها التقنية المتطورة ورخص العمالة، وهي اليوم في معركة مستديمة مع قطب الهيمنة وإبراز العضلات أمريكا..
طريق الحرير الذي أصبح الشغل الشاغل للمواطن العراقي المحب لبلدهُ أن يتطور، ويتمنى خروجه من حالة الحروب، التي تفنن النظام البائد بصناعتها، فأوصلنا الى عسكرة المجتمع فلا يخلوا بيت من قطعة سلاح.. ورغم أننا قد إستفدنا من هذا السلاح عند التصدي لداعش بعد خيانة من عليه التصدي، ليولد من رحم المعانات جيش عقائدي بعد فتوى المرجعية الرشيدة.
الدور الأمريكي الخبيث وبعد الإنتهاء من الفترة البعثية، بدأ عندها ليخلق لنا القاعدة وأخواتها ومن بعدها داعش.. وهذا الدور اليوم أصبح مكشوفا للقاصي والداني، وكيف تعمل أمريكا لإدامة وجوده لتمرير سياستها، ففي أكثر من مرة تتم مشاهدة الطائرات الأمريكية، التي تنقل هؤلاء المجاميع من مكان لآخر، وتعمل لجعل العراق منطقة صراع دائمي بغرض الهيمنة على مقدراته، كما تفعل اليوم بسرقة النفط السوري علنا دون خجل، وتحت أنظار الأمم المتحدة التي لا تحرك ساكنا!
بعد مرور سبعة عشر عام على التواجد الامريكي في الاراضي العراقية، لم يتم بناء بُنى تحتية أو مصانع لغرض النهوض بالبلد أو في الأقل إيصاله للإكتفاء الذاتي ولو بجزء يسير، بل كان “الفيتو الأمريكي” حاضراً ضد أي مشروع من شأنه يفيد الشعب العراقي المغلوب على أمره، بواسطة ساسته الذين لا هم لهم سوى جمع الاموال، من خلال سرقتها بمشاريع وهمية على الورق فقط، ولا وجود لها على الأرض، ناهيك عن باقي المكملات التي تفننوا بها.
بعد تسلم السيّد عبد المهدي مهام رئاسة الوزراء، ومن خلال نضرته للواقع المزري نتيجة التراكمات، شرع بالتعاقد مع دولة الصين لبناء العراق، ومحاولة الخروج من الهيمنة الامريكية، والبدأ بمرحلة البناء الحقيقي، من خلال تفاهمات لتصدير من مئة الى ثلاث مئة برميل نفط يوميا، ولمدة عشرين سنة، وأهم ملفاتها الكهرباء، الذي بات يؤرق المواطن العراقي، وهمه الوحيد وأمله الخلاص من دفع فواتير المولدات.
التهديد الأمريكي لرئيس الوزراء لإلغاء العقد، وصل لوسائل الإعلام.. وليس كما معهود في السابق، وكان الرد حاسماً، وهو المضي الى مالا نهاية، وكانت المفاجئة أن خرجت عليه الجموع المدربة جيدا بدعم السفارة الأمريكية لإسقاطه، وإستبداله بأخر مسنود أمريكياً..
لو تمت المباشرة بالإتفاق، لكان حالنا اليوم غير ما نشهده من تخبط سياسي واضح المعالم، وأنه تطبيق لسياسة أمريكا، والمسير بنا صوب إعلان “الإفلاس الحكومي”، وهذا كانت بوادرهُ من خلال الإقتراض سواء الخارجي منه والداخلي.
الهرولة نحو الشركة الكورية المملوكة للحكومة الأمريكية كما نُقِلْ، ليس أمراً مخفياً بل هي أوامر غير معلنة للإعلام، وقد إستهجن الكثير من العراقيين هذا الإتفاق المشبوه، الذي لم يشهد منافسة بين الشركات، بغرض معرفة من هي الشركة المتمكنة التي ستفوز بالعرض، بل تم إعلان الشركة الكورية دون الرجوع “للبروتوكولات الدولية”، وهذا أشّر نقطة لا تخلوا من الفساد، والتدخل الواضح من دول الجوار، بغرض إفشال ميناء الفاو! الذي كان من المفترض أن يكون نقطة بوابة العراق للشرق وأوربا .
اليوم بيد العراقيين إلغاء التعاقد مع كوريا، والإتجاه صوب الصين التي قدمت تسهيلات من الغباء رفضها، من قبل السادة ممثلي الشعب في البرلمان، وإذا تم المضي به وعدم الإنصياع، فهنا يأتي دور الجماهير بتظاهرات تعري الفاسدين، الذي يعملون أجراء لدى المستفيدين من تعطيل بناء الميناء، ناهيك عن باقي المشاريع التي قدمتها دولة الصين، لتجعل العراق أفضل من أوربا وتكون الإيرادات حالها حال الدول المتقدمة، ولتذهب أمريكا هي وجيوشها الى الخليج لتحلبهم، فالعراق ليس بقرتهم الحلوب .